دموع

سلمان زين الدين

(أديب وشاعر- لبنان)

إلى التي بكتني ذات يوم!

وحين تناهى إلى سمعها

أنه أغمض العينين،

وألقى عصاه،

وقد تعبت من خطاه الدروب،

عراها الشجى،

واستيقظت من كراها الدموع،

وراحت تيمم شطر الخدود،

وتوقظ، من نومه، الورد،

كي يذرف العطر حزنا عليه،

لعل الدموع العطور

تعيد الحياة إليه.

وحين تبين لها:

أن ماء السماع سراب،

وأن سراب الحقيقة ماء،

وأن الذي زعموا أنه مات

ما زال حيا،

وتحيا، على راحتيه، الطيوب،

وما زال نجما

يفيء إلى مقلتيه الربيع،

وما زال ينضح شعرا،

ويرشح حبا،

ويصنع فجرا،

وأيان حل

تحل قلوب،

وأنى ترحل

تتبع خطاه الربوع،

بكت مقلتاها ﻵلئ دمع،

فشعت، على وجنتيه، الدموع.

اترك رد