المؤتمر الاقليمي العربي لعلوم الإنسانيات: الاستبداد والفساد هما المرض العضال في العالم العربي

وزير الثقافة غطاس خوري مفتتحاً المؤتمر

عقد في لبنان مؤتمر اقليمي عربي مدى 3 ايام بين 18 ايار و20 منه، نظمه “المركز الدولي لعلوم الانسان” في جبيل، بالتعاون مع المكتب الاقليمي لليونيسكو في بيروت، والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية، والمجلس الدولي للفلسفة والعلوم الانسانية، والمؤتمر العالمي للانسانيات في بلجيكا.

وشارك في المؤتمر  50 باحثا من 14 دولة عربية، عقدوا 7 جلسات بحثية و3 طاولات مستديرة أكبت على 7 محاور تندرج في خانة العلوم الانسانية والاجتماعية هي: الفلسفة، والتاريخ، والفنون، والأدب، والانتروبولوجيا، والتراث والاعلام، ودور الجامعات العربية، والتعليم والعلوم الانسانية، ودور العلوم الانسانية والاجتماعية حول التفكير العربي في التنمية، تحضيرا للمؤتمر العالمي للعلوم الانسانية الذي سيعقد في لياج- بلجيكا بين 6 آب المقبل و12 بعنوان “اعادة الاعتبار الى الانسانيات: مقاربات ومناهج وانتاجا معرفيا”، والذي سيحضره 1500 مشارك من 80 دولة في العالم.

وانتهى المجتمعون الى عدد من الرؤى والتوصيات تقع في 15 صفحة فولسكاب، وسترفع الى المؤتمر العالمي للعلوم الانسانية الذي سيعقد في لياج لمناقشتها، وابرزها:

“-على الفلاسفة العرب معالجة مشكلة السلطة وموضوع الحرية، ووضع نظرية معيارية في هذا المجال.

-في كتابة التاريخ العربي، يجب فك الاشتباك بين المؤرخين والسلطة، وقراءة التاريخ الاجتماعي العربي من موقع القراءة التاريخية، وليس النوستالجيا.

-في مجال الفنون، خوض مجابهة مع الرقابة المجتمعية التي تتمظهر غالبا في اطار سلطة، وهي معطلة لحرية الابداع الفني، وقد تكون اشد عدوا من رقابة الدولة.

-على غرار النهضة الاوروبية التي كان لها اعادة اكتشاف التراث، ينبغي للعرب ان يعودوا الى تراثهم المترع بينابيع انسانوية.

-تعزيز دراسة الانتروبولوجيا في الجامعات العربية، مع اقامة الأسس الهيكلية اللازمة لبنائها في مختلف المراحل الدراسية الجامعية.

-التركيز على الربط بين التراث الثقافي والتنمية، واعادة الاعمار بعد الحروب، والحفاظ على التراث المدني.

-عدم إلغاء وزارة الاعلام، بما يعني استقالة الدولة من مسؤوليتها، بذريعة ان القطاع العام متثاقل الحركة وبطيء الاستجابة للتطورات ومواكبة العصر”.

وفي ما يخص الطاولات المستديرة، أوصى المجتمعون بأن: “يتجاوز دور الجامعات، كمنتج للمعرفة، فتتحمل مسؤوليتها تجاه مجتمعها المحلي، وتسهم في عملية التغيير والانماء، والجامعة لها موقع متقدم في عملية الصراع المجتمعي.

-تأسيس شبكة تواصل بين علماء الاجتماع العرب، بما يؤول الى التأطير الفلسفي والنظري للعلوم الاجتماعية وعلاقتها بالمجتمع.

-احلال الفكر النقدي، على مستوى العلوم الانسانية والاجتماعية، بديلا من الفكر التبشيري، الذي هو في جزء كبير منه تعصبي ومتطرف”.

ورأى المشاركون ان “الاستبداد وتجلياته، ولا سيما الفساد، هو المرض العضال في المنطقة العربية، فهو استبداد مركب سياسي- ثقافي- اجتماعي، ما يطرح السؤال عن خصوصية الاستبداد عربيا، او انه خصوصية بشرية”. ولاحظوا “فشل كل المبادرات العربية الاعتراضية في المرحلة الاستقلالية، وكانت عودة دائمة الى المربع الأول، مربع الاستبداد والفساد”.

اترك رد