حسيبــــة طاهــــر
(أديبة وشاعرة جزائرية مقيمة في كيبك -كندا)
كم أشعر بالخزي والعار والدونية، عندما أقرأ مقالا لكاتب “يدّعي أنه كبير” مادحاً فيه نفسه مهاجماً غيره من الكتاب، متهما إياهم بمختلف التهم، مطلقاً ألفاظاً لا أكاديمية (كالخربشة والفبركة و ….) تنم عن الحقد والأنانية والتحزّب… وكأن الكتابة حكرعلى أسماء معينة، أرسلتها السماء لتكتب، وما سواها مجرد مسالمة كذابين ومتنبين دخلاء على الأدب …
وقد يتغنى أحدكم بأنهم نقاد ويحق لهم محاربة الرداءة ….
نحن نفرق جيداً بين المقالات النقدية وتلك المقييلات الميكروسكوبية الهجومية التي لا تغني ولا تسمن ..
النقد الموضوعي والهادف هدفه الأول والأساسي هو تبسيط النص وشرحه وتقريبه للمتلقي، وتسليط الضوء على نقاط قوته وضعفه، جمالياته الرسالة التي يقدم …..هو أخد نص معروف كاتبه ودراسته بتحضر وموضوعية، الهدف منه تقديم الفائدة للقارئ والكاتب معاً، وليس كلاماً بصيغة عامة كل من يقرأه يشعرأنه هو المقصود به…، كلاماً بدوياً الهدف منه الاحتكار والإقصاء… ربما نحن أمة الصراعات، تصارع أسلافنا على الكلأ و آبار المياه ونحن اليوم نتصارع على الكلمات ….
كأن يقول أحدهم : أصبح من السهل أن تكون كاتباً …
وما يضر ؟؟أ ليست الكتابة إبداعا ؟؟
والإبداع حاجة نفسية راقية تزداد قوة وبروزاً كلما ارتقى الفرد في إشباع ما دونها من حاجات (مأكل ،مشرب ،مأوى، جنس، أمن …..)….هاهو الغرب الكل يكتب وينشر، الأم الثكلى تحكي تجربتها، المريض بمرض مزمن أو نفسي يحكي معاناته أو كيف تغلب على المرض ، المتقاعد يحكي عن خبايا منصبه …..
متى نرتقي ونتحضر ؟؟ متى نكف عن الأساليب الملتوية ونزعة التملك التي ولدها فينا الحرمان والاحتياج … متى نعي أن من حق الجميع أن يتنفس وأن الأكسجين لن ينبض، متى نكتسب الروح الجماية ونتعلم المنافسة السلمية دون قطع رؤوس وتجفيف أقلام …. متى؟؟