دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
أكد مهندسون معماريون أن معايير السعادة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لسكان دولة الإمارات العربيّة المتحدة تعتبر أولوية أساسية لدى تخطيط المناطق الحضرية ، موضحين أن ضمان النمو المستمر للدولة يستدعي إنشاء مدينة توفر أرقى معايير حُسن المعيشة وتواكب احتياجات جميع الناس القاطنين فيها، وذلك عبر تبنّي أفضل آليات التخطيط الحضري الذكية والتصاميم الفعّالة وعالية الكفاءة.
وقال د محمد عبيد، المهندس المعماري الأول والشريك والمدير في شركة “إمكان للاستشارات الهندسية والمعمارية” مقرها دبي، إن تزايد تعداد السكان في الفترة التي تسبق تنظيم فعاليات معرض “إكسبو 2020 دبي” سيوفر حوالي 270 ألف فرصة عمل في دبي، مما يعني الحاجة لتوافر مساكن ذكية ومساحات عمل تلبي الاحتياجات التجارية.
وفي هذا السياق، وضعت دبي رؤيتها الاقتصادية لعام 2020، وينبغي على الإمارة حالياً تحقيق مضامين تلك الرؤية المتمثلة في ترسيخ مكانتها كمركز رائد للاقتصاد والأعمال، وتكمن إحدى الطرق الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف في إنشاء مدينة ذكية تتمتع بنظام قوي للنقل العام، إضافة إلى تطبيق أفضل ممارسات البناء المستدامة، مع الأخذ بالاعتبار تحقيق السعادة لجميع السكان”.
وحول دور وسائل النقل العام قال عُبيد: “ترتكز المدن الذكية بالدرجة الأولى على وسائل النقل العام؛ فهي تتيح للناس العيش في المجتمعات السكنية بعيداً عن أماكن عملهم، والوصول بسهولة إلى المناطق التجارية باستخدام سيارات القيادة الذاتية، وأنظمة المترو، وسيارات الأجرة الطائرة ذاتية التحكم، ومن هنا تنبع أهمية تقليل المسافات بين أماكن العمل والمنازل والمجمعات السكنية لتصبح كما لو أنها قريبة من بعضها البعض.
وأضاف عُبيد: “إن تحقيق أهداف ’مبادرة دبي الذكية‘ يتطلّب من مخططي المدن بناء أحياء ومناطق سكنية تراعي أفضل مستويات التخطيط؛ حيث يجب أن تكون مريحة وآمنة ويمكن الوصول إليها بسهولة، ولذلك، يحتاج المهندسون المعماريّون والمخططون في المناطق الحضرية لتغيير منهجهم التصميمي، والتركيز بالمقام الأول على مواكبة احتياجات السكان،. وتفتقر المدن الحديثة الحالية إلى المرونة من حيث أبنيتها وهياكلها، حيث تعج بالطرق المزدحمة
وحول الاستدامة قال عُبيد: “ثمة حاجة ماسة للحصول على مواد البناء من مصادر محلية، خاصة من المجتمعات المتخصصة في صناعة مواد البناء، لأن ذلك يشجع المواهب المحلية ويعزز مقوّمات الاقتصاد المحلي، كما تساهم المواد المحلية في تقليل الانبعاثات الكربونيّة، وهو ما يمثل شرطاً أساسياً للحصول على شهادات نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة ويجسد مشروع ’البراري‘ مثالاً ساطعاً على بناء مجتمع مستدام؛ إذ تشكل المساحات الخضراء والحدائق الجميلة والمناظر الطبيعية وبحيرات المياه العذبة نسبة 60 بالمئة من المساحة الإجمالية للمشروع والبالغة 18.42 مليون قدم مربعة، كما يمتاز المشروع بانخفاض درجة الحرارة فيه بواقع 4 درجات مئوية مقاربة ببقية أنحاء دولة الإمارات”.
وقال: “تساعد التكنولوجيا المتقدمة الحصول على منتجات نهائية في غضون عامين، مما يعني أنه لا حاجة لانتظار نمو الأشجار في أي مشروع لأنه بالإمكان توفير مناخ مصغّر تماماً كما الحال في مشروع البراري”.
واشار الى أن المرحلة المستقبلية ستشهد إنشاء مجتمعات تدخل السعادة إلى قلوب القاطنين، وسيتاح للناس الوصول بسهولة إلى المرافق الأساسية مثل المدارس والمستشفيات ومراكز التسوق وأماكن العمل، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات استخدام السيارات، وبالتالي صون البيئة والحد من التلوّث”.