نظمت بلدية حمانا و”حركة لبنان الشباب” لقاء حواريا مع رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون روكز، في مركز بلدية حمانا، حضره النائب السابق عبد الله فرحات، الرائد ديالا المهتار ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، النقيب جوزف نداف ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس مكتب امن عاليه المقدم يوسف نجم ممثلا مدير المخابرات العميد الركن انطوان منصور، رئيس بلدية حمانا بشير فرحات، رئيس “حركة لبنان الشباب” وديع حنا، منسق قطاع المتن في “القوات اللبنانية” جان انطون، منسق منطقة بعبدا في “التيار الوطني الحر” ربيع طراف، رؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء مكاتب شؤون المرأة في الاحزاب السياسية والجمعيات النسائية في المتن الاعلى وفاعليات.
رعد
بعد النشيد الوطني، تحدث المربي وديع رعد مرحبا بالسيدة روكز في حمانا، “بلدة اللقاء والمحبة”، وقال: “وجودك بيننا شيق وهادف ويدعونا الى الفخر والاعتزاز خصوصا واننا نعيش عهد التغيير والاصلاح، عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكلنا أمل بلبنان جديد يقوم على العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد”.
فرحات
ثم القى رئيس بلدية حمانا كلمة رحب فيها بالسيدة روكز “التي شرفتنا بحضورها حاملة مشعل المرأة عاليا كي ترتقي بالمجتمع الى المراتب العليا، ولن نجد ارتقاء في اي مجتمع الا حين نرى المرأة تقوم بدورها الريادي متحملة الاعباء والمسؤوليات كافة”.
وقال: “حين نتكلم عن المرأة، علينا ان نعي أهمية وجودها وحضورها، فلا عجلة للحياة ان لم تكن هي محورها لانها الركن الاساس لبناء الانسان في العائلة وصولا الى الوطن”.
وتابع: “ان المجتمعات اليوم متطورة ومتميزة وقد وعت أهمية اعطاء المرأة الهامش الاكبر من الحرية والمساواة والمشاركة، المرأة التي خاضت غمار الحياة بكل تفاصيلها الاجتماعية والانمائية والاقتصادية والبيئية، ومجتمعنا قطع اليوم اشواطا في هذا المجال وعلينا جميعا كل في مجاله ان نؤازرها وندعم جهود الجمعيات والافراد التي تبذل. وما لقاؤنا اليوم مع السيدة كلودين عون سوى تثبيت لهذه القناعات لاننا نعي اهمية ما تقوم به لانصاف المراة في حقوقها المشروعة”.
وختم فرحات: “أستغل هذه الفرصة كي أحملكم كامل محبتنا واحترامنا لفخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي نثمن مواقفه الواضحة والمتقدمة في كل القضايا الوطنية ولا سيما حقوق المرأة”.
الاعور
من جهتها، نوهت منسقة شؤون المرأة في “حركة لبنان الشباب” لور الاعور بما تقوم به السيدة روكز من جهود من أجل حقوق المرأة وانصافها. وقالت: “الانفتاح الاجتماعي، التعليم العالي والثقافة الرفيعة، الارتباط بالعائلة، الاسقلالية وغيرها الكثير تشكل جميعها شخصية المرأة اللبنانية التي اتيح لها عام 1953 حق الترشح والانتخاب، الا انها لم تدخل البرلمان الا متأخرة، ورغم الحقوق الكثيرة التي تنعم بها غير انها لا تزال بعيدة كل البعد ومتأخرة في مجال السياسة، لماذا؟ هي الام والقاضية والطبيبة والمعلمة وغيرها من المجالات التي تفوقت بها وأثبتت قدرة هائلة ربما تفوق قدرة الرجل، فلماذا ما زالت بعيدة عن السياسة، واين المشكلة، وفي يد أي سلطة، التنفيذية ام التشريعية”.
وتساءلت: “لماذا لم تستطع المرأة ان تصل الى البرلمان من خلال الكوتا النسائية، ولماذا من الصعب على الناخب وصانع القرار ان يعترف بأهمية دور المرأة وقدرتها وضرورة وجودها في البرلمان التي لها الحق في ان تكون فيه. في الحقيقة لدينا تساؤل كبير، أهو ممنوع في نظامنا السياسي الطائفي وصول كل من هو كفء الى كرسي البرلمان، علما ان المراة حققت ربحا وافرا في الانتخابات البلدية الاخيرة”.
وختمت الاعور: “علينا العمل على رفع مستوى القيم الثقافية وربما تغييرها والتطلع نحو بناء ثقافة تضع المرأة اللبنانية حيث يجب، في الجمعيات والهيئات والاحزاب، ولكن الاهم اقرار قانون مدني موحد للاحوال الشخصية”.
ماري فرحات
وشكرت ماري دومينيك فرحات السيدة كلودين على قبول دعوة بلدية حمانا ومبادرة “حركة لبنان الشباب” “التي نعيد معها اليوم 24 سنة من العطاء والانماء”. وقالت: “لقاؤنا اليوم سيكون مثمرا لان الصدق والصراحة ورحابة الصدر صفات تميز السيدة كلودين، فأهلا بك سيدتي ضيفة عزيزة في بلدتك حمانا”. ودعت فرحات السيدة روكز الى “الاهتمام بالموضوع البيئي في مناطقنا الجبلية”.
كلودين روكز
من جهتها، اكدت السيدة روكز “ان المرأة نصف المجتمع ونصف الوطن وكل الحياة، وشعاركم ان المرأة نصف الرجل لا اوافق عليه، المرأة هي نصف الرجل في الحقوق والقوانين”.
واكدت “ان التنمية الدائمة والكاملة ورفاهية العالم وقضية السلم تتطلب اضخم مشاركة ممكنة من جانب المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، في جميع الميادين”.
وقالت: “سأعود الى العام 1948 عندما شارك لبنان في اعداد القانون العالمي لحقوق الانسان، الذي يضمن لكل انسان الحق في التمتع بالحقوق والحريات كافة دون اي تمييز، بما في ذلك التمييز بالجنس. واريد ان أذكر بالخطوات التي قامت بها الامم المتحدة حيث ان لبنان كان عضوا مؤسسا فيها، ووقع على اتفاقيات هو ملزم بتبطيقها”.
وتناولت روكز ثلاث اتفاقيات للامم المتحدة عن المرأة: سيداو، منهاج عمل بيجين، والقرار 13-25، فاوضحت ان اتفاقية سيداو تقضي ب “القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة”، انضم اليها لبنان متأخرا مع تحفظه على بعض بنودها وخصوصا في موضوع اعطاء المرأة الجنسية لاولادها وفي بعض الامور المتعلقة بالاحوال الشخصية.. التمييز في حقوق المرأة في موضوع الوصاية، الوراثة، الزواج، السن القانوني للزواج، وغيرها”، مشيرة الى ان “هذه الاتفاقية تتضمن 30 مادة تحدد كل انواع التمييز في العالم، وليس فقط في لبنان”.
وعن منهاج عمل بيجين، أشارت الى انه في العام 1995 عقد المؤتمر العالمي الرابع في “بيجين” الذي يعنى بالمرأة وتم خلاله اقرار اعلان “منهاج عمل بيجين”، الذي اكد التزام الامم المتحدة بالمادة 8 التي تساوي المرأة بالرجل في الحقوق والكرامة الانسانية المناضلة، والمادة 13 في تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب الحياة في المجتمع، بما في ذلك المشاركة في عملية صنع القرار وبلوغ مواقع السلطة والامور الاساسية لتحقيق المساواة للتنمية والسلم، والمادة 29 التي تمنع جميع اشكال العنف الموجه ضد المرأة والفتاة والقضاء عليه.
وأعلنت انه في العام 2000 أصدر مجلس الامم القرار 13-25 بشأن المرأة والسلام الامني، الذي يدعو الى مراعاة خصوصية المرأة واشراكها في عملية الحفاظ على الامن وبناء السلام، خصوصا في المناطق المتضررة من النزاع، وتوعية قوات السلام والشرطة والسلطة المبدئية عن خصوصية المرأة في الصراع، واتخاذ تدابير لضمان حمايتها والالتزام بحقوق الانسان وتأمين الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات في النزاعات،
ودعم دور المرأة في مجال المراقبة العسكرية والشرطة المدنية والانسانية ومراقبة حقوق الانسان، وتمثيل المرأة في عملية تسوية الصراعات وحلها وتحقيق السلام المستدام “.
وقالت: “لذا، اليوم هناك مطالبة باشراك المرأة في مراكز القرار والترشح الى المجلس النيابي، مشيرة الى الضغط الذي حصل من قبل الهيئات النسائية من اجل ادراج الكوتا النسائية في قانون الانتخاب، ولكن لم نستطع الحصول عليه. وقالت: “الكوتا النسائية موجودة في الدول المتطورة لتشجيع المرأة على المشاركة في السياسة. اليوم، لدى المرأة ثقافة جديدة، ودورها تغير مع تطور مجتمعاتنا وظهر ذلك في الحروب، وما تعانيه والطفل جرائها.
واشارت عون الى “ان الهيئة الوطنية هي هيئة رسمية مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء انشئت في العام 1998 بعد مؤتمر “بيجين”، لانه كان على لبنان ان يقوم بخطوة ايجابية في موضوع المرأة لذا تأسست الهيئة. وتضم بين 18 و24 شخصا من الناشطين في شؤون المرأة. ثمانية أعضاء يشكلون المكتب التنفيذي تنتخبهم الجمعية العامة من بين اعضائها، وتترأس الهيئة الوطنية سيدة ينتدبها رئيس الجمهورية، ولكن بالعرف كانت السيدة اللبنانية الاولى هي التي تتراس الهيئة ولكن بالقانون بامكان اي سيدة ان تترأس هذه الهيئة، خصوصا اذا كان رئيس الجمهورية غير متأهل، وهناك نائبتان للرئيسة.
وشرحت مهام الهيئة، الاستشارية والارتباطية والتنسقية والتنفيذية، لافتة الى ان الهيئة تعمل من خلال لجان متخصصة دائمة او موقتة تقترح مشاريع وتتابعها عمليا، من بينها القانونية، الاقتصاد والعمل والتربية والشباب، ولجنة مشاركة المرأة في السياسة وصنع القرار، وضعناها الان في الهيئة الجديدة.
واعلنت “ان هدف الهيئة تطوير القوانين اللبنانية لتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل ودمج المفاهيم النوعية والاجتماعية ومبادىء المساواة والهيكليات والسياسات العامة. وقالت: “اطلقنا الاسبوع الماضي في وزارة التربية مشروع دمج المفاهيم النوعية والاجتماعية”.
واشارت الى ان وزير الدولة لشؤون المرأة يعمل بنشاط ويقدم مشاريع القوانين، وكل ما يقوم به في الوزارة يصب في عمل الهيئة التي هي بموجب القانون هيئة مستمرة”.
ولفتت الى التحديات التي تواجه الهيئة، ومنها ضعف التنسيق بين الهيئات والادارات الرسمية والمنظمات غير الحكومية ما يؤثر على فاعلية ادارة الملفات الخاصة بالمرأة والمطالب، معتبرة ان الهيئة تسمى وزارة دولة ودمج المرأة بالشؤون الاجتماعية. كما ان وزارة التربية تعمل ايضا على هذه القضايا. وأعلنت عن التحضير لمؤتمر يجمع الجميع للخروج بتوصيات.
وقالت: “من التحديات التعلق بالثقافة السائدة والتقاليد الموروثة، المرتبطة بالصور والادوار النمطية للمرأة في المجتمع، وهذا اكبر تحد جدي، هذه العقلية يلزمها الكثير من التطوير. والتحدي الثاني هو التلقي والتمترس وراء الدين والطائفة للتهرب من اي اصلاح او تطوير قوانين الاحوال الشخصية المجحفة بحق المرأة.
بعد ذلك، ردت السيدة روكز على اسئلة الحضور التي تمحورت حول موضوع المراة والاحوال الشخصية وحق اعطاء المرأة الجنسية لاولادها. ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.