الجنرال والحكيم وحفيدات لينين

guilaf-layl

“ليل” رواية الكاتب اللبناني جورج يرق لم تزل في عداد أكثر الكتب مبيعًا في مكتبات لبنان، برغم مضي ثلاثة أعوام على صدورها عن دار “مختارات”… هذه الرواية التي أجمع النقّاد على أنها “متينة وجميلة ومشوقة” خرجت في طبعة ثانية لدى”منشورات ضفاف” التي أصدرت للكاتب نفسه رواية “حارس الموتى” [وصلت الى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” 2016].

في ما يلي مقطع من رواية”ليل”

انتقلت إلى سوبر نايت “كوبرا” بالمعاملتين في جونيه. مثله مثل الـ مايسترو”. الأسعار نفسها، الرائحة نفسها، الفتيات من التابعيات نفسها. حتى الـ”شو” هو تقريباً نفسه، كأنّ كلّهن تعلّمن الرقص في معهد واحد. الاوكرانية أغوسطينا هنا نجمة المكان مثلما كانت تاتيانا النجمة هناك. للإنصاف، أظلم الثانية إذا قارنتها بالأولى. فتاتيانا أجمل منها بعشرين مرّة. هذا ليس تحيّزاً لها بل هو أيضاً رأي آخرين يتنقلون بين المكانين، ويعرفون الاثنتين. الجامع المشترك بينهما هو عينه: المجالسة الحصريّة. فطوني الحاج حجز تاتيانا منذ الليلة الثانية بعد وصولها إلى لبنان، وتحديدًا منذ رآها ترقص منفردة على حلبة الـ”مايسترو”. وفرنسيس كرم، المرابي المعروف في “كازينو لبنان” حجز أغوسطينا على “الكاتالوغ” قبل أن تغادر أوكرانيا.

الفرق بين طوني وفرنسيس أن الأوّل متزوّج، أو كان متزوّجاً حين التقى الروسية الجذّابة، مسالم يحبّه الجميع، كريم، يده في جيبه دوماً. لم أسمع أنّه قلّل احترامه لأحد أو خاصم زبونًا من أجل تاتيانا.

أمّا الثاني فأعزب، في الستين من العمر، لكنّه يبدو في الخامسة والأربعين. عدائي بلا سبب وجيه، يشتري الخلاف. وما من أحد يطيقه. يغار على صديقته غيرة شديدة حتى إنّه كلّف نادلًا مراقبتها والاتّصال به متى لاحظ شيئاً مريباً يجري، كأنْ تبتسم لأحدهم، أو ينظر إليها زبون جديد لا يعرف أنّها “محجوزة”، ويختارها للجلوس إلى طاولته. فإذا حصل ذلك، فلن تمرّ الليلة على خير. وكثيراً ما شوهد فرنسيس آتيًا في غير موعده المألوف، أي الرابعة فجرًا ، يجلس معها قليلًا. ثم يعود إلى الكازينو، إن كان الزبون دونه عزًّا وثراء. ويطيل الجلوس حين يشعر أنّ الخصم المحتمل يفوقه وسامةً وأصغر منه عمراً.

كان فرنسيس يشدّ ظهره بخاله، جوزف عنتوري الذي كلمته مسموعة لدى الجنرال. ولطالما حلف بحياة الجنرال إذا أراد أن يثبت للآخرين أنّه لا يكذب. والجنرال الذي يقصده فرنسيس هو ميشال عون. حتى أغوسطينا باتت هي أيضًا تحلف بالجنرال وتشتم سمير جعجع لتثبت أنّها تحبّ فرنسيس وتحبّ الذين يحبّهم.

(*) الرواية متوافرة في جميع فروع “مكتبة أنطوان” و”فيرجن”.

اترك رد