إيلي مارون خليل (4)

إيلي مارون خليل

(أديب وشاعر وروائي وقاص- لبنان)

إستقبلتُ الفجر، هذا النّهار.

على الشّرفة، كنتُ، قلبي وعيناي وأحاسيسي نحو مسكنكِ! أكان ساكنًا؟ أهو ساكن؟ ألسّكينة، أحيانًا، لا تكون سُكونًا، ولا هدوءًا. تكون، أحيانًا، تَلَطّيًا وتَحَضُّرًا لانفجار، لثورة… لتجدُّد يحدث كلَّ يوم. يتجاوز، كلَّ يوم!..

إلّم…

فما حالتي تكون!؟

فما عليكِ أن…                                  

إقتحِمي، لا تخافي!

مَن يَخَفْ، لا يَحْيَ!

ألقلبُ والأحاسيسُ لا لخوف. هيّا انتفضي!

نَشِطًا، قمتُ، خرجتُ أستقبل الفجر، هذا النّهار.

وصلني نفَسُكِ الحارُّ كدمائك في شرايين القلب. أنعشَ روحي، أحياها.     نشقتُ عبيرَكِ المُمَيَّزَ كنبض قلبِك قبل حضوري. أثار مسامَّ جسدي، تفتّحتْ. تراءيتِ، جسدًا مكتمل الفَوَران الحزين، أخذتْني الكآبةُ.

نَسَمَ فيّ نفَسي، حارًّا كأحلامي بكِ، وإن لم.

إنتعشتْ روحي، لكنّها… لم.

تلاشى في فراغ الفضاء الأجوفِ عبيريَ القَلِقُ كأنْ يستعدّ يستقبلُكِ.

بدا عاجزًا عن. كأن قانعٌ بـ . كأن لا، أو لم، أو لن.

إستقبلْتُ الفَجرَ، هذا النّهار.

كنتُ فجرَ ذاتي: رؤًى وأحاسيسَ واختلاجاتٍ…   بدتِ الرّؤى انبِثاقَ الوَجدِ السَّحيقِ،

والشّبَقِ المجنون. وما ارتويتُ.

وفاضتِ الأحاسيسُ تَفَتُّقَ حدائقِ الجسدِ الضّاجّ، المُغرّدِ، المفتون. وما سكنْتُ.

وأينعتِ الاختلاجاتُ السّحيقةُ، المجنونةُ، الضّاجّةُ، المُغَرّدةُ، المَفتونةُ… هاجمتْني، أسقطتْ أسواري، كلَّها، اقتحمتْني.

إستقبلْتُ الفَجرَ، هذا النّهار.

كنتِ، بما تختنزين، وداعةً وحنانًا ونورانيّةً… فجرًا مكتملًا، منسجمًا:

لذاتك، لذاتي، لذاتَينا!

ياه! كيف أنّي ما انتبهْتُ!

إستقبلتُ الفجرَ، هذا النّهار.

لولاك…                                  

أكان لهذا الكون فجرُهُ!؟

طفلتي! وحيدتي!

أنتِ فجرُ أعماري!

كم أستقبلُكِ كلَّ نهار!

كم تنبثقين، منّي وفيّ، كلَّ نهار!

كم أنّكِ، أنتِ،

أنتِ الوحيدةُ الخارقة،

كم أنّكِ…

فجرُ الزّمان!

ألسنا، نحنُ،

فجرَ أيّ زمان

فجرَ كلّ زمان؟

لولاكِ… سيّدتي،

أكان الزّمان!؟

(ألأربعاء 22-6-  2016)

 

اترك رد