التراث المعماري في الشوف… ندوة في المكتبة الوطنية في بعقلين

beit-eddine

قصر بيت الدين

أقام منتدى الفكر التقدمي، بدعوة من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ندوة متخصصة بعنوان “تراث الشوف” للمهندس المعماري زاهر الغصيني، بالتعاون مع اتحادات بلديات وبلديات الشوف ومحمية أرز الشوف والمكتبة الوطنية في بعقلين، في قاعة المكتبة، في حضور المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود والمدير العام السابق لتعاونية موظفي الدولة أنور ضو ونخبة من المهندسين ورؤساء البلديات والمهتمين بالتراث والبيئة.
النشيد الوطني افتتاحا، ثم تحدثت عضو منتدى الفكر التقدمي الدكتورة رنا الدبيسي معتبرة أن “التراث يمثل مخزونا فكريا من أزمنة مضت وهو وديعة علمية بين أيدينا علينا تحمل مسؤوليتها، ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع، مشروع الحفاظ على الإرث المعماري في الشوف، فقد توجه هذا المشروع إلى مواجهة شبح الماضي باستحضار هذا التراث وتمحيصه وتنفيذه، وجدولة عناصره وأرشفتها”.

ورأت أن “تجربة المهندس زاهر الغصيني في هذا المشروع أنجزت عملا رائدا وأنتجت ملفا علميا يضع البلديات أمام تحدي إحياء هذه المعارف والكنوز الثقافية والاستفادة منها كتجارب سابقة والبناء عليها”.

بو كروم

وكانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات الشوف المعمار يحيى بوكروم قال فيها: “إنه الرئيس وليد جنبلاط الذي فاق بثقافته وعمق درايته وبعد رؤيته حدود الواقع والسياسة والزعامة والقيادة إلى نهضة ثقافية، بيئية، فنية ومعمارية، فأسند بثقته وتوجيهه ودعمه المطلق مهمة الحفاظ على تراثنا المبني في الشوف إلى الصديق المعطاء زاهر الغصيني، وعلينا اليوم كبلديات واتحادات بلدية أن نأخذ على عاتقنا المساهمة في تطوير ودعم هذا العمل الخلاق في منطقة الشوف بكاملها لتشكل نواة لخطط استراتيجية يعمل عليها لتطوير العمل البلدي والتنموي في القرى”.

وعرض “بعض الخطوات العملية الواجب اتخاذها وتعتبر أولوية وضمن الامكانات كالمساهمة مع لجنة التراث في العمل على مسح وتوثيق الابنية التراثية من خلال الحد من تشويه الأبنية القديمة ذات القيمة التراثية من خلال منع الاضافات العشوائية غير المستندة إلى دراسات معمارية وإنشائية وموافقة البلدية واللجنة المعمارية المختصة في الشوف والحد من إنتشار البناء العشوائي وغير المدروس معماريا وإنشائيا، والإفادة من المواقع الأثرية في مجال التنمية المستدامة”.

هاني

وتحدث مدير محمية أرز الشوف نزار هاني عن “أهمية حماية الإرث الطبيعي والارث الثقافي، وهذا الغنى دفع منظمة اليونيسكو عام 2005 إلى إعلان محمية أرز الشوف و22 قرية محاذية لها محمية المحيط الحيوي ضمن برنامج “الإنسان والمحيط الحيوي” لتنضم إلى 620 محمية محيط حيوي موزعة على 120 بلدا في العالم”. وقال: “محميات اليونيسكو للمحيط الحيوي تعتبر اليوم بالنسبة إلى العالم مختبرات للتنمية المستدامة بشكل عملي اكثر وهي محافظة على الارثين الطبيعي والثقافي، وهنا يأتي التكامل بين ما تقوم به المحمية وهذا المسح العلمي وخطة العمل المتقنة الذي نفذها المهندس زاهر الغصيني، وهذا المسح يجب أن ينسحب على كل قرى الشوف في أسرع وقت لإنقاذ ارثنا المبني”.

بصبوص

وألقى كلمة جنبلاط ممثله رئيس جمعية الخريجين التقدميين المهندس محمد بصبوص قال فيها: “إنه وليد بك الذي لم تثنه القضايا الكبرى عن بقية الشجون والشؤون فوضع مخططا استراتيجيا بأولويات متوازنة فكانت السياسة في خدمة التنمية المستدامة بأبعادها البيئة والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. آمن بأن التنمية لا يمكن ان تتحقق في غياب الثقافة، فالتراث الثقافي يعتبر الركيزة الاهم في هوية الامم وذاكرتها”.

وختم: “إن التحدي الأكبر يكمن في إمكانية الاستثمار في التراث المبني لتكون له عائدات إقتصادية وإجتماعية. وهذا ما شكل إحدى العلامات الفارقة في مشروع الحفاظ على التراث المعماري في الشوف، إذ شكل مخططا سياحيا بيئيا شاملا دمج بنجاح ضمن الخطة السياحية لمحمية أرز الشوف، ففتح آفاق السياحة البيئية والنشاطات المكملة لها كبيوت الضيافة ودرب الجبل وغيرها، ما دفع في اتجاه استثمار منتج للمعالم العمرانية وأدى إلى تعزيز التنمية الريفية، وبين البيئة والتراث الثقافي أكد الرئيس وليد جنبلاط من خلال إطلاقه هذا المشروع ودعمه المعنوي والمادي له ومن خلال تأسيسه لشراكة متميزة بين فريق عمل رائد وسلطات محلية ووطنية على حماية وتعزيز أصالة صورة الشوف الثقافية”.

الغصيني

ثم عرض الغصيني “مشروع الحفاظ على التراث المعماري في الشوف بهدف الحفاظ على التراث وتطوير السياحة المسؤولة وانماء الاقتصاد ومشاركة هذه التجربة مع بقية المناطق”. وقال: “منذ إنطلاقة المشروع تم تحقيق كثير من الانجازات بدءا بوضع ضوابط قانونية سريعة لحماية المعالم والمواقع التراثية من السلطات المحلية مرورا بوضع دراسات وإقتراحات للساحات التاريخية لكثير من البلدات في الشوف وبتجهيز فريق متخصص من المهندسين لمعالجة وتدعيم الحالات الخطرة المهددة للمباني التراثية وصولا الى ترميم مبنى عام في بلدة بعقلين كنموذج. ولكن الانجاز الأهم بلا شك وضع خطة حفظ وإدارة شاملة وكاملة للمعالم الأثرية في منطقة الشوف الأعلى وهو ما يتضمنه هذا الكتاب العلمي المفصل الذي اعتمد منهجية علمية عالمية يعتمدها المركز العالمي للحفاظ على المواقع الاثرية وترميمها (ICCROM) التابع للامم المتحدة”.

وقال: “هذا العمل مقدم إلى السلطات المحلية والوطنية والمعنيين جميعا ونتطلع إلى مد ونشر هذا المشروع السباق من الشوف الأعلى إلى بقية بلدات الشوف وبقية الاقضية في لبنان من خلال خطة السياحة الداخلية مما يؤدي إلى تقوية الروابط بين اللبنانيين تحت شعار “لي منزل وعائلة في كل بلدة في لبنان”. وايضا تطبيق خطة سياحية بيئية داخلية شاملة في لبنان تؤدي الى ربط الوطن بخطة السياحة الاقليمية والعالمية المتقدمة”.

عبد الصمد

وكان لمديرة مكتب التنظيم المدني في الشوف اليسار عبدالصمد مداخلة قالت فيها: “إن كتاب المعمار زاهر الغصيني لمنطقة الشوف الأعلى جاء لاثارة اهتمام أكبر مقدار من الاختصاصيين، وخصوصا البلديات في قرى الشوف حيال خصائص تراثهم المعماري ليطلق عندهم يقظة من شأنها أن تؤدي إلى المحافظة على التراث وإبراز قيمته على صعيد الوطن بواسطة المجتمع ومن أجله. فأتت هذه المقاربة المنهجية عبر الصورة المعتمدة في الكتاب لتظهر العلاقات الوطيدة التي تربط مكونات عمارة الامس بإطاريها الجغرافي والاجتماعي ومحيطها القروي والمديني”.

ساسين

وألقى المهندس ديفيد ساسين ممثلا المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري مداخلة قال فيها: “إن تسمية المديرية العامة للآثار ورثناها من الفرنسيين، ونحن أيضا مسؤولون عن الابنية التراثية وكل المتاحف العامة”.

وختم: “هناك نوعين من الحفريات، هناك حفريات منظمة وأخرى إنقاذية، وتستطيع المديرية العامة للاثار أن تقدم دعما فنيا وتقنيا على اي قطعة، وان موازنة مديرية الاثار البالغة مليون دولار موزعة على كل الابنية”.

اترك رد