دار الإكرام ببني حواء… إنجاز سياحي يستحق الزيارة

 

تعرف السياحة في بلادنا تطورا ملحوظا وإن كان بطيئا ويحتاج الى المزيد من المجهودات للارتقاء به الى المستوى المطلوب. وقد بدأت تظهر هذه المجهودات في الاستثمارات التي تبناها القطاع الخاص خاصة في شمال الجزائر حيث اهتم بتطوير السياحة الاجتماعية او ما يسمى السياحة العائلية، وفي هذا الاطار قمنا بزيارة نموذجية لاحدى هذه المواقع المتميزة في ولاية الشلف.

دار  الاكرام. متنفس سياحي من نوع راق بجمال موقعه الأخاذ، بين الغابة والبحر، وهندسته المدروسة لراحة المصطافين والسواح الذين يبحثون عن المتعة والراحة في آن.

تقع دار الاكرام في مخرج منطقة بني حواء  بولاية الشلف بين شرسال وتنس، الجنة المنسية التي لم تطأها يد الفساد بعد، لكنها تنفست مؤخرا بهذا الانجاز السياحي الكبير الذي يعتبر علامة مميزة في محيط يفتقد لمثل هذه الانجازات.  “دار  الاكرام” الساحرة التي تحتضن الجبل بأشجاره الباسقة، ومناظره الخلابة. تتربع على مساحة تقدر بحوالي 3  هكتارات على جبل ( تيزي يولاس) (وتامدة) المطلين على خليج بني حواء المحاط بأساطير قديمة يرويها التاريخ فتزيد من عمق وغرابة هذا المكان الاستثنائي.

مدير المركب السياحي

فهذا المركب السياحي عبارة عن شقق ثنائية. تتكون من  50  فيلا من طابقين  تتوفر فيها كل عوامل الراحة، محاطة بحدائق ومساحات خضراء، يتوسطها مسبح يزيد من بهجة المكان. وطبعا له لواحق عديدة مثل مسبح مغطى للنساء يستعمل صيفا وشتاء، وقاعة رياضة، وسينما، ومطعم نظيف واسع، إلى جانب وسائل الالعاب البحرية ومساحات للعب الاطفال.. وقاعة للمحاضرات من اجل منافسات  فكرية وادبية  تقام بين العائلات ..

وحسب تصريح السيد محمد قادة مدير المركب فإن فرصة حصوله على هذه القطعة من الارض كان بمثابة فرصة لتحقيق حلمه في الاستثمار السياحي العائلي الذي طالما حلم به من أجل راحة العائلات الجزائرية والاجنبية التي تزور الجزائر، ورغم المصاعب التي وقفت في طريقه، وهي ليست سهلة، فقد وضع حلمه على أرض الواقع في خدمة السياحة والراحة والترفيه من أجل العائلات الحزائرية الراغبة في قضاء أيام لا تنسى.

 وأضاف السيد محمد قادة انه يطمح  في الاستثمار السياحي في الجزائر  في  العديد من المدن الساحلية ان توفرت له تسهيلات ادارية وتشجيع معنوي. وهو حاليا يقوم بدراسة مشروع ضخم على ساحل ولاية تنس (دار الاكرام 2 واد الملح بلدية سيدي عبد الرحمان دائرة تنس) تتميز بموقع جبلي يطل على البحر .. في مكان مرتبط بأسطورة بربرية الاصول، تعود إلى عصر قديم حين تحطمت سفينة هولندية على تلك الشواطئ وبقي مسافروها عالقون على هذه الارض منذ ذلك الوقت، وتربط الاسطورة جمال بنات بني حواء الشقراوات بعيونهن الزرق بذلك الميراث الجيني التاريخي. وتعود هذه الحكاية الى القرن السادس عشر، زمن الحروب التي لا تنتهي، من اجل امتلاك اجمل  الاماكن والثروات الطبيعية للشعوب الاخرى من طرف الدول الصناعية الناهضة في ذلك الوقت،  وتلك السفينة تعود لبحارة هولنديين كانت مارة امام شاطئ  بني حواء في اتجاهها لاكتشاف العالم  وفيها عائلات أغلبهم من اصول هولندية حين ادركتهم عاصفة قوية، فتحطمت باخرتهم على هذه الشواطئ الخرافية ولم تكن لديهم اي وسيلة للرجوع الى بلدهم، فبقوا  في انتظار منقذ واصبحوا  في عداد المفقودين، فبقوا هنا، وتأقلموا مع الامازيغ الذين انقذوهم واحتضنوهم حتى استوطنوا المنطقة . والتحموا مع أهلها وتزوجوا في ما بينهم، واصبحوا جزءًا من المكان والناس، وهي حادثة تاريخية تعبر عن كرم وضيافة شعب الامازيع الاصليين للجزائر عبر العصور …

يعود بنا الجمال. اليوم الى  دار  الاكرام. التي انشأت سنة 2013 . من طرف شاب عاد الى ارض  اجداده. فاراد ان يستثمر فيها في مركب سياحي غاية في الجمال، يحتوي على … شليهات  ومسبح كبير يتوسطها، ومطعم ومقهى وقاعة للمحاضرات والامسيات الفنية والثقافية، وفيها حديقة كبيرة للراحة وقاعة للصلاة. وقاعة للرياضة وكل مرافق الراحة، وتحميها غابة من اشجار الارز التي تضفي جمالا وراحة عليها وتجعلها من الاماكن المفضلة للترفيه والراحة التي تحتاجها العائلات الجزائرية بعد عناء سنة كاملة من العمل ودراسة الابناء ومشاق الحياة.

إن هذا الصرح السياحي يدل دلالة واضحة على ان العمل والاجتهاد ومغالبة الصعوبات الادارية والتقنية ينجز للعائلات الجزائرية اماكن راحة ومتعة طالما حلمت بها، ورأتها تتحقق أمامها.

بني حواء -23 أغسطس 2016

اترك رد