إيلي مارون خليل (27)
أنتظركِ
أنتظرُكِ تخرجينَ، كلَّكِ، من انتظاري،
تتهادَين أمامي بكلّيّتي.
جسدي المُتَوَتِّرُ،
يترنّم لحضورك الملآن.
روحي المُتَأَلِّقةُ،
تُرَتّل لتَجلّيكِ البهيّ.
نفسي الواثقةُ،
تخشعُ، عميقًا،
أمام هالتِكِ القُدْسيّة.
أنتظرُكِ
مُتَأَنّيةً شمسَ فجرِ القرى،
زَهْوَ أمجادِ التّلال،
مُتَلألئةً وردةً،
في مَهَبِّ النّدى،
متفجّرةً قصيدةً
في وِجدان الشّاعر.
أنتظرُكِ
وتُقيمين في شَغَفي.
أُفكّر فيكِ، وسُكْناكِ في بالي.
أحلُم بكِ، وتَهنَئين في خيالي.
أنتظرُكِ
وفي صوتي تَغُلّينَ،
تسكنينَ،
تَهنئينَ،
وإذ أتنشّق اسمَكِ المُرتعِشَ على بسمة شفتيَّ،
وأمامي، نِعمةً، تتجوهرين،
أراني أحتاجُكِ لأسمو،
لأستمرَّ،
لأستقِرَّ،
وإلّا،
فقليلٌ، أنا،
في ترابي الكثير.
أنتظرُكِ
وفي تَدَفُّق دمي تَكمُنين،
هادئةً كعطر البنفسج،
مُسالِمةً كلون السّنابل.
أنتظرُكِ
ومع نبض قلبي تهلّين،
متوتّرةً كنبض قلبي لمرآكِ،
مُشْرِقةً كصوت الجرس في الجبل.
أنتظرُك
أتوقّع إطلالتَكِ، مُدَوّيةً كمطلع القصيدة،
مُثيرةً كهمس شهوةٍ منتشية.
أنتظرُكِ
أتوَقّع حضورَكِ،
بهيًّا، مُمَجَّدًا،
كقَوامِكِ المُثير،
صاخِبًا، هادرًا،
كمزيج ألوان في لوحةٍ مجنونة،
حَيِيًّا، نادرًا،
كاستعارةٍ في صلاة.
أنتظرُكِ
أتوقّع حلولَكِ في عالَمي، يمنحُني حضورًا متفجّرًا على مقام أعياد الجسد.
أمدُّني حديقة أفراحٍ لجسدك الخصبِ، الكثير،
أُوَفّرُني، لرغائبكِ، السَّعْدَ الوفير.
أنتظرُكِ
أتوقّع وقْعَ خطاكِ، في لهاثي يتعثّر،
تَهادَين،
بين أنفاسي تشهقين،
تختفين،
لكنّكِ، لكنّي،
نغسلُ واحدُنا الآخر من كثافة ترابيّتِه،
نعترفُ:
لِمَ هذا التُّراب!؟
لِمَ هذا التُّرابُ الكثيفُ، كلُّهُ؟!
نتخلّى، نرتقي،
نُحلّقُ، نَفيضُ،
نَردمُ كوكبَ الخراب،
ونَفيضُ
كِيانَين نبيَّين طاهرَين
آه
كيف نفيضُ
كم نفيضُ
واحدًا قُدْسيًّا،
في قلب الله!
ألثّلاثاء 16- 8- 2016
مرتبط