نظم “مركز الصفدي الثقافي” بالتعاون مع “جروس برس ناشرون” ندوة واحتفال توقيع كتاب “80 كتابا في كتاب: مراجعات في الحراك الفكري العربي المعاصر” للأمين العام للاتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبدالاله ميقاتي، النائب محمد الصفدي ممثلا بالسيدة فيولات الصفدي، النائب احمد فتفت، الوزير السابق النقيب رشيد درباس، اللواء اشرف ريفي ممثلا بالدكتور سعدالدين فاخوري، نائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، رئيس جمعية المشاريع في الشمال طه ناجي، المدير العام السابق لوزارة الثقافة الاستاذ فيصل طالب، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، مديرة فرع الجامعة اليسوعية في الشمال فاديا العلم، مديرة المركز نادين العلي عمران وعدد من الأساتذة والجامعيين وممثلي الهيئات الثقافية والاجتماعة والتربوية.
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة للدكتورة كارولينا البعيني وصفت فيها الكتاب “بالمشهدية التي تعج بالحياة والابداع فيما كان الزمن ركودا والوضع نيرانا تؤججها وطأة التجاذبات”.
ونوهت الصفدي في كلمة بمسيرة المؤلف “ضمن هذا الصرح الثقافي”، مشيرة الى ان “المؤلف الموسوعي الذي يشغل 1115 صفحة استغرق سنوات من الجهد الدؤوب والمجاهدة والغوص على اثني عشر فنا معرفيا. والكتاب الذي يتسم “بالطابع الكشكولي” هو على قدر من الاهمية التي تعكس النتاج الفكري الطرابلسي والشمالي الذي اتخذ من الفيحاء مسرحا ومنصة ليعبر الى كل لبنان وليصب نهاية المطاف في اطار الحراك الفكري العربي العام”.
من جهته، نوه درباس بدور المركز، واصفا اياه “بالوقف الثقافي”، وقال: “الكاتب اكبر وزنا من مؤلفه واكثر اتساعا وأجل شأنا واوفر ماء، والكتاب ينتهي في صفحته الاخيرة فيما الدكتور مصطفى لا نهاية لعطائه”.
وعبر العميد عبدالغني عماد عن “الاعتزاز بصداقة الدكتور الحلوة، وهو يجمع في شخصه المثقف الذي ينحاز بموضوعية ووعي الى الحقيقة وقضايا المجتمع، والصديق الديناميكي الذي “لا يأسف على توليد الافكار وصيغ العمل والحركة دون اي مكابرة”.
من ناحيته، رأى المحامي الاديب شوقي ساسين ان الكاتب “اعتدى على سيادة المحاماة ووحدة ترابها المهني بانتحاله صفة المحامي في كل صفحة من صفحات كتابه”. ونوه بصداقته “المصطفاة والحلوة”، وأشار الى ان “الادب لا يعيش الا على النقد الذي ينفخ فيه من روح الحياة، وهذا الكتاب هو عمل موسوعي على اتساع وعمق تناول فيه وجوها كثيرة من النشاط المعرفي في الفلسفة والاجتماع والسياسة والرواية واللغة والشعر”.
واعتبر الباحث الدكتور عاطف عطية ان “قراءة كتاب يضم بين دفاته ثمانين كتابا يعني انك قرأت ثمانين كتابا”، منوها “بعمل الكاتب الذي يقرأ ويحفر في قراءته ويعمل قلمه في الاستنتاج والتحليل والعرض بما يشبع نهم القارىء بايصاله الى ما يريده الكاتب والكتاب بأقل الجهود الممكنة، فيوفر على القارىء تكاليف اقتناء الكتاب”. وقال: “الكتاب عمل موسوعي ضخم وموثق على أفضل ما يمكن اخراجا ومضمونا وفيه حصيلة فكرية مرموقة انتجتها عقول ومواهب طرابلسية وشمالية”.
بدورها، نوهت الاستاذة الجامعية الدكتورة غادة السمروط بالكاتب، معتبرة انه “يحمل مشعل النقد العلمي ويهتدي بالأسس والمقاييس التي وضعها النقاد وجهابذة الباحثين المعاصرين”، واشارت الى ان “القارىء عندما يجوب ردهات الكتاب تراه يجوب مدينة العلم والعلماء، طرابلس التي اهدى الكاتب اليها ثمرة جده وكده”.
وأضاء الاستاذ الجامعي الدكتور جان توما على “عمل الكاتب الذي قرأ ثمانين كتابا تفسيرا وتحليلا”، مشبها اياه “بالجاحظ يتنقل بين منبر وآخر وبين محبرة وشقيقتها ويهرب من النقطة على السطر كيلا ينتهي النقاش الفكري والفلسفي العقلي”، معتبرا ان “العصر عنده هو القرطاس والقلم اللذان خرج الحلوة يبحث عنهما قبل الاجتياح التكنولوجي”. ولفت الى ان “ثمانين كتابا هي سفر الخروج والعودة الى الجذور وهي شهادة الكاتب الكبرى في فيحائه التي يحب”.
وشكر الحلوة “كل من ساهم في إنجاز كتابه”، واصفا ما اقدم عليه “بالرحلة السندبادية الممتعة التي اخذته الى أماكن بعيدة ومنعرجات ومتاهات يحلو فيها السفر”. ووضع عمله الموسوعي برسم مدينته التي يعشق، آملا ان “يكون هذا الكتاب واحدا من ارهاصات معرفية شتى توفر المناخات الملائمة لحدث “طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023”.
ختاما وقع الحلوة كتابه بجزأيه.