واحدة بين كل حالتي وفاة في لبنان سببها أمراض القلب والأوعية الدموية

ارتفاع ضغط الدم والسكري…

أبرز عوامل الخطر لمرضى القلب التاجي والسكتة الدماغية

أثبت الأسبرين فاعليته عند استخدامه بشكل يومي للحد من خطر النوبة القلبية والسكتات الدماغية المرتبطة بالجلطات والمشاكل الأخرى المتعلقة بتدفق الدم لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو تعرضوا مسبقاً لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

قال الدكتور حامد بيه، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى سيدة المعونات الجامعي، جبيل لبنان ، تمثّل أمراض القلب والأوعية الدموية في لبنان السبب الرئيسي لدخول المستشفى نتيجة لعدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهي مسؤولة عما يقارب 47% من الحالات المسببة للوفاة الإجمالية. ومع ذلك، يظهر شحٌّ في معرفة اللبنانيين بهذا المرض، كما تبرز حاجة ماسّة لتحسين وتطوير الخدمات الصحية خصوصاً خدمات الرعاية الأولية، وذلك لتحقيق نتائج أفضل للسكان في ظل مثل هذه النسبة العالية من عوامل الخطر المترافقة مع أمراض القلب والأوعية الدموية.

أضاف الدكتور بيه: يسجّل انتشار السكتات الدماغية في لبنان مستويات عالية أيضاً، خصوصاً بين المجموعات السكانية ذات العمر الأكبر والمناطق المتميزة اجتماعياً واقتصادياً، في حين تتراجع حالات النجاة من الوفاة عقب الإصابة بالسكتات الدماغية. وتظهر حاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات لفهم مدى تعمّق هذا المرض في المجتمع اللبناني، إضافةً إلى تأسيس إجراءات مراقبة قوية لمتابعة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبشكل خاص مع الارتفاع في معدل أعمار السكان.

ولطالما كانت الوقاية بالنسبة لحكومات المنطقة هدفاً استراتيجياً يتمثل بالتصدي للخطر المتنامي لأمراض القلب والأوعية الدموية، فحملات التوعية والمواد التعليمية وبرامج التغذية هي طرف رئيسي بالمعادلة. ومع ذلك من الضروري فهم العناصر الكامنة التي من شأنها المساعدة في الوقاية من الإصابة بأحد هذه الأمراض.

وفي هذا السياق أشار الدكتور حامد إلى الأنسولين الذي عرف لوقتٍ طويلٍ، بدوره في خفض خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، فهو يعزز فرص نجاة الأفراد بمثل هذه الحالات، وفي حال أصيب الإنسان بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، يصف له الطبيب غالباً جرعةً يومية من الأسبرين، كما من الممكن أن ينصح الطبيب بالأسبرين إذا كان الشخص معرضاً لخطر الإصابة بالنوبة القلبية الأولى بعد الأخذ بالحسبان الفوائد والمخاطر.

كذلك يساعد الأسبرين في منع عملية تخثر الدم، فعندما ينزف الإنسان تقوم خلايا التخثر في الدم والتي تسمى الصفيحات الدموية بالتجمع فوق بعضها على جدار الجرح، حيث تساعد الصفائح في تشكيل غطاء يغلق الأوعية الدموية حتى يمنع النزيف. وفي حال كانت الأوعية الدموية ضيقة نتيجة لتصلب الشرايين –تجمّع الترسبات الدهنية في الشرايين- يمكن للترسبات الدهنية أن تجعل الشرايين تنفجر، ثم يتخثر الدم بسرعة ليسد الشريان. هذا الأمر يمنع تدفق الدم إلى القلب ويتسبب في النوبة القلبية. وهنا يكون للأسبرين دور في خفض تكتل الصفائح الدموية، وبالتالي المساعدة على تجنّب الإصابة بالنوبة القلبية. وعلى الرغم من سهولة شرائه  من دون وصفة دوائية، إلا أنه لا يتوجب على الجميع تعاطي الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

وعلى مستوى المنطقة، قال الدكتور حامد بيه: ما زلنا نشهد أرقاماً تنذر بالخطر لحالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على الرغم من مبادرات وحملات التوعية المتنوعة والمتعددة، وهذا الأمر يمثل قلقاً صحياً عاماً، فمثل هذه الأمراض تشكّل تهديداً أكبر نظراً لوجود عدد كبير من الأفراد المصابين بالمرض وغير المشخصين بعد. والطريقة الوحيدة التي يتم من خلالها السيطرة على أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية هي من خلال تضافر الجهود والتعاون الوثيق بين كافة الجهات في قطاع الرعاية المستمرة.

يجب التنويه إلى أنه من الضروري على الأفراد والقراء استشارة أطبائهم قبل تناول الأسبرين أو أي دواء آخر.

 

اترك رد