الأرزة

 
… أنا.. من أنا؟ من طيبِ حفنةٍ اكتفت
بلمسةِ كفّ اللهِ.. كُوّتتُ سرمدا

***

 أنا “الأرزةُ “..اسمَ السرمديّ اكتسيتُه،
على جبلِ الأمجادِ تُوّجتُ فَرقَدا
***
أنا أنتِ يا أرضًا مُقدّسَةً، غزا
مفاتِنَها العُدوان يَهدُر مُزبِدا
***
يَجوعُ إلى ما ليس فيه ولا له،
كأنَ لهُ ثأرًا من “الأرزِ” مُتلدا
يَغارُ من العصفورِ يَصدَحُ في دمي،
ومن غَزويَ الدُنيا حِجًى مُتوقّدا
***
أنا مَن نُهى الدنيا تمدّن بي.. وفي
أشِعّةِ مجدٍ من حُروفي تَعمّدا
***
أَعيشُ كما تحلو الطّبيعةُ لي.. أنا
رَغيفي جَنى حريةٍ تبسُطُ اليدا
***
وكأسي عناقيدُ الكرامةِ روحُها ،
ترَقرَقُ في الدنيا… فما أضيقَ المدى!
..حواليَّ أبطالٌ، على ملعبِ الردى
يَكُرّون، يهتزّون سبقًا إلى الفدى
 ***
يُطِلون من رأسِ الصُمودِ مَواكبًا
مُكللةً بالنارِ، والغارِ، والندى …
 ***
(*) أبيات من قصيدة طويلة منشورة في ديواني “قراءة في عينيك” –  كانون الثاني 1982 .

اترك رد