أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حملة توعية لحماية الطيور المهاجرة التي تعبر سماء لبنان في مثل هذا الموسم من السنة، كاشفا انه “تبين انه على مسافة 200 كلم يغطيها لبنان، يفقد العدد الاكبر من هذه الطيور، التي لا تفقد في مكان آخر”، مشددا على “ان هذه الطيور من المحرم صيدها، والبشرية بأسرها تعمل على حمايتها، وهي ثروة عالمية لا يملكها احد، إذ هي ملك الجميع”.
ودعا الى وجوب “تعيين موسم للصيد يبدأ في ايلول وينتهي في آخر كانون الثاني، على ان تكون الدولة صارمة في تنفيذه، كما هو معمول به في مختلف دول العالم”، لافتا الى “انه علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نعتدي عليهم،” مؤكدا “الحاجة الى رادع في كل ما نوصي به، ووجوب ايجاد قانون، اضافة الى تطبيق اعطاء رخص الصيد التي لا تتناول السماح بالصيد فحسب، بل ارفاقها بدليل بأنواع الطيور والحيوانات المسموح اصطيادها”.
وكشف الرئيس عون انه توقف عن الصيد في العام 1975، حين كان يصطاد في احدى التلال في الجنوب، وراح يستمع الى اخبار القنص الجارية في العاصمة، حيث الانسان يقتل اخاه الانسان، “فتساءلت: لماذا اقوم انا بقتل الطير؟ فالمجرم هو الانسان الذي يقتل اخاه الانسان. واطلعت على نماذج الحيوانات البرية، فوجدت ان لها حضارة، ولا احد منها يقتل الأخر الا في حالة الجوع. ليس هناك الا الانسان الذي يقتل مجانا، فيكدس ما اصطاده من دون سبب”.
وشدد على “انه من الحرام ان نجعل من لبنان ارضا صحراوية ليس فيها لا نبات ولا اشجار ولا طيور ولا حيوانات بحرية”، مشددا على “ان قطع الاحراج واقامة ابنية مكانها هو بمثابة جريمة كبرى”، داعيا الى “انشاء محميات واعادة التشجير”.
كلام عون جاء خلال لقاء اعلامي عقده قبل ظهر اليوم في حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري، حيث اطلق حملة التوعية من اجل حماية الطيور المهاجرة التي تعبر سماء لبنان، في حضور كريمته كلودين عون روكز التي تعنى بشؤون البيئة.
عون
وقال الرئيس عون: “اود اليوم ان اتكلم على موضوع يتعلق بالبيئة وتحديدا بالطيور المهاجرة، التي يصادف مرورها في سماء لبنان في هذا الموسم من السنة. هذه الطيور تعشش في اوروبا وتجتاز كامل هذه القارة مرورا بآسيا، وتلتف باتجاه صحراء سيناء والبحر الاحمر، ومن ثم تصل حتى جنوب افريقيا، في رحلة طولها نحو 11000 كلم، ومن ثم تعود في مثل هذه الايام، باتجاه اوروبا، وهكذا دواليك عاما بعد عام. الا ان هذه الطيور تتعرض للصيد على الرغم انها ليست من انواع الطرائد التي تؤكل، وهي محمية دوليا. ولبنان سبق له ان وقع على الاتفاقية الدولية الخاصة بالمحافظة على الطيور المعرضة الى الانقراض في العالم، وذلك في العام 1992. كذلك، فان لدينا قانونا يمنع الصيد طوال العام. وعلى الرغم من ذلك يقوم الصيادون بالصيد طوال العام، وكأننا في آن واحد قد ارضينا القوانين الدولية من جهة والصيادين من جهة ثانية. هذا الامر ليس مقبولا، فهناك طيور من المحرم صيدها، والبشرية بأسرها تعمل على حمايتها. انطلاقا من هنا، من الواجب تعيين موسم للصيد يبدأ في ايلول وينتهي في آخر كانون الثاني، على ان تكون الدولة صارمة في تنفيذه، كما هو معمول به في مختلف دول العالم”.
اضاف: “ان هذه الطيور المهاجرة تحمل خلخالا ولدى كل منها رقما معينا، وعندما تفقد، يكون بالامكان معرفة اين تم فقدها، حيث انشئت مراكز لمراقبتها على امتداد مسارها، احداها في سيناء. وقد تبين انه على مسافة 200 كلم يغطيها لبنان، يفقد العدد الاكبر من هذه الطيور، التي لا تفقد في مكان آخر. من هنا اني آمل على كل احد ان يقوم بحملة لحماية هذه الطيور، لأن الامر يرتدي طابعا ثقافيا ووطنيا. فالله خلق لنا الطبيعة، جاعلا منها عالما حيا متنوعا، ومتوازنا بأبعاد ثلاثة: انسانية، حيوانية، ونباتية. فاذا ما فقد الانسان احدى هذه الابعاد سيصل الى فقدان ذاته، ويصبح هو تاليا برسم الانقراض. من هنا نحن نريد ان نحافظ على هذه الابعاد الثلاث في وطننا، تماما كما نريد المحافظة على الطيور المهاجرة التي هي ثروة عالمية لا يملكها احد، إذ هي ملك الجميع”.
وكشف عون انه تلقى رسالة بهذا الخصوص من مركز الابحاث الكندية ومن مركز المراقبة في سيناء تحمل عنوان: “من الطيور المهاجرة الى فخامة الرئيس”، وهي رسالة مؤثرة. من هنا اتوجه الى الشعب اللبناني للمحافظة على هذا البعد الحضاري، فيعرف ان الطير هو ضرورة. وآمل الا نرى بعد اليوم طيورا مثل البجع والهدهد والورور والسفري والحجل والدوري وغيرها يتم اصطيادها في لبنان”.
وردا على سؤال حول كيفية تنظيم موسم الصيد في لبنان، حيث ان معظم الصيادين ينتمون الى اسلاك امنية ولا يطبق عليهم القانون، اجاب: “علينا نحن ان نطبق القانون، وما من احد فوق القانون، وعلى كل من يقوم بالصيد خارج موسمه ان يتم توقيفه”.
وقال: “علينا ان نقيم معاهدة بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم”.
وردا على سؤال آخر، قال عون: “ليس هناك من جرد في لبنان لا طريق له، من هنا يجب حماية اصطياد هذه الطيور اينما كان”.
وسئل الرئيس عون عن السبب الذي دفعه الى التوقف عن الصيد، فاجاب: “لقد توقفت عن الصيد في العام 1975، وكنت اصطاد حينها على احدى التلال في الجنوب، ورحت استمع الى اخبار القنص الجارية في العاصمة، حيث الانسان يقتل اخاه الانسان، فتساءلت: لماذا اقوم انا بقتل الطير؟ فالمجرم هو الانسان الذي يقتل اخاه الانسان. واطلعت على نماذج الحيوانات البرية، فوجدت ان لها حضارة، ولا احد منها يقتل الأخر الا في حالة الجوع. ليس هناك الا الانسان الذي يقتل مجانا، فيكدس ما اصطاده من دون سبب، ثم يرميه بعد ان يلتقط الصور مع ما اصطاده”.
وردا على سؤال حول المجزرة التي حصلت بحق طيور النورس، اجاب: “ان عناصر من الدولة هم الذين أمروا بها. وهذا دليل نقص في الثقافة. فلتطبيق القانون هناك شق تربوي – ثقافي وآخر قانوني. من هنا الحاجة الى رادع في كل ما نوصي به، ووجوب ايجاد قانون، اضافة الى تطبيق اعطاء رخص الصيد التي لا تتناول السماح بالصيد فحسب، بل ارفاقها بدليل بانواع الطيور والحيوانات المسموح اصطيادها. واليوم هناك مشروع قانون يتعلق بهذا الامر لدى مجلس النواب، نأمل ان تتم دراسته واقراره”.
وأكد عون “ان من الواجب ان يصدر قريبا قانون للصيد يحدد موسم الصيد ويتضمن عقوبات رادعة”، معتبرا “ان على الاعلام ان يساعد في هذا الاتجاه، خصوصا من اجل المحافظة على التنوع البيئي في لبنان”.
واشار الى “انه من الحرام ان نجعل من لبنان ارضا صحراوية ليس فيها لا نبات ولا اشجار ولا طيور ولا حيوانات بحرية”، مشددا على “ان قطع الاحراج واقامة ابنية مكانها هو بمثابة جريمة كبرى، وإن كنا ليس باستطاعتنا ان نمنع المواطنين من البناء، فعلينا ان ننشىء محميات واعادة التشجير”.
وختم مكررا التشديد على “ان المطلوب هو اقرار القانون لحماية الطيور، وكذلك التوعية الاعلامية والتربوية، فبذلك يعلم الابناء ذويهم المحافظة على البيئة اللبنانية”.