إِقرَئِينِي… ضامَنِي فَرْطُ العَتَبْ، وَسَمَت رُوحِي على كُلِّ الرِّيَبْ
أَنا، يا حَسناءُ، لَو تَدرِينَ، في شِعرِيَ الحُرِّ هَوَى رُوحِي انسَكَبْ
رَدَّدَت، ما دَبَّجَت خاطِرَتِي، أَلسُنٌ تَحدُو، وكَم عَزَّت كُتُبْ
لا تَقُولِي نَهِمٌ في شَوقِهِ يَغرُفُ اللَّذَّةَ غَرْفَ المُغتَصِبْ
فَأَنا بَينَ خَيالٍ جامِحٍ، وفُؤَادٍ ظامِئٍ، رَوْضٌ خَصِبْ
يُثمِرُ الحُسنُ نَجاوَى في دَمِي، كَرَياحِينَ على أَحلَى الهِضَبْ
أَحرُفِي، سَيِّدَتِي، أَفصَحُ مِن ثَغرِيَ الحَرَّانِ يَكوِيهِ اللَّهَبْ
إِقرَئِينِي قَلَمِي اعتادَ على صَوْغِ أَفكارِي بِحِبْرٍ مِن ذَهَبْ
واعلَمِي أَنَّ شِفاهًا تَمتَمَت أَسطُرِي تَملَأُ قَلبِي بِالعَجَبْ
وأَنا بَدْعٌ إِذا اشتاقَت إِلى نَغَمِي غِيْدٌ تَغاوَى، وهُدُبْ
يُبعَثُ الكَرْمُ إِذا هامَت بِهِ أَنْمُلٌ تَسكَرُ مِن عِشْقِ العِنَبْ!