تترجم الفنانة ” سارة فريدلاندر” (( sara friedlander artiste الانماط التصويرية، بما يتناسب مع التهويمات البصرية التي تحيط بالتصاميم الفنية ذات اللحظة المنتزعة من الزمن بواقعية تتجه نحو سريالية السرعة ومفاهيمها الحركية. ان بتحويل الواقع الى لحظة سريالية منزوعة الزمن او الى وهمية الصورة الفوتوغرافية عبر اللوحة البصرية المتعددة المفاهيم، بشفافية تنطوي على تفاعلات ديناميكية في بناء اللوحة. لتطغى على العين وفق المسارات المبطنة فوتوغرافيا بالسطوع البصري. لبث القوة للتهويمات الفنية على مساحات تنوع نسيجها الفني بجمع بين الصور المتعددة، والتصوير الرقمي والكولاج وغير ذلك.
تحتضن لوحات الفنانة “سارة فريدلاندر” عدة ثقافات بصرية لعبت دورها في تشكيل اللوحة . لتحاكي مزاجيات متعددة، وكأنها تحاول ايجاد النص البصري المحاكي للحداثة الفنية الانقلابية بمعناها الفوتوغرافي او البنائي، القائم على الوسائل الفنية المساعدة في تكوين الهدف، الذي ترنو اليه ” سارة فريدلاندر “بغنى متعدد الوسائل الحسية والمادية . لتكوين ارضية لاهداف تنتزع منها الهويات الانسانية. لتمثل الفرد في احلامه ووجوده وقدراته في تحقيق الذات. اذ تجمع بين عدة مواد قادرة على تنفيذ لوحات تخاطب الطبيعة والمكان، وبتركيب بصري ذي خطوط عريضة تميل الى الخلق والابداع والانتفاضة على الوضوح والتشويش، والدمج والتهويم والضوء والظل، والتلاعب البصري بالمقاييس والخطوط، وانتزاع التوسع في مساحات ذات الافق اللامتناهي، وان ازدانت المفاهيم الرياضية في اعمالها ما بين الانعكاسات للقريب والبعيد والطويل والقصير وما الى ذلك.
يلعب التجريد الهندسي في بعض اعمالها دوره في انعكاسات الالوان ومعانيها.اذ توحي بكونية الاشكال وامتدادها الى ما لانهاية . حيث تبدو جغرافية البناء الفني في لوحاتها تميل الى التصوير المحوري المتعدد الجوانب الفنية، بتصوير يعكس قيمة الشكل البصري في جذب الفكرة الذهنية الى وجدان المتلقي بحوارات لا تنتهي. لانها تشكل البنية الاساسية لفكرة الدمج الفوتوغرافي بالتشكيل واعداد الصورة واخراجها، وتحويلها الى اداة بصرية تستكمل بماهيتها معنى الضوء وزوايا العتمة وتشكيل الظل، وفق ثلاثية تنبثق عن الاماكن والجماد والانسان والنبات، وبحيوية مرئية لبصريات تحتفظ بكينونة الجمال في عمقها ومساراتها وتشكيلاتها التي تعتمد على التضاد والتوافق في آن.
تعزيز فني لمعنى الصورة وقدرتها في ابراز التغيير الاجتماعي والفكري ، والتي تتمثل في ثقافة الجمال والسلام، وابراز المعاني الحياتية البعيدة عن العنف والصراع والحروب. للتعبير عن محو المآسي والعودة الى تجسيد الانسانية من خلال الدمج مع الكثير من الصور في لوحات تحاكي العالم ، وفق الانسانية والميل الفطري نحو الجمال. لاعداد رسالة في دمج للسلام، وبنظرة انسانية اجتماعية تعيد بناء الخطاب الفني، المؤكد على قدرة الانسان في خلق المعاني لمحو العنف واستبداله بالجمال المؤسس للسلام .
تستقي الفنانة “سارة فريدلاندر” محورية لوحاتها من فكرة ما نفع الانسان دون العالم المتحضر المشع بالجمال، وباسرار التكوين المادي وجوهرية الحس الفني المتكون من لمسة الانسان الكامنة في اعماق فلسفة الدمج او فكرة الجماعة او التشكيل الكلي المتصاعد من الجزء الى الكل وبالعكس. لاستمالة البصر نحو العاطفة والخيال، والابتكار المتزن المحصور في بيئة الصورة ذات العنصر الحيوي وجزئياتها التكوينية من ضوء وظل ولون وابعاد وعظمة فنية تتحدى قوة الخراب وقوة العواصف وقوة كل ما من شأنه انتزاع الجمال من مشهد انساني او لا تنعدم فيه الحياة، ولا صفوة الجمال الابتكاري المعتمد على التماسك الداخلي مهما تمزقت الصورة الانسانية الخارجية وفق تطابق الحلم والواقع، وبنكهة بلسمة الجراح المفعمة بالصفاء والجمال والمحبة، وبمذاق تتغلغل فيه جماليات ظاهرة التفاصيل الفنية وخفية في مضمونها ذي الرسائل الموجهة للسلام .
اصرار على تحقيق الجمال بمختلف الوسائل البصرية المشغولة بنظرة انسانية عميقة تستمد فكرتها من اللاعنف ومواجهة التحديات في العالم بحداثة رقمية تميل نحو الفوتوشوب في اعداد اللوحة المختلطة من مناظر طبيعية وطيور وأشجار وهندسة الابنية بابعادها المعمارية القديمة منها والجديدة وربطها بالوسائل الفنية من الوان وظل وتدرجات وضوء والابعاد الثلاثية لاستخلاص الصورة الفنية ومقوماتها المضمونية والاسلوبية وجوهرية السرد الفني بتبسيط يجمع الفنون في طبقات السرد المتعدد لتستكشف حسيا جمالية المناظر المتكونة من دمج تتحول فيه الاوهام الى حقائق عميقة المعنى والجمال .
****
(*) أعمال الفنانة “سارة فريدلاندر” Sara Friedlander من أعمال” متحف فرحات Farhat Art Museum.