نعمان التّرس  شاعر لابس تيابو

عَيب ينحكا عن التّرس، والسّيف مرتاح بـ غِمدو. وأنا اليوم السّيّاف بـ ساحة نعمان التّرس.
نعمان التّرس شاعر لابس تيابو. عم قول: لابِس”، لأنّو في كتير شُعَرا عريانين. والشّاعر العريان بْيِقْدِر يكون لابِس ومتَقَّل كمان، بَسّ لابِس تياب شاعر تاني، أو شُعَرا تانيِين، ولمّا النَّقد بيفتِّح عيونو عالشّاعر العريان بتْدقّو البرْديِّه، وبيصِير يشْحَد مبخّرين، تا يتدفَّا عا جمر مباخِرُن.
نعمان، من أوّل ديوان لَ إلو، ما كان مادِد إيدو عَ خزانة حدا.

يمكن ما كان مستوي قدّ اليوم، بسّ كان تفّاحو بْيِغْري بالخطيِّه، وكان شاعر ، خيالو إلو مطرح بِـ مراية التّراب، وقلمو إلو حصّتو من العسل بِـ صدور القوافي.

وهلَّق؟ لا تسألوني، موج محبرتو عالي، وما في غير المَيّ اللي بالحبر ما بتْعَطِّش، ومع نعمان الترس بِـ “خيالات عرقانِه” منعْرف إنّو الغَرَق أطيَب تَمْرَه بـ شجرة المَيّ.

شي بِيكَبِّر القلب إنّو نعمان اليوم، فشختو عالورق أكبر من فشخة نعمان مبارح، لأنّو شاعر حقيقي ما طَلَّع صيتو حصّاد وقَعَد، وَلا التها بـ سرقة تياب الشُّعَرا تا بـ كلّ ديوان يطْلَع لابِس طربوش حدا مِنُن، وَلا عشْعَشِت سوسة العظَمِه بِـ شواربو… وشي بِيكبِّر القلب إنّو نعمان شاعر عم ينسَرَق، لأنّو ما في شهادِه لِلتّحفِه بِـ إنّا تحفِه قدّ سرْقِتا.

أنا، اليوم، السيّاف بـ ساحة نعمان التّرس. وأنا مقهور منّو كتير، ومقهور علَيه أكتر. مقهور منّو، لأنّو سبقْني عا كم قصيدِه كنت بحلم حطّ إسمي تحت إجرَيُن. ومقهور علَيه، لأنّو شجرَه حملانِه، وما في غير الشّجرَه الحملانِه بتنضَرَب بالحجار.

الشاعر نعمان الترس

وتا خبِّرْكُن أيمَتا نعمان بِيخَلِّيلي دقّة قلبي أعلا من دقّة الطّبل: لمّا بينَضّف اللغَّه من السَّرسرَه، وبِيزمّ الحكي القليل عا بعضو، وبتقْدَح الكلمِه عالكلمِه متل حجر الصّوّان، وبْشوف القصيدِه اللي سايعينا كلمتَين مش سايعِتا الدّني. ولمّا بِيشِيل من المَشْهَد اللي كلّنا عم نشوفو الصّورَه اللي شافا لَ وَحْدو وكلّنا ما شفناها. ولمّا بِيمَسِّكْنا طَرَف الخيط بالقصيدِه، وبيقلّنا كَفّو إنتو، وبيصِير الخيط مشرْكَل بـ دقّات قلوبنا نحنا وعم نكرّو عا فرْد سحْبِه:”كترة ما كنّا نضْحك بـ هالحَيّْ/ عالدرب يمشي ضِحِكْنا سواقي/ إخْدو معُن ضحكاتنا رفاقي/ برْجع عا زات الدرب فوق الفَيّْ/ كنِّس الغبرَه وشوف شو بلاقي/ بلاقي ضِحِك مضحوك منّو شوَيّْ/ برْجع لَ وحْدي كَمِّل لْ باقي”.

أنا اليوم السيّاف بـ ساحة نعمان التّرس، تا قُول إنّو الشُّعَرا قلال. التلفزيون، الإزاعَه، الجريدِه، الفايس بوك… بِيكَبّرو صورة الشّاعر، بَسّ ما بِيكَبّروه. بْيِكتبولو إسمو بالخطّ العريض بَسّ ما ما بِيكَبّرولو إسمو… والصّداقَه مع شُعَرا كبار ما بتعْمل شاعر كبير، واللي عندو عقدة شاعر كبير ما بِيصِير شاعر كبير، وإزا ما بتصدّقو تزكَّرو اللي كانو عم يصرفو عْمارُن ومحابِرُن بـ فيّة سعيد عقل، مين مِنُن اليوم لابِس كنزِه مش من خزانة سعيد عقل، ومبَهْبَطَه علَيه ومكتّرَه؟!

وتا قلّكُن ليش بحبّ نعمان التّرس: لأنّو بِيزَكِّرْني بـ حالي، وِ بْـ وحش الحبر الحلو، اللي كنت خاف ياكلّي صابيع إيدَيّي. ولأنّو اللي شَمَطْلو دَينتو تا يصِير شاعر كبير شَمَطْلي دِينيِّي التّنَين وهُوِه الشّاعر أنطوان مالك طوق، ولأنّو بعد في كم قصيدِه حلوِه بـ شجر الشّعر العالي، والنار البيضا والعَه، يا بْيِقْطفُن نعمان التّرس يا بقْطفُن أنا…

أنا اليوم السيّاف بـ ساحة نعمان التّرس، بدّي إجْرَح بسّ ما بدّي نَزِّل دمّ، بدّي وَجِّع بسّ ما بدّي بَكّي. بدّي حطّ تمّي عا دَينة الدّني وقُول: نعمان التّرس شاعر لابِس تيابو اللي مش ناقصين لا زرّ ولا عرْوِه، وضِحكتو رح تبقا مَلْوَا غربال الوقت لمّا بِيغربل الشُّعَرا وبِيصِير الحَكي اللي تحتو كْوام والحَكي اللي بـ قلبو كَمْشِه. ويا ما شُعَرا، بعد ما يقْرو نعمان اليوم، رح يجرّو وَراهن “خيالات عرقانِه”.
قزحيا ساسين

أصنون، 24 أيّار  2017

 

 

اترك رد