البطريرك يوحنا العاشر يازجي: نريد أن نكون مع أبنائنا حيثما كانوا متألمين أو حزانى أو محتاجين لنبلسم كل دمعة حزين

الكورة – فاديا دعبول

عبر  بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي عن سعادته بإطلاق مخطوفي أعزاز متمنياً أن تكون الخطوة التالية إطلاق yazigiالمطرانين المخطوفين، جاء ذلك في القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة سيدة دير البلمند البطريركي،  عاونه فيه  المطارنة : جورج خضر، إيليا صليبا، أنطونيوس شدراوي، سرجيوس عبد، الياس الكفوري، دامسكينوس منصور، جورج أبو زخم، باسيليوس منصور، اسحق بركات واغناطيوس الحوشي، بالإضافة إلى الأساقفة: رئيس دير البلمند غطاس هزيم، إيليا طعمة، ديمتريوس شربك، رئيس دير مار الياس شويا البطريركي قسطنطين كيال، ولوكيل البطريركي أفرام معلولي ولفيف من الكنة والشمامسة.

بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك عظة قال فيها:” في هذا القداس الإلهي المقدس يا أحبة نعبر عن تهانينا لإطلاق سراح مخطوفي أعزاز، ونبارك لأهلهم وللبنان بهذا الحدث، وبالطبع تكتمل فرحتنا جميعاً عندما نرى، أيضاً، أخوينا المطرانين محررين، ليعودا إلى الخدمة الخدمة الإنسانية والرعوية التي ائتمنا عليها”. وشكر كل من سعى لإنجاح هذا الأمر، “لا سيما فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لاتصاله الشخصي بنا للتعبير عن اهتمامه ومتابعته لقضية خطف المطرانين، على أمل أن يكونا بيننا باسرع وقت”.

وأضاف: “هذا القداس يعتبر تتويجاً لأعمال الدورة المجمعية التي عقدت في الأيام الماضية في دير سيدة البلمند، وأريد في هذه المناسبة أن أعبر عن عمق تقديري ومحبتي لإخوتي آباء المجمع الذين تقاطروا من الوطن في لبنان وسوريا وبلاد الانتشار في المكسيك والبرازيل وجميع الأبرشيات الأخرى والعاملين في الكرسي الانطاكي”.

تابع: “وجودنا هنا مع جميع الآباء والشعب المحب لله دليل على المعنى الحقيقي للكنيسة، إذ إن الكنيسة هي أنتم شعب الله وشعب الله هو الكنيسة، ولهذا نعبر اليوم بكل محبة وقوة، من خلال اجتماعنا ولقائنا في القداس، على وحدة كرسينا الإنطاكي من مشارق الأرض إلى مغاربها. وهكذا عندما نجتمع في المجمع المقدس ونلتقي، فذلك لأننا نحب شعبنا كما شعبنا يحبنا، ولأننا نحن والشعب عائلة واحدة، علينا أن نجعل هذه العائلة حياة واحدة. وأكثر من ذلك أننا نجتمع ونلتقي ونصلي ونطلب صلوات المؤمنين كي، بنعمة الله وهدايته ومحبته، نتمكن من جعل حياتنا كنيسة روحية”.yazigi-1

شدد على أن”همنا هو الإنسان، كان من كان، خاصة في بلدنا الحبيب المعذب، في قلوب هذا الشعب الطيب الذي لا يستحق إلا كل خير وطيبة… لافتاً إلى أن “صورة الكنيسة الجامعة، ونحن ابناء هذه الكنيسة القائمة على المحبة والتعاون والعيش المشترك.” ومذكراً بما ورد في اعمال الرسل من خلال وصف حياة الإنسان المؤمن وعلاقته بالكنيسة بالقول: ” كل شيء  كان مشتركاً في ما بينهم، وكانوا كل يوم يواظبون على تعليم الرسل وكسب الخبز والصلاة. وهذا ما يجمعنا ويجعلنا واحداً بمحبة الرب ونعمه. وهذه الموائد الروحية التي نشترك فيها في القداس الإلهي، وسماعنا لكلام الرب والرسل يشدنا إلى الله السيد الذي يجمعنا مع بعضنا لنصبح تلك العائلة الروحية التي تعيش حياة مشتركة بكل ما للكلمة من معنى”.

ووجه دعوة “لكل إنسان ولكل أبنائنا  أن الكنيسة هي بيت، وكلنا مدعوون أن نكون واحداً بكل أطيافنا وميولنا، إذ إن الكنيسة هي الأم الطيبة التي تحمل على وجهها تلك البسمة التي تريد أن تستقطب الإنسان كي يتلمس حياة المسيح”، مطالباً “بوضع اليد مع بعضنا البعض لنكون العائلة الروحية التي تبعث هذه الرسالة للعالم أجمع، فيعيش الإنسان مع أخيه الإنسان على القيم والأخلاق والمحبة، فهذه هي رسالتنا وشهادتنا لكنيستنا وشعبنا وبلدنا والعالم أجمع”

وتطرق إلى موضوع إنشاء أبرشيات جديدة في القارة الأوروبية، وهنأ المطرانين الجديدين اسحق بركات واغناطيوس الحوشي،  وأشار إلى “الهاجس الموجود في قلوبنا على الشراكة والشهادة، وأننا نريد من ذلك أن نكون مع أبنائنا حيثما كانوا متألمين أو حزانى أو محتاجين لنبلسم كل دمعة حزين قدر ما نستطيع”. مركزاً على أن” هذه الكنيسة الحية التي تجمعنا وتحمينا تجعل منا مع بعضنا البعض عائلة تشهد للحق ولكلمة الحق والعدل والسلام والمحبة”.

ورأى أن “رسالة اليوم ترسم لنا خارطة حياة  بالعيش بروح الرب، ما يعني أن نعيش بالمحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة. ويذكرنا يسوع أن حياتنا هي أن نعيش بروح الرب التي تجعلنا على هذه الفضائل والقيم سائرين. وعلينا أن نسلك، حسب الرسول، كأشخاص يريدون أن يميتوا الظلمة التي فيهم، وأن يجعلوا النور يسيطر على حياتهم وأذهانهم وقلوبهم، لنكون صوت سلام وشهادة وحق. والقول اسلكوا بروح الوداعة يدل على قبول الآخر والحوار معه بمحبة وسلام”.

وتابع: “نعم أيها الأحبة، هذا القداس الإلهي يذكرنا بكل هذه المعاني التي تعطينا قوة ورجاء وصبراً في هذا العالم الذي يتألم ويتخبط كثيراً ويبحث عن الخلاص. نعم فلنتذكر جميعنا، ونحن نقول بفم واحد وقلب واحد متجهين إلى فوق، أبانا الذي في السموات، إننا عائلة واحدة لأننا عندما نكون كذلك لا تخرج الكلمة من الفم، بل من القلب، وتشهد لكلمة الرب بكل صدق. وأخال نفسي تعبر عنا جميعاً بكل صدق عن هذه الحقيقة، لأن من يعيش، بحسب وصية الرب، بالصدق والمحبة والسلام يجد الجوهر الحقيقي ويترك كل شيء ويتبع المسيح. وهذا وحده لا يكفي إنما نريد أن نعلن هذه الحقيقة للعالم والناس. فتعالوا وانظروا هذا هو نداؤنا اليوم، نريد أن نكون بالمحبة والسلام والفرح”.

وختم: ” إننا نصلي، كعائلة واحدة، تعمل مع الشعب من أجل خير كل انسان وخير بلدنا. ونحن نصلي من أجل ان نعيش بالاستقرار والأمان لا بالفراغ والضياع، كي يحظى كل منا بحياة كريمة فيتمجد اسم الرب من خلالنا”.

 

اترك رد