إطلاق حركة السلم الاجتماعي…

المحامية صونيا ابراهيم عطيه: نؤمن بالسلم الاجتماعي والعيش الواحد

عقدت مؤسسة “حركة السلم الاجتماعي” برئاسة المحامية صونيا ابراهيم عطيه مؤتمرا صحافيا في دار نقابة الصحافة، اعلنت في خلاله عن اطلاق الحركة ونشاطاتها واهدافها الرامية الى احلال السلم الاجتماعي بين اللبنانيين، في حضور اعضاء الهيئة الادارية: نائب الرئيس حمادي نظمي راشد، وامين السر انطوان الياس الحويس، وامين الصندوق فادي صبحي ابراهيم الحسنين، ورئيسة لجنة العلاقات العامة لميا اسد رستم شحادة.

وحضر المؤتمر عضو “كتل التغيير والاصلاح” النائب حكمت ديب، والوزيران السابقان منى عفيش وبشاره مرهج، ونقيب الصحافة عوني الكعكي ومستشار نقابة الصحافة فؤاد الحركة، و”رئيسة المجلس النسائي اللبناني” اقبال دوغان مراد، ورئيسة “لجنة حقوق المراة اللبنانية” عزه الحر مروه، ونقيب المحامين السابق عصام كرم، وحشد من الممثلين عن الهيئات النسائية والقوى السياسية واعلاميين.

الاعضاء المؤسسون لـ”حركة السلم الاجتماعي” خلال اطلاق الحركة في نقابة الصحافة.

الكعكي

بعد النشيد الوطني كانت كلمة للنقيب الكعكي شدد فيها على “ضرورة اقرار الكوتا النسائية وقال: “اتمنى ان يبقى لبنان بعيدا عن الاحداث الاليمة التي تعصف في بعض الدول العربية، حتى يستمر في نشاطه وتقدمه وازدهاره وفي المنطقة، ويعمل من اجل وحدة الشعب والمؤسسات وتحقيق العدالة الاجتماعية والخدمات العامة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات”.

صونيا عطيه

عطيه

ومن ثم اعلنت عطيه إطلاق حركة السلم الاجتماعي وقالت: “نحن ببساطة كلية وصراحة كاملة، مجموعة من المواطنات والمواطنين، وعلى تعدد المذاهب الدينية والعقائد السياسية، نؤمن بوجوب قيام سلم اجتماعي بين كل طبقات المجتمع، وصولا الى قيام مواطنة حقة سداها الرابط بين المواطن والدولة ولحمتها العدالة الاجتماعية. وفي عملنا نؤمن الا سياسة من دون فكر، اذاك تتحول السياسة الى حرفة فتبطل ان تكون رسالة ساعية الى خدمة المجتمع والخير العام”.

وأضافت: “وفي هذا المجال نؤمن بالعيش الواحد بين كل مكونات المجتمع واحلال السلام بين مختلف العقائد الحزبية والطوائف والاديان وبالدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان. ونؤمن بألا صراع بين رب العمل والعامل، بل تكامل بين عنصري وعمادي الانتاج يستمر حيا صحيحا بالعدل في ظل نظام اقتصادي حر، وهذا التكامل هو من مقومات نشوء الدولة التي لا تستمر ان انعدم او ضعف او توقف”.

وتابعت: “الاصلاح الذي نرمي اليه الحركة هو في اطار المحافظة على حق الملكية كما على حقوق الاخرين من دون تجاوز او ظلامة، اصلاح ينمو في ظل رأس المال بالتوازي مع حقوق العامل ويسود فيه سلام اجتماعي بين طبقات المجتمع. واخيرا نؤمن الا رعايا في الوطن، بل الكل مواطنون، والا سلطان حاكما في الدولة، بل ثمة مسؤول عن خير الناس كلهم لا بعضهم فقط. والجميع اصحاب حقوق وعلى كل منهم واجبات”.

وختمت: “لا افضلية للبناني على آخر الا بمقدار ولائه للوطن وعمله في سبيل المجتمع وكفاءته في القيام بوالجياته وقدرته على تحمل مسؤولياته. والوطن لا يزدهر، والدولة لا تقوم الا بقيام سلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع في اطار من الحوار العقلاني المنتج والتسامح المتبادل والتعاون والاشتراك في عملية النهوض والبناء والتقدم”.

الأعضاء المؤسسون

فكرة الحركة

فكرة الحركة ليست طارئة، انما هي وليدة تجارب كثيرة وتراكم للخبرات عند المحامية صونيا عطية. فمنذ نحو سبعة اشهر، قدّم طلب العلم والخبر، حتى نالت الحركة الترخيص اخيراً.

وتشرح عطية لصحيفة “النهار”: “منذ فترة وانا افكر باطلاق نوع مماثل من الحركات. ويهمني اولاً ان اشدّد على فكرة الرأسمالية، لكون لبنان بلداً رأسمالياً يقوم على الاقتصاد الحر، فلا ثروات فيه ولا يمكن تطبيق الاشتراكية او الشيوعية فيه، انما الرأسمالي هو الذي يسيّر الحركة الاقتصادية في البلد. اليوم، ثمّة مشكلة وهي ان الرأسمالي يهدف فقط الى الربح على حساب العامل واجره، مما يخلق هذا الخلل الاقتصادي – الاجتماعي”.

واذ تلفت عطية الى ان “في لبنان 80 في المئة من اللبنانيين هم عمال، ونحو 20 في المئة ارباب عمل، مما يعني ان ثمّة ظلماً ملقى على العمال”، تقول: “لا بدّ من التركيز على زيادة القوة الشرائية في لبنان، واذا كانت حقوق العامل مهدورة، فكيف يمكن الحفاظ على القوة الشرائية او الاستهلاكية؟”.

من هنا، فان هناك حلقة متكاملة بين اعطاء العامل حقوقه وزيادة الاستهلاك، الأمر الذي ينعكس ايجاباً ايضاً على ارباب العمل، بحيث يمكن ان يربحوا اكثر اذا تمّ استهلاك منتجاتهم، وبالتالي فان الالتفات الى حقوق العامل يشكل مكسباً ايضاً، بلا خسارة على ربّ العمل، ويزيد من الحركة الاقتصادية في البلد”.

حوار بين الاديان والاحزاب

لا يعتبر الهمّ المعيشي او الاقتصادي هو الهدف الاوحد عند عطية او عند “حركة السلم الاجتماعي”، بل ان ثمة عملا على محور آخر وهو تفعيل الحوار بين الاديان. تعلق: “الاديان ليست سبباً للخلاف بل هي مصدر للتلاقي، وهناك قواسم مشتركة عدة بين الاديان للاضاءة عليها”. وفي محور ثالث، ثمة تركيز ايضاً على الحوار بين الاحزاب بغية التفتيش عن القواسم المشتركة.

حتى الآن، تضم الحركة ستة اعضاء هم عطية، لميا شحادة، هبة جحا، فادي الحسيني، هادي راشد وانطون حويس. وهم نخبة من المحامين والمهندسين واساتدة التاريخ والملّمين بالاقتصاد، والاهم انهم من مختلف الطوائف، وثمة تصور الى تحويل الحركة حزباً، في حال ارتفع عدد المنتسبين.

حركة لا مثيل

ولكن هل ينقص لبنان حركات ام تطبيق للعناوين؟، تجيب عطية: “هذه الحركة لا مثيل لها في لبنان، لكونها حركة اجتماعية تعمل على مكوّنات المجتمع وخلق سلم بينها، انطلاقاً من انتعاش الحياة الاقتصادية اولاً. الاعضاء ينبغي ان يكونوا من مختلف الاديان، بلا انتماء حزبي، وغير مؤمنين بالفكر الشيوعي، لأننا حركة تنطلق من الرأسمالية الاقتصادية. من هنا، فان البداية ستكون عبر لقاءات مع الرأسماليين لشرح فكرتنا، الى جانب تنظيم محاضرات ولقاءات في الجامعات والتواصل مع الجمعيات”.

تختم عطية: “اذا عملنا على زيادة الرواتب نكون نرفع الغبن عن الموظف ونزيد القوة الشرائية وبالتالي نزيد الربح عند الرأسمالي. ومن هذه النقطة، ينبغي ان تكون البداية نحو المعالجة الحقيقية لبناء السلم الاجتماعي”.

 

اترك رد