ورشتا عمل للحفاظ على وادي قاديشا كموقع على لائحة التراث العالمي

نظم مكتب اليونيسكو الإقليمي في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو ورشتي عمل حول “وادي قاديشا كموقع تراثي طبيعي وروحي” المسجل على  logo-unescoلائحة التراث العالمي منذ العام 1998 بهدف تفعيل التعاون فيما بين منظمة اليونسكو والجهات المعنية في قضاءي بشري وزغرتا حفاظا على هذا الموقع المهم، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وقد مثله النائب البطريركي على جبة بشري المطران مارون العمار.

انطلقت الورشة في يومها الاول في الصالون الكبير للمقر البطريركي الصيفي في الديمان، في حضور المطران مطانيوس الخوري، الأمنية العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو البروفسورة زهيدة دروش جبور والمسؤول عن برامج قطاع الثقافة المهندس جوزف كريدي، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف والرؤساء أعضاء الإتحاد، رئيس إتحاد بلديات زغرتا الزاوية طوني سليمان ورؤساء بلديات زغرتا وكرم سدة وعين طورين وسرعل وعربة قزحيا وكفرصغاب، إضافة الى مديرة الآثار سمر كرم، ومثل رياض كيروز “أصدقاء غابة الأرز” بمشاركة حشد من المهتمين، إضافة الى المنسقة الوطنية للمدارس المنتسبة الى اليونيسكو كرستيان جعيتاني والدكتورين مصباح رجب وجان ياسمين.

العمار

وألقى المطران العمار كلمة البطريرك الراعي وفيها: كلفني فشرفني غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى أن أمثّله في هذا اللقاء، وان أرحب بكم فردا فردا في هذا الصرح البطريركي في الديمان: اولا بالمنظمين الذين وضعوا ثقة كبيرة بهذه المنطقة، والساكنين فيها، وكل المسؤولين السياسيين، والمدنيين، والعسكريين، والروحيين. هذه الثقة التي تعمل على ترسيخ تراث منطقتنا ضمن التراث العالمي، وثانيا بالحاضرين والمشاركين فردا فردا وخصوصا الهيئات البلدية (التربوية)، وبالاعلاميين، وكل المساهمين في نجاح هذا اللقاء؛آملا ان تتكرر هذه اللقاءات لما فيه خير منطقتنا ولبناننا وشرقنا”.

واضاف: “إسمحوا لي أنا الطارئ بينكم على تراث هذا الوادي المقدس، أن أعبر لكم عن شعوري الأولي بعدما قضيت سنة بينكم محاولا أن أفهم ما يجول من أفكار أهل هذه المنطقة.
السؤال الأول الذي أطرحه: هل التراث العالمي الذي صنف الوادي منذ قرابة 15 عاما هو حيوان مفترس لمصالح أهل الوادي، وظالم لأنه يأكل الحقوق الفردية على حساب حقه العالمي؟ أرجو منكم أيها المحاضرون والعاملون في هذا الحقل ان تظهروا لنا العكس، لأن العكس هو الصحيح، أقله كما أفهم أنا التراث العالمي، وأرجو الا أكون مخطئا.
أرجو منكم أن تظهروا لنا سبل التعاون مع المسؤولين في التراث العالمي، والمسؤولين في الدولة اللبنانية عن التراث العالمي،# والمسؤولين في المنطقة، لكي تتوضح لنا الرؤية ونبدأ بخطوات عملية تظهر حقيقة التراث العالمي لكي نزيل من ذهننا جميعا أن هذا التراث ليس وحشا ولا ظالما”.

وختم: “لا أنكر أننا خلال الاعوام الفائتة، قمنا بلقاءات عديدة تواصلات متنوعة، وظهرت بعض الخطوات الإيجابية. وإننا بالتعاون مع كل المسؤولين، نحاول أن نبدأ بخطوات عملية على الأرض، ولكن يبقى الكثير. لذلك أدعو أصحاب الإختصاص والفكر والثقافة والمسؤولين في الدولة الى ان يتعاونوا معنا، وينيروا طريقنا لكي يصبح التراث العالمي نعمة لا نقمة، وكلنا أياد ممدودة لكل هؤلاء”.

كريدي 

وألقى المهندس كريدي كلمة مكتب اليونيسكو الإقليمي شكر فيها لرؤساء البلديات والمشاركين “تجاوبهم”، مؤكدا أن “هذا التجاوب دليل ساطع على الأهمية القصوى التي تكتسبها مسألة حماية الوادي المقدس”.

وأضاف: “ان التراث الثقافي الذي تحتضنه وادي قاديشا هو من أهم مكونات التراث العالمي واغناها. فقد عرفت هذه المنطقة منذ آلاف السنين، عددا هاما من الحضارات العريقة والمتنوعة. لذلك، فإن أهمية هذا المخزون التراثي تفرض علينا جميعا نحن المعنيين بالحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال الطالعة، اعتماد كل الوسائل والطرق المتاحة ووضع الخطط والآليات الضرورية لحماية هذا الوادي المقدس.
فعلى الصعيد الدولي، هناك إتفاق التراث العالمي الذي أقر عام 1972 صادق عليه لبنان والذي جاء من الرغبة في حماية تراثنا حتى نستطيع أن ننقله سليما الى أجيال المستقبل”.

وبعدما تحدث عن إدراج الوادي عام 1998 على لائحة التراث العالمي وتوجه بالشكر والتقدير الى البطريرك لرعايته ورشة العمل هذه واللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو على تنظيمها الحدث والبلديات والمجتمع الأهلي”، ختم: إن الحفاظ على تراثنا ضرورة ملحة لكل الشعوب. من هنا أهمية تعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والدولي والمحلي. لكن على كل دولة أيضا أن تعتمد التشريعات المناسبة. كما أن على أجهزتها المعنية كافة أن تمارس بصرامة مسؤولياتها في هذا الشأن ولوسائل الإعلام، كما للنظام التربوي أيضا، دور مهم في التوعية الشعبية على اخطار العبث بالممتلكات الثقافية وأهمية الحفاظ عليها”.

درويش

ثم ألقت البروفسورة درويش كلمة اللجنة الوطنية وفيها: “اسمحوا لي أن أخرج عن الخطاب التقليدي في مثل هذه المناسبات فأفتتح كلمتي شعريا، خصوصا أننا في الديمان، في هذا الصرح حيث الحجارة مفعمة بعبق البخور والكلمة سفر الروح الى السماء، وقبس نور يشع في قلوب المؤمنين ويؤالف بينهم. سأستعير من ديوان الشاعر أنطوان رعد، لبنان: صورة وشعرا والذي قمت بترجمته الى الفرنسية اخيرا قصيدته في “الوادي المقدس”، واستهل بها: وهج شموع النسك في المغاور حولها منائر ونفحة البخور في المجامر، تعبق في الأجواء، تضوع في الهواء، فاهبط الى الوادي تصل، حتما الى السماء، لكل مكان لغة. ولغة الوادي صمت وتنسك وتوحد وتأمل واستقراء لآيات الله في جمالات الطبيعة التي حباها الخالق بسحر فريد. المكان هنا ذاكرة في ثناياها قوافل المتعبدين، الثابتين على الإيمان، عشقوا الله فانعزلوا وصارت صوامعهم محجات لبني البشر”. kadicha

وتابعت: “الذاكرة هنا ليست ملكا للبنانيين وحدهم بل للبشرية جمعاء وخصوصا أن منظمة اليونيسكو قد أدرجت منذ العام 1998 الوادي المقدس على لائحة التراث العالمي. لكن لأسباب عدة، لا يزال الوادي يتعرض لتعديات مختلفة كادت تهدد بشطبه عن هذه اللائحة. لقد وضعت وزارة الثقافة المخطط التوجيهي لتنمية الوادي المقدس لكنه لم يجد طريقه الى التنفيذ. من جهته، بادر غبطة البطريرك بشاره الراعي مشكورا الى تأليف لجنة خصوصا للحفاظ على الوادي المقدس، كما أن المكتب الإقليمي لليونيسكو قد نظم بالتنسيق مع نواب المنطقة والمسؤولين في المجالس المحلية، اجتماعات لدرس الإجراءات بغاية التصدي لهذا الخطر مع الأخذ في الاعتبار الحاجة الى خطة تنموية اقتصادية للمنطقة شرط ألا تمس بهوية المكان”.

وقالت: “انطلاقا من وعيها لمسؤوليتها في هذا المجال، وفي إطار أنشطتها الرامية الى المحافظة على المواقع التراثية في لبنان والى تغيير السلوكيات، يسر اللجنة الوطنية لليونيسكو أن تتعاون مع المكتب الإقليمي للمنظمة الذي يتابع عن قرب ملف حماية الوادي وتحقيق التنمية المستدامة فيه، لتنظيم هذه الورشة التي تضم نخبة من المسؤولين في السلطات المحلية والروحية ومؤسسات المجتمع المدني، والتي تنعقد برعاية كريمة من صاحب الغبطة الذي منحنا شرف الاستضافة في الصرح البطريركي تأكيدا لاهتمامه الكبير بحماية وادي قاديشا وبتنفيذ المخطط التوجيهي ضمن الشروط المرعية التي حددتها منظمة اليونيسكو”.

وختمت: “الشكر الجزيل لغبطته على الرعاية والاستضافة، والشكر موصول للجنة الحفاظ على وادي قاديشا، ولرؤساء وأعضاء المجالس البلدية في المنطقة، وللمكتب الإقليمي لليونسكو وللخبراء المشاركين، وكلنا ثقة بأن تبادل وجهات النظر وتضافر الجهود سوف يسهم في بلوغ الأهداف المنشودة”.

وبعد إستراحة قصيرة، تحدث رئيس قسم التنظيم المديني الدكتور مصباح رجب والخبير في ترميم الآثار الدكتور جان ياسمين عن “وادي قاديشا: مقاربة التنمية في موقع للتراث العالمي” .

ثم كان نقاش عن سبل الحفاظ على الوادي، فأكد رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف على “اهمية الورشة”، آملا أن “يتوسع إطار النقاش مستقبلا الى السبل الكفيلة المحافظة على تنمية الإنسان وتواصل دعمه للحفاظ على وجوده في الوادي المقدس”.

كلام الصور

1- جانب من ورشة العمل

2- وادي  قاديشا

اترك رد