البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يفتتح احتفالات حديقة البطاركة لصيف 2017 في وادي قنوبين

افتتح البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أنشطة حديقة البطاركة لصيف 2017، التي تنظمها رابطة قنوبين للرسالة والتراث. وقد أقيم حفل الإفتتاح على مسرح الوادي المقدس في موقع الحديقة.

وحضر الى البطريرك الراعي، وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب مختتمة أقامتها في الديمان، ورئيس مجلس شيوخ ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية السيناتور اللبناني الأصل جان عجاقة، العميد وليام مجلي ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه، النائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزيف نفاع، رئيس الرابطة المارونية في أستراليا باخوس جرجس، الرئيس الإقليمي للجامعة اللبنانية الثقافية ميشال الدويهي، مدير عام وزارة الأشغال بالتكليف المهندس طانيوس بولس، رئيس بلدية طورزا الياس أنطونيوس، رئيسة المؤسسة اللبنانية الأسترالية للتعليم الد. فاديا الغصين، السيد إيلي عيد ممول ترميم “بيت وادي قنوبين”، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وأمينها العام المحامي جوزيف فرح، الى وفد إغترابي من أبناء الديمان في كندا وأستراليا ووجوه روحية وزمنية.

بداية الإحتفال كلمة أمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب تناولت معنى الإحتفال الثقافي والفني وأهمية إقامته في حديقة البطاركة على عتبة قنوبين بمشاركة الوزيرة عناب والسيناتور الأسترالي عجاقة مشاركة تعطي البعد المشرقي والغربي لعمل رابطة قنوبين المتصل بتراث الوادي المقدس.

ثم ألقى رئيس الرابطة الشدراوي كلمة عرض فيها إسهامات رابطة قنوبين في عملية نقل التراث الروحي والوطني من لبنان الى بلدان الإنتشار تطبيقاً لتوصيات المجمع البطريركي وشدد على أهمية تعزيز التواصل والتعاون مع الجهات العربية والغربية المعنية بالتبادل الثقافي لتعميم ثمار التراثات المشتركة.

بعد ذلك تحدث الأباتي أنطوان ضو في موضوعي دور المسيحيين في النهضة العربية، والعلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والبطريركية المارونية وعرض لوثائق تاريخية تتناول الموضوعين وتوقف عند محطات ثقافية في الوادي المقدس كانت في أساس النهضة العربية كمطبعة دير قزحيا سنة 1610، ومدرسة حوقا سنة 1624 وتأسيس المدرسة المارونية في روما سنة 1584. وتطرق الى ذكرى مرور 66 سنة على إغتيال الملك عبد الله وتلا رسائل البطاركة الموارنة من عهد عريضة الى عهد البطريرك الراعي والملك الأردني التي تبرز عمق العلاقات التي قامت بين الطرفين والتي تتعزز حالياً أكثر فأكثر مسهمة في نشر ثقافة الحوار والإنفتاح.

ثم ألقى رئيس الندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة، مؤسس مسرح الوادي المقدس الأخصائي أنطوان بخعازي قصيدتين بالفرنسية الأولى بعنوان قنوبين، والثانية بعنوان لبنان والأردن.

ثم كانت محطة فنية قدم خلالها الفنان ناصر مخول ألحاناً موسيقية على آلات تراثية قديمة. بعد ذلك منح البطريرك الراعي الوزيرة عناب والسيناتور عجاقة وشاح ملاك قنوبين . وكانت كلمة لناشر النهار الأسترالية الزميل أنور حرب أضاء فيها على دور السيناتور عجاقة المتحدر من يارون في تعزيز العلاقات اللبنانية الأسترالية وفي المحافظة على تراث بلده الأول لبنان ونشر قيمه الروحية والوطنية في المجتمع الأسترالي.

وألقت الوزيرة عناب كلمة أكدت فيها حرص المملكة الأردنية على العلاقات المميزة مع لبنان ومع البطريركية المارونية وعرضت لخلاصة جولتها الإستطلاعية السياحية لافتة الى أن الزيارة أتاحت تعزيز أطر التعاون السياحي والثقافي ترجمة لثقافة التعاون والتكامل. وأثنت على دور رابطة قنوبين في هذا المجال. وشكرت بتأثر كبير البطريرك الراعي للفتته تجاهها. وقدمت هدية للبطريرك الراعي عبارة عن زيت مقدس من القدس.

وقالت: “سيادة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكاردينال الكنيسة الجامعة فخر الإنسان وبطريرك المحبة السادة المطارنة الأجلاء، والسيناتور جاك عجاقة، أبناء وبنات الكنيسة المارونية الأعزاء، إخواننا وأحبائنا اللبنانيون الذين نحبهم ونجلهم ونتطلع دائماً لبناء جسور المحبة والأخوة بيننا ومعهم. إسمحوا لي بأن أبدأ كلمتي هذه بكلام الكتاب المقدس والذي يعلمنا أنه “إن لم يبن الرب البيت فعبثاً يبني البناؤون”. هذه كلها محبة مبنية بروحانية صادقة وإيمان شفاف ومخلص لكل مبادئ الإنسانية تلمسنا بوجودنا بحضرتكم وضيافتكم التي نعجز عن وصف كرمها المعنى الحقيقي بأن الله محبة، وأن الله معنا أردنيون ولبنانيون ليس فقط في بناء بيت المحبة والأخوة فيما بيننا وإنما أيضاً في بناء جسور صداقة تستمد عمادها وقوتها من علاقة وطيدة بين الهاشميون والمارونيون يشهد لها التاريخ ويؤكدها الحاضر ويتطلع الى تعميقها المستقبل. يذكرنا سيادة البطريرك برسالة التي يدعونا فيها الى خدمة المحبة الإجتماعية بأن الأرض هي بيتنا المشترك وفعلاً أينما كنا فنحن إخوةً وأخوات رسالتنا الأساسية هي نشر مبادئ المحبة وحب البشرية والإنسانية”.

وتابعت: “خلال الأيام القليلة الماضية تعلمنا دروس لربما من المستحيل تعلمها على مدى سنين ولكن وجودنا وتشرفنا في حضرة الكرسي البطريركي في الديمان وإنخراطنا مع كافة الإخوة والأخوات الطيبين زودنا بنور معرفة ستبقى نبراس يضيء لنا فكرنا وجداننا ويذكرنا بعمق متانة العلاقة التي تربطنا. ولهذه الدروس نجد أنفسنا عاجزين عن الشكر لما تركته هذه الزيارة من أثر طيب ورائع في أنفسنا سنستذكره كلما وددنا الكلام عن اهمية البعد الإنساني في كافة العلاقات البشرية ومن هذا لمكان الجميل المليء بعمق الإيمان والتحدي لكل ما فيه شر للإنسانية نمد من جديد يد المشاركة والتعاون في أن نكون قبساً لكل ما هو خير لكل ما هو جميل وخير في هذه الدنيا”.

وأضافت: “سيادة البطريرك الحضور الكريم، زيارتنا شارفت على الإنتهاء ولكن نعدكم أن تكون هي بداية لكل ما هو بناء ولكل ما فيه خير لشعوبنا لأن نبقى يد واحدة في نشر كلمة الحق ونشر ثقافة المحبة والإعتدال، في حين هناك من يدعو لمحاربة التعددية نرى أنفسنا اليوم مجتمعين لأن نحتفل بتعددية نرى فيها قوة وعزم للإصرار على أن إلهنا واحد وأن الله محبة”.

وختمت: “شكراً جزيلاً وبارك الله بكل ما تقومون به ونطلب من الله أن يحفظ شعبينا من كل سوء وبأن يبقي المحبة بيننا وأريد أن أشكر كل من ساهم في إثراء زيارتنا هذه وأخص بالذكر الأب طوني والأب نبيه الترس ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وبخاصة الأخ جورج وكل العاملين في الصرح البطريركي”.

بعدها قدم لها السيد بخعازي كتاب “جذور المسيحية في لبنان” لأنطوان الخوري حرب والإصدار الخاص من مجلة البيئة.

بعد ذلك قدم الإعلامي أنور حرب نبذة عن سيرة السيناتور عجاقة وتفانيه في خدمة أبناء بلده الأم. كما كانت كلمة للسيناتور عجاقة تناول فيها موضوع العلاقات اللبنانية الأسترالية ودور الجالية اللبنانية في أستراليا وحرصه على توسيع سبل التواصل بين البلدين واثنى على الجهود الثقافية المبذولة لتعزيز الحوار وتوسيع المشترك بين الشعبين اللبناني والأسترالي وقدم للبطريرك الراعي درع مجلس شيوخ ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.

وإختتم البطريرك الراعي الإحتفال بكلمة قال فيها: “نحن كنا الليلة مع أهم مهرجان نعيشه مهرجان كله عاطفة ووجدان ولكن كله قيم أنا معكم وبإسمكم أريد أن أشكر رابطة قنوبين للرسالة والتراث بشخص رئيسها الشيخ نوفل الشدراوي وأمينها العام والدينامو الأستاذ جورج عرب. نريد أن نشكركم ونقدركم لأنكم تعلمون كيف تغتنمون الفرص وتعطونها قيمة، عرفتم أن وزيرة السياحة الأردنية ضيفة على البطريركية عملتم ما علمتوه وأعطيتم قيمة كبيرة جداً لهذا الحدث الذي بالنسبة لنا أيضاً حدث مهم جداً لأن معاليها قد زارت لبنان يوماً مع أبونا نبيه الترس الذي هو كاهن رعيتنا مار شربل في عمان وعلمنا منه عندما زارتنا كم هي مهتمة لكنيستنا وأحببنا أن نتشرف بزيارتها وقد أتت وشرفتنا وتعلقنا بها وحاولنا أكثر من مرة منعها من السفر ولكننا لم نوفق. نقول لها شكراً على حضورك معنا. شكراً على محبتك للبنان شكراً على محبتك للوادي المقدس. لقد زارت الوادي المقدس من طوله الى عرضه بدايةً من مار أنطونيوس قزحيا وصولاً الى قاديشا ثم الى قنوبين والى الأرز الى المنطقة الى إهدن، وتقيم قيمة هذا الوطن، وأحبته كما نحن أحببنا شخصها. ونحييها ونحيي المرافقين المدير العام للوزارة والمدير المسؤول عن الشؤون والأنشطة الداخلية للوزارة. نقول لك شكراً على حضورك معنا وعلى محبتك ونحملك تحية كبيرة لجلالة الملك الذي نحب ونحترم. الأباتي أنطوان ضو أضاء على هذه العلاقات التاريخية المتينة والتي ذكرها من البطاركة الأسلاف عريضة والمعوشي وخريش والبطريرك الكاردينال صفير ولي، أنت تعرفين العلاقة كم هي وطيدة ونحملك هذا السلام لجلالة الملك ومن خلاله لجميع الشعب الأردني العزيز”.

أضاف: “لقد كنا مع فن متنوع كنا مع فنان مع الأباتي أنطوان ضو فنان بالتاريخ كشف لنا هذه الصفحة المجيدة من تاريخنا ودور المسيحيين في النهضة العربية لكن كشف لنا أيضاً شيء لم نكن نعلم به هو العلاقات بين البطريركية والملك والمملكة الهاشمية الأردنية. شكراً لك أباتي ضو فليطل الرب عمرك لتبقى في تاريخنا وتكشف لنا كل هذه الكنوز التي تنورنا بالمعرفة وتعيدنا الى جذورنا وتطلقنا بطمأنينة أكثر وإلتزام أكبر نحو المستقبل”.

وتابع: “كنا مع فنان آخر من نوع الإلهام الشعري أريد أن أحيي السيد الدكتور أنطوان بخعازي وأحيي زوجته شكراً على ما أتحفتنا به من أشعار بالعربية والفرنسية دائماً من قلبك ومن فكرك دائماً من أريحتك. نحن موجودون في المسرح الذي قدمته، ونحن نفاخر أن نلتقي في هذا المكان شكراً، أنت ملهم بحبك وفكرك وعاطفتك، نحييك وزوجتك وإبنك العزيز أنطوني الثاني مع عائلته نتمنى نقل سلامنا إليه. والفنان الذي كنا معه أيضاً الفنان الكبير ناصر مخول شكراً على ما قدمته من فن ومعزوفات، في الحقيقة نريد الشكر الصحيح لرابطة قنوبين للرسالة والتراث لأننا كنا في مهرجان كبير مهرجان حب، مهرجان فن، مهرجان معرفة، مهرجان تاريخ، مهرجان دبلوماسية، مهرجان سياسي نقول لكم شكراً لهذا الحضور”.

وأردف: “كما نوجه تحية كبيرة جداً للسيناتور جان عجاقة نحن نفاخر بك أنت لأنك ترفع وجه لبنان الى الأعالي مع جالياتنا في أستراليا تحية كبيرة لك ولمطراننا أنطوان شربل طربية ومن خلاله لكل كهنتنا وراهباتنا ورهباننا وكل شعبنا اللبناني في أستراليا الذي يعيش بمحبة  كبيرة لهذا الوطن والمخلص له في أستراليا والذي يعيش أيضاً ببعدهم العميق لمحبتهم للبنان. ونحن نعتبر أن قيمة أستراليا بتقصير المسافات بين الشعب اللبناني في أستراليا ولبنان يأتون من أستراليا الى لبنان كما ينزل أحد منا على الوادي المقدس ليس لديهم مسافات دائماً موجودون معنا ومن خلالهم أحيي كل شعبنا الموجود في أستراليا وأشكر محبتهم. وعندما زرنا أستراليا إلتقينا بهم جميعاً وقدرنا قيمتهم وقدرنا كنيستنا هناك وشعبنا صحيح هم مجلين في أستراليا ولكن قدّرنا محبتهم لأستراليا وإخلاصهم لهذا الوطن الذي إستقبلهم وأعطاهم المجال لتحقيق ذاتهم وإرتفاعهم الى الأعالي مثل هذه الجبال المرتفعة. وأيضاً الذي أثر فينا بعمق عندما رأينا كل بلدة من البلدات اللبنانية لديها جمعية على علاقة إنمائية كبيرة مع كل بلدة من بلداتنا أستاذ أنور شكراً لكلمتك الجميلة ولعاطفتك ولكتاباتك نتمنى لك الصحة الكاملة ولكم جميعاً نقول شكراً كبيراً. ونحيي أيضاً الذين أتوا من كندا وكان يجب علينا أن نضع العلم الكندي ولكن نعرف أن أهالي الديمان دائماً يأتون من أستراليا وكندا وللذين أتوا من كندا نحييهم ونحملهم أيضاً محبتنا الكبيرة لهم وهم على المتسوى الكنسي والإجتماعي يعيشون جمال هذا الرباط والنمو إن على المستوى الكنسي أو الإجتماعي أو الثقافي أو على كل المستويات”.

وختم: “نحن نفاخر بكم مثل هذه الأرزة المغروسة في لبنان جذورها في لبنان ولكنها منتشرة في كل العالم. هذه العلاقة علاقة الأغصان بالأرزة نحن بأمس الحاجة لتبقى هذه الأغصان متينة حاملة تراثنا وروحنا وثقافتنا في هذا العالم وأيضاً أن تستمر الأغصان مرتبطة بهذه الجذور لتبقى هذه الأرزة متجذرة في هذا الوطن اللبناني”.

وبعد الإحتفال شارك الحضور في عشاء قروي أقيم في واحة عصام فارس للتنمية والتراث جرى خلاله اتصال هاتفي بين البطريرك الراعي وفارس تداولا فيه بالأوضاع الراهنة وفي مجريات الأحداث على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

وأثنى فارس على الدور الثقافي الفعال الذي تحتضنه حديقة البطاركة برعاية البطريرك الراعي، الذي يظهر وجه لبنان الحضاري.

اترك رد