إيه أيتها البلاد ؟

الوطن يضيق بي
لا يسعني ..

سرقوا البلادَ
سرقوا فمي
أقراطَ أمي
وأحلامَ الصغار
سرقوا
بلوغَ الأناث
رُشدَ الشباب
وباكورةَ جدي العتيقة
تركوا
أشجانَ الناي
وربابةً تعزفُ الأسى
رمّلوا  آهاتِ الحبيبة
سرقوا أنوارَ القناديل
ابتسامةَ الشمسِ
وزقزقاتِ عصافيرِ الصباح .
اِيه أيتها البلادُ
أين أنتِ ؟
أين أنا منكِ ؟
بتُّ لا أسمعُ نبضكِ
أنا الأصمُ
أرثيكِ
 أرثي شقاءَ المدن
أم صبيةٌ  تعشقُ السوادَ بالمهد
تنوحُ على مراثي تموز
تنسى أناشيدَ الوطن .
الأمكنةُ تهاجرُ :
 مفكراتِ سائقي التاكسي
المسارح
قاعة الأورفلي
متحف بغداد
مقاهي   الجالغي البغدادي
جلساتُ الشاي تحت أفياء أشجار الكرادة
أَمستْ لعنةُ شيطانٍ
كل من دخلها ليس بِآمِن
كفرتهُ البلادُ
تَرجمهُ ملائكةُ السلطان
من يسعف :
الشمسَ
المطرَ الكاذب
شواطئَ الأنهار
عُصابةَ أمي
وبكارة الأحلام .
هل من فتاوى تبيح العشق
في هذه البلاد ؟
هل من ربيع قادم في عينيك ؟
أتوق للشتاء
لظلال أرخيته
لسائحة افرنجية
تبحث :
عن تاريخ البلاد
سجلات الحراس
أسوار أوروك المتلاشية
عن (المعدان) سراق الهوية
حين يقايضون الزبد بالقضية .

اترك رد