مارلين وديع سعادة
(أديبة وشاعرة- لبنان)
نجلاء أبو جهجه إعلامية من جنوب لبنان، دخلت ساحات المعارك حين كان الناس يسلكون طريق الهرب والهجرة. خاضت حربها مع الواقع المؤلم، حاربت ناره وقسوته ورعبه بعدسة كاميرتها، كانت صوت المتألمين وبوقًا ينقل صرختهم الى العالم أجمع، سعيًا لإيقاظ الضمائر النائمة والتنديد بالظلم المفضوح والمعلن، والتغاضي المقصود عن حقوق الناس بالإمعان في إيذائهم وتجاهل وجودهم الى حد إلغائهم.
عاشت أهوال الحرب ومشت تحت الرصاص والقصف بجرأة، لم تتخاذل أو تتراجع، كانت المواطن والجنديّ في آن، فعانت ما عاناه الناس، ولازمت الميدان كمحاربة، فطبعت تفاصيل ما يجري في ساحاته بعدسة مسكونة بحسّها الأنثوي المرهف، الذي كان يضفي دومًا على الصورة بعدًا آخر، يتضمّن صرخة شعب، يعكس صورة الإنسانية المتألمة الرازحة تحت نير الظلم والسياسات الغاشمة البغيضة، والمصالح الخاصّة المجبولة بالطمع اللامحدود… في خضم هذا الواقع القاسي والموجع بقيت نجلاء أبو جهجه محافظة على أنوثتها وإطلالتها الجميلة، تشعّ البسمة من وجهها المشرق معلنة انتصارها الدائم على المعاناة والآلام.
اليوم ترشّح جمعيّة حواس الثقافية نجلاء أبو جهجه للانتخابات النيابية، فهل تصل الى المكان المناسب من انطبعت حياتها بمتابعة هموم الناس والعمل الدؤوب لنقل صرختهم والمحافظة على حقوقهم، سعيًا لاستعادة ما سُلب منهم ظلمًا وطمعًا وجورًا؟
ستعكس النتائج التي ستكون جوابا على هذا السؤال، مدى حضور المواطن في مجتمعنا، وموقع هذا المجتمع اللبناني اليوم من التقدّم الحضاري الذي يُفترض أن البشرية وصلت إليه.
في ما سيأتي نبذة عن حياة الإعلاميّة نجلاء أبو جهجه:
هي من “بلدة حانين” إحدى قرى جبل عامل في الجنوب اللبناني.
كاتبة، لها أحد عشر كتابًا، وعضو في اتّحاد الكتّاب اللبنانيين.
عملت مراسلة حربية لوكالة “رويترز”، كما عملت صحافية ومصوّرة في عدّة صحف لبنانية، منها صحيفة الكفاح العربي – صحيفة اللواء – مجلة الراية – إذاعة صوت الفرح – إذاعة القرآن الكريم.
نالت جائزة أفضل مصوّرة في العالم خلال عملية عناقيد الغضب، وجائزة أفضل سبق صحفي حصري من وكالة “رويترز”، بالإضافة الى جوائز عديدة وأوسمة.
هي عضو مؤسّس في جمعية حواس الثقافية.
أُنجزت عن حياتها المهنية وسيرتها الذاتية أربعة أفلام قصيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفلام الطلابيّة في المدارس والجامعات. كما أفردت لها صحيفة “الانديبندنت” البريطانية عددًا خاصًّا بأربع صفحات، من خلال مقابلة أجراها معها الصحافي الشهير “روبرت فيسك”.
هي أول من انتسب الى منظمة العفو الدوليّة في لبنان، واستحقت بذلك لقب عضوية دولية في المنظمة.
تسلمت رئاسة الرابطة العربية الأوروبية فرع لبنان سابقًا (الرابطة التي أقامت دعوة قضائية لمحاكمة شارون في بلجيكا).
تسلمت مسؤولية الاتحاد الوطني لطلبة لبنان في الجنوب، لمدة خمس سنوات. كما أسّست فرقة مسرحية جسّدت من خلالها الأبعاد الوطنية والنضالية الملتزمة.
حائزة على إجازة في العلوم الاجتماعية، وعلى شهادة الجدارة في علم الاجتماع الاقتصادي.
لُقِبَت ب “فيروز الكاميرا” و “نجلاء كاتيوشا”.