أكتب إليكَ وإحدي يديّ على جرحي والثانية تكتب إليكَ
أُعلمكَ أن جراح قلبي طمسَ ملامحكَ.
فأصبحتَ نسّيا منسيّا.
كمْ عشقتكَ!
أتذكر يوم أن
أتخذتُ بساط قلبك مسرحاً لرقصتي.
كمْ انسابتْ رقصتي لذاذةً في هدوء، ثُم ثارتْ على دقّّات قلبكَ لذاذةً في جنوني،
فانتفضتْ كالإعصار!.
وعيناكَ
كمْ بلغت عينُك الآفاق! .
آفاقٌ تقلّدتْ قمم السحاب وما زالتْ على عروشها حتى استقرتْ في أ على نقطة في آفاق السحاب العو إلى
ألا وهو حبل الوريد بقلبي يا غادري.
تطعنني!
كمْ كان فوك متبسماً فوّاحاً!
عطر من أنهار تفيض من روحك عذْباً سلسبيلاً.
ولمْ أجد من يدك إلا رعشة الضمِّ في لهيبٍ متواصلٍ من القبلات .
كمْ سمعتُ منكَ أنغاماً تصدح !.
انغام تذيبني في تنهّدات من ال(آه )
وانتبهتُ فجأة
فأنت هيئة لملاك بروح شيطان.
وأطلقت صيحتي بعد رفع الستار بتعرّي جسدكَ وانطلاق شيطانكَ
على زئير غدركَ وجنون شهواتكَ
فزالتْ ثورة جمالكَ التي كانتْ تفْجؤني كل لحظة.
وحلّتْ ثورةٌ قبحكَ التي نسيتُ فيها ملامحك،بل نسيتُ من أنتَ يا أنتَ.
اتذكر يا هذا يوم :
رميتَ الأنينَ فانطلق من نفسكَ لذاذة، وحلّ بكياني عذاباً، ولكنّي ما زلتُ أحمله كارهةً رغبةً في عودة الفجر،”الفجر القديم”.
تزيد رمْياً وأزيد حِمْلاً، فإلى أين بعد ذلك أيُّها الأنين المحمول
تراك تفجّر الجوانح والضلوع وتمزق الأحشاء.
تضحك على بكائي وانا أحتمي خلف الذكريات .
ذكريات الأمس
كمْ كانتْ رغباتك سهام تشقُّ كياني ولكني تصفّحتُ بحبل منَ الصبر الجميل.
كمْ كان جموحك نحوي عذاباً مُهيناً!
وكمْ كان كبحي نحو جمحك قويّاً أميناً!
لكني تضعضعتُ
وتململتُ على فراشي كجمر ينضج من لفحات شهواتك وابتعادك
وثقُل كاهلي بعدما حملتُ منْ أوزارك ما حملتُ ووقعتُ في هذيان وانشطار.
وتحوّل غنائي ورقصاتي إلى غمغمات وانهدام كمسٍّ من جنون.
أغني الماً، أغني موتاً،أغني الهزيمة
أغني على أيْكٍ تخطفهُ الطير الجارح بين الحين والحين.
و على الآن أن أرقص رقصة العقرب الأخيرة
اتريد ذالك ؟ لا وربّك لنْ يكون ..
علي الآن ان أتخلص من نسخ خيوطك حول روحي أيتها العنكبوت الحمقاء، “أنتَ”
لا بد ان ألقي بسلاسل قيدك وأعدو حتى أبلغ نور الفجر وأستنشق من تنفس الصبح
لن أعيش في حُرقة حرورك ، ولن أسمع موسيقاكَ الشاحبة المتهدلة ، ولن أرقص على قلبك المتّرع بالأشواك
ولابد من الرحيل ، الرحيل ، الرحيل
أتحرر منك وأطلق معصمي لاتجنّح وأسيح طائرة في الفضاء الفسيح.
وضعتُ أوزارك منْ على كاهلي حتى مضيتُ وطرتُ كالريشة أو الفراشة أستنشق رحيق الأزهار.
لقد كانتْ كرامتي وعزيمتي وآم إلى أسلحة هجري منك ،هجرٌ وفراق لكنّه هو
هو الهجر الرحيم ، هو الدواء المر هو الشفاء
وجدتُ نفسي أخيراً ورأيتُ ملامح الدنيا المزهرة تستر ملامحك الغادرة فاعتلتها.
رأيتُ ملامحَ تمدُّ يدها من بعيد بعيد وتناديني أن آتي فتضمني في حنوٍ ورحمة وتخلصني من ضمة أشواك ملامحكَ.
وسمعتُ الفجر يؤذّن آذان الخلاص.
وأبصرتْ عيناي صُبحاً أخضر، صُبحٌ يتنفس.
وأشرقتْ الأرض من جديد .
كل شئٍ حولي بعد الرحيل أصبح غير وجهك القبيح ،أصبح الملاك
كل الملامح تغيرتْ حتى أدمنتُ مشاهدتها فارتكزتْ في خيالي
وتيمّمتُ جُرحك أُبصره
يلتئم ، يلتئم بعد الرحيل
كتبتُ إليك لأعلمك أن ملامح جُرحك تلتئم
وملامح الدنيا تغيرتْ وما زالتْ تحلو وتصفو وتلذُّ لي .
ولم يبق من الماضي إلا جُرحك الذي يسير الآن، يسير إلى أطلال
أطلال أحزان تحمل ملامح ملامحكَ .
إذاً فقد سقطت ملامحكَ في قيعان الأطلال
حبيبي الغالي :
قسوتك أنستني ملامحك َ
انتَ وملامحكَ أطلال
إمضاء :”جًُرحك”الذي
نسّاني ملامحك