تحقيق: ريما يوسف
(الوكالة الوطنيّة للإعلام- لبنان)
لطالما عانى التلامذة وأهاليهم من كثرة الواجبات المنزلية المدرسية التي تفرضها المدارس على طلابها، وعلى الرغم من اعتماد المدارس الخاصة والرسمية منهاجا جديدا يرتبط بالتعليم الحديث، ما زال الطالب يشعر بالإرهاق والتعب عند القيام بها نظرا لوفرتها.
وفي هذا الإطار يسعى مركز “كريوشيندو”، إلى رفع مستوى أداء الطلاب، وهو مركز تخصصي مهمته تطوير النظام التربوي والتعليم في لبنان وتنميته عبر استخدام المناهج والبرامج العالمية العلمية الحديثة، فضلا عن الوسائل التربوية الالكترونية والتكنولوجية.
وأكدت رئيسة المركز كارول لطيف أن “المركز بصدد عقد طاولة مستديرة عن الواجبات المدرسية بعيون جديدة في عنوان “مقاربة اليوم نجاح الغد، في 2 أيار المقبل لطرح استراتيجية معاصرة ومناقشتها”، لافتة إلى أن “المركز كان دعا الى حملة “ليلة للعيلة” حيث يتشارك الاولاد مع اهاليهم في المنزل سهرة حوارات ونشاطات تربوية وترفيهية”.
أضافت: ” مشروعنا لتخفيف الواجبات المدرسية وايصال المعلومة الى الطلاب بفرح ليستوعبوها، وسيتم تنفيذه عبر برامج تربوية نعرضها، ومن الممكن ان تدفع الاستاذ في المدرسة الى تطبيق المنهج بطريقة حديثة ومناسبة. نطالب بوضع برامج مناسبة للطالب اللبناني وتطبيق الافضل في المجتمع وفي الحياة العامة.
تابعت: “نلاحظ ان الطلاب لا يستمتعون بدراسة بعض المواد كمادة التربية او الرياضيات، فهذا الأمر يجعلنا نسعى بجهد ليدرسوها باستمتاع، لذلك من خلال برامجنا نجعل الطالب يلمس جمالية المادة وكيف ستساعده في الحياة وأين سيستعملها، وكيف نقنعه بها لأنه إذا لم يقتنع فلن يكون متعلماً سعيداً وبالتالي لا يستطيع الوصول الى الهدف المطلوب”.
أوضحت: “المتعلم السعيد يكون هادئاً ومرتاحاً، أما المتعلم الذي نراه حاليا فهو عصبي وسيستمر بعصبيته في الحياة العملية، بسبب سوء البرامج المتبعة في التعليم الحالي. لقد بدأنا بمبادرة ليلة للعيلة اللبنانية، ضمن إطار ما اطلقه المجلس الاعلى للطفولة بالتعاون مع المجلس البريطاني، باقتراح مفاهيم جديدة للتربية، عبر ليلة للعيلة، فاقترحنا ان تجلس العيلة اللبنانية مع بعضها ويتم التداول بالمواضيع والمشاكل التي يعانيها الطلاب في التعليم او غير ذلك، لأن كمية الدروس المعطاة للطلاب لا تسمح لهم بالمشاركة في حوار مع الاهل، وبالتالي سيشعر الاولاد أن من ضمن واجباتهم مناقشة المواضيع مع والديهم، كما اقترحنا أن يحضّر الأولاد مثلا العشاء مع اهلهم او انشاء صفحة خاصة بهم على الفيسبوك وانشاء ألبوم للصور في ما بينهم”.
تابعت: “بعض المدارس ارتاح للفكرة وبعضها خاف من الافكار الجديدة، فمبدأنا هو عدم الغاء الواجبات المدرسية، إنما ما نريده هو واجبات مدرسية مريحة تخلق الفرح، ليشعر التلميذ انه هو من يريد ان يقوم بالواجبات وليس عبر ضغط اهله، لذلك اقترحنا أفكارا عدة، منها مثلا أن يعطي الاساتذة فرضا موحداً يوماً في الأسبوع، وسيستمتع التلميذ بالدرس حتما اذا اعطاه استاذ الفيزياء فرضا موجودا على “يوتيوب” ويستطيع أن يعثر على الجواب عبره”.
لاحظت أن “بعض الطلاب لا يحب مادة التاريخ، وبعض المدارس تقوم بسحبه مع الجغرافيا والتربية من المناهج، وهذا هو الخطأ بعينه، كون هذه المواد تبني المواطن الصالح، وفي برنامجنا نعلم التاريخ عبر قصص بديلة تشعر الطالب بسعادة عند اطلاعه عليه”.
ولفتت إلى أن “دراسة استقصائية، ستعرض على الطاولة المستديرة، تتضمن استطلاع رأي الطلاب والاستماع إلى اولياء أمرهم عن هذه المبادرة والوقوف عند كثافة الواجبات المنزلية وتحديد معاييرها بحيث تولد أحياناً ضغطاً نفسياً يؤثر على سلوك التلميذ ومستقبله”.
ليت المدارس تلتزم هكذا برامج متطورة تجاري التكنولوجيا الحديثة، فتصبح الدروس متعة للطالب وتزيل قلق الأهل والضغط الذي يعانونه خلال تدريس أولادهم.