نهاد الحايك
(شاعرة- لبنان)
بيني وبين البداية
كان قدَرٌ جامحٌ
بأجنحةِ حيرتي،
وكانت جسورٌ كثيرة
راقَصتُ عليها إيقاعَ اللهب
منتشيةً بِــوَهْمِ الـمُنتصر
على نارِ الزمن،
جموحِ القدر،
فصولِ الحكاية
وعدوان الألم…
بيني وبين النهاية
سَــفَــرٌ عابرٌ
بدَّد لحمي ودمي،
ولم أجِــدْ
في المحطات مَن ينتظر.
تلاشَت الأصواتُ كالشُهب
ولن يرثَ سَفَري
طيفُ وَلَــدْ…
هذا الجسدُ الذي لم يَـــلِد
رسمتُه شجرةً منفيَّة
على زجاج الصيرورة
وجلستُ أتفرَّجُ
على ذنْبٍ وعُقدتِــه
وعلى ظلٍ لم يَـجِد
ذُريَّــتَه
في حَشى مرآةٍ غبــيَّــة
أيها الجسد
متى سَفرُك إلى غايته؟
مشينا طويلاً بعيداً
أهناك حائطٌ أو جسر؟
أهناك بابٌ أو بحر؟
كاد ينفد منا الرمق.
كم من الخطواتِ بعدُ لنتَّكئ؟
كم من الأمواجِ بعدُ قبل الغرق؟