مَــلائِكِيَّـــةُ المَــلامِــحِ..!

 

إلــى حَفيـدَتـي الغــالِيَــة أَبيغيـــل بمُنــاسَبة مُنــاوَلَتِــها الأولــى

لَنا الجَمالُ قِطْعَةٌ مِنْ جَبينِ الصَّباحِ،

لَنا أُنْشودَةُ النّورِ تَقولُ للِشَّمْسِ بارِحي،

مَلائِكِيَّةُ المَلامِحِ مُهْجَةٌ مِنْ أَلْماسِ،

لَسْتُ أُبْصِرُ فيها غَيْرَ ثَغْرِ مُهِرَ بِحُمْرَةِ التُّفاحِ،

وَمُقْلَتَيْنِ فُتِنَ البَدْرُ فيهِما، فَراحَ يَرْشُفُ الرّاحَ تِلْوَ الرّاحِ،

فَإِذا عِطْرٌ عَلى عِطْرٍ.. وَإذا نورٌ عَلى نورٍ،

وَإِذا المَلائِكَةُ ابْتَكَرَتْ تَراتيلَ مِنْ وَحْيِ المَدائِحِ.

***

قَدْ صَدَقَ اللهُ حينَ خَلَقَ قامَةً، زَهَتْ بِدَلالٍ وَسَماحِ…

وَخَطُّ النُّبوغِ لَدَيْها.. طالَ زَمَنًا مِنْ أَحْجِيَةِ النَّجاحِ،

وَالشَّعْرُ حَريرٌ مُنْسابٌ، يُوازي اللَّيْلَ في سَوادِهِ،

وَالرَّوْنَقُ في وَجْنَتَيْها، يُفيدُ الوَرْدَ في بَهائِهِ، وَنقاءَ الأقاحِ.

***

فَحَفيدَتي هَلَّتْ فَرْحَةً مَلَأَتْ قُلوبَ الأَوْلِياءِ،

إِذا أَلَحَّتْ عَليَّ مَلامِحُها،

فَكَيْفَ أُخْفي سِحْرَها.. أَفي الضُّلوعِ، أَمْ في الجَوارِحِ..؟

وَحينَ تَحْمِلُني أَجْنِحَةُ الشَّوْقِ، فَكَيْفَ أَكْتُمُ لَهْفَةَ الرّوحِ،

وَكَيْفَ أَمْحو خُطوطَ البُعْدِ، وَأَنا ما تَعَوَّدْتُ السَّفَرَ أَيَّ النَّواحي،

وَحينَ تَغْفو عَلى وِسادَةِ قَلْبي، يُصْبِحُ القَلْبُ عَلى فَرَحٍ وَارْتِياحِ..

فَأُومِئُ أَنْ تَعالَي .. تَعالَي، يا مُنْيَةَ عَيْنِي!

أَيَّتُها الغائِبَةُ الحاضِرَةْ..

تَناسَمي في الرّوحِ، تَفَيَّأي ظِلالَ الرَّمْشِ،

تَنَعَّمي يا روحي وَارْتاحي.

إِنَّ السَّماءَ لَوْ غابَ قَمَرُها..تُنْبئُ بِنورِكِ الوَضّاحِ.

وَأَنا ما نادَيْتُ شَوْقًا..  إِلّا وَلَمَعَتْ بَوارِقُ مُحَيّاكِ،

لَأَنْتِ الشَّوْقُ، وَأَنْتِ الْحُبُّ، وَأَنْتِ نَزْفُ الفِكْرِ الواحي،

أَنْتِ قَصيدَةٌ تُحاوِرُ روحي دونَ تَفْسيرٍ وَإيضاحِ.

فَهَلْ مِنْ كَوْكَبٍ سَقَطْتِ.. وَمَكانُكِ ههُنا أَرْحَبُ المَطارِحِ..

***

هذي حَفيدَتي تُنْصِتُ.. فَيا شِعْرُ صَلّي صَلاةَ الأَفْراحِ،

وَالْقِ عَلى قَلْبِها الطّاهِرِ مِنَ الْقَلْبِ سَلامًا،

فَبَعْضٌ مِنَ الرّوحِ لَوْ يُوَفّيها السَّلامَ، وَلا يُكْتَبُ بالرّاحِ.

لَئِنْ صِلَةَ القُلوبِ تُكْتَبُ بِالدَّمِ الفَيّاضِ، وَبِالعِطْرِ الفَوّاحِ.

25 . 6 . 2017

اترك رد

%d