البروفسور الأب يوسف مونس
الموسيقى تصدح بصخب. الاجساد العارية تتمايل حتى الاغماء والترنح دون توقف بفعل المنشطات والمخدرات لمدة 72 ساعة. والباصات تنقل الشباب والصبايا الآتين من لبنان والكويت والسعودية والخليج وغيرها من الاقطار العربية الى الضيع اللبنانية الوادعة الهانئة واحتفالية تدمير اخلاق الوطن والعائلة والشباب والصبايا ومستقبل الوطن والكنيسة تقرع طبول الفحش والفجور تحت اسم الاحتفال بحب الموسيقى.
لكن اية موسيقى واي احتفال والمحافظ موافق ورجال الامن والاداب والاخلاق اغمضوا العين ومسؤولو البلديات يقبضون اجار الارض ارض الوطن، وطن العزة والرجولة والشرف والكرامة والامهات والاباء يدفعون عرق جبينهم واتعابهم ليقضي اولادهم لياليهم في العربدة والفحش والعري والفجور. فاجراس الكنائس لا تقرع منبهة للخطر الكبير وحزناً على قيم البيت اللبناني وشرف وبطولة العائلة اللبنانية من شحتول الى امهز الى الدامور الى لحفد الى فيطرون الى يحشوش طبول العيد تقرع ويدور الصبايا واجساد الشباب العارية تتمايل وتترنح لتخسر عالم الواقع وتتماهى بصورة مريم العذراء او تعلق صليباً في رقبتها وتدندله حتى اعضائها التناسلية.
شحتول المارونية مصدومة
الصدمة الاخيرة التي عاشتها العائلات اللبنانية عندما شاهدت عبر وسائل الاعلام والاتصال ما حدث في بلدة شحتول المارونية الجبلية الكسروانية الهادئة بلدة العلماء والمفكرين والادباء ومنهم مي زيادة وبلدة غزير بلدة ابونا يعقوب الكبوشي الطوباوي وبلدة السيدة العذراء الساهرة على جبال لبنان وعلى بحره، وعلى عياله واولاده، ما حدث في بلدة شحتول البلدة المارونية الجبلية المؤمنة والمحافظة احدث صدمة استدعت الكثير من ردات الفعل والشجب والحيرة والذهول وهناك صور نشرت في الجرائد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كيف يسمح المحافظ مثل هذه الاحتفالات المشينة والمسيئة لاخلاق الوطن وهو لا يعرف ما يجري فيها من طقوسية فاحشة معيبة ومسيئة للاخلاق والاداب والعادات اللبنانية؟ وكيف يسكت عن هذا الاحتفال المسؤولون في البلدية وكهنة الرعية والمسؤولون في الدولة والكنيسة والامهات والاباء ومنها اساءة لتراث الشرف والكرامة لشبابنا وصبايانا وخاصة ان صورهم اظهرتهم وهم عراة الصدور وهم يعلقون في رقابهم وعلى خصورهم تعاويز وجماجم ورسوم جماجم شيطانية.. وكيف يمكن ان يدوم هذا الاحتفال مدة 72 ساعة مع شباب وصباحا وبيقظة لا يمكن ان تتحقق الا بالكثير من حبوب المنشطات والمخدرات والكحول ومن يدري ما يحل في ظل الخيم المنصوبة هناك ليلاً ونهاراً. وما هو حجم المال الذي دفعه الاهل لفلذات اكبادهم لانتقالهم بالباصات الى شحتول والاقامة هناك ليلاً نهاراً مع الاكل والشرب والنوم. ماذا ستقول لاهل لا يستطيعون دفع قسط المدرسة والدواء واللعب والحليب لاطفالهم: اين هي المسؤولية الانسانية باعطاء المثل في سنة الرحمة التي اعلنها قداسة البابا فرنسيس وينادى بها غبطة السيد البطريرك؟
هل تحولت ارض القداسة ارض الفحشاء؟
خاصة ان لبنان ارض القداسة والرجولة وشباب جيشه يدافع ويستشهد لاجله ضد داعش وغيرها من خلايا الارهاب والتكفير والموت. ارض الشهداء والقديسين شربل ورفقا والحرديني واسطفان وبونا يعقوب وابونا مراد، الارض التي اتت اليها مريم العذراء ويسوع والرسل والرهبان والنساك والمبشرين كيف يلهو بعض شباب لبنان وبعض شبابه يموت ويستشهد لاجله.
موسيقى علاجية
علينا ان نعرف ان هذه الموسيقى في الاساس كانت موسيقى علاجية شفائية. واعرف انه علينا ان نعطي جواباً وسلوكاً ومثالاً لتساؤلات وانتظارات الشباب عن تهم عن مجتمع شاخ خطابه وفكره وهرم نفسه النبوي الخلاق.
الموسيقى كانت علاجية شفائية والان؟
هذه الموسيقى Psychedelie Trance استعملت كعلاج نفسي للاشخاص الرافضين الاستشفاء بالادوية والعقاقير وذلك لتأثيرها الايجابي على الاعصاب. لكن ان تتحول الموسيقى الى العربي والاساءة الى ضوابط الانسان والدوافع الخافية اذ انها تفككها وتحللها تحت طول الوقت وضغوطات المنشطات وطول السهر والرقص الهستيري بعيداً عن جمال الموسيقى المعاصرة والحديثة او الموسيقى الكلاسيكية الرائعة.
من يدفع كل هذا المال؟
وكيف يمكن ان يدفع الشاب او الصبية مبلغاً قدره 120 دولاراً عدا عن سعر النقل بالبوسطات والشرب مدة 3 ايام في زمن يضرب الفقر والعوز الكثير من عائلات لبنان وبعض اهله يموت على ابواب المستشفيات وبعض طلابه على الطرقات من غلاء الاقساط ولماذا لا تقام هذه الاحتفالات في المنطقة الغربية والضيع الاسلامية وقد كانت بعلبك وصور وطرابلس وسواها من المدن اعترضت على ارقى المهرجانات.
من يدمر المارونية
ولماذا حصرت في الضيع المارونية شحتول، امهز وفيطرون، لحفد، الدامور، يحشوش هل هذا يخفي فكرة لتدمير المجتمع المسيحي الماروني الصامد الذي تنادي به الكنيسة وهو وديعة بين ايدينا جميعا والسيد البطريرك بالحفاظ عليه.
لنأخذ الموسيقى لكن…
يجب ان نعرف اننا لسنا ضد الموسيقى وفرح وعمر ومشاكل الشباب… لكن… هذه الموسيقى تصيب الجهاز العصبي والادراكي وتنقل المتلقي الضحية والفريسة من العالم الواقعي الحقيقي المنطقي المعيوش الى العالم الخيالي الوهمي القصوري والهلوسة والهستيريا، عالم الاوهام المليء بالصور البعيدة كل البعد عن عالم الصقل والحقيقة والمنطق والواقع المعاش بكل الضوابط الاجتماعية والاخلاقية والعائلية فيكسر حاجز المحظور والممنوع ويقع فريسة البطش الاجتماعي كما يقول دوركهايم Durkheim العالم الاجتماعي الكبير.
الموسيقى المدمرة
ويدخل الشخص في عالم اللاوعي واللاحقيقي بل في بعد سرابي قاتل ومميت.
انها موسيقى تتغلغل داخل العقل الباطني فتغير منظومته وبرمجته ورموزه الداخلية المعقدة وتدمرها وتسقطها وتفكفكها بطريقة هدامة سلبية فتحطم القيم والمبادئ السليمة حتى الوصول الى خلل في الرؤيا والسمع والنفس بانفعالية طاحنة فيضيع التركيز والوعي وتسقط الحدود والموانع والمحرمات والحواجز وتدفع الى التفلت والعصيان والرفض والتمرد. كل هذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بجميع انواع المخدرات والافعال والحركات المنافسية للاداب والاخلاق والمنشطات مهما غلا ثمنها فتزداد نبضات قلب الانسان للتماشي مع سرعة الايقاع والتمايل على انغامها والغوض في اعماقها في جو من الحفلات الصاخبة التي تستمر لمدة ليالي متتالية من دون توقف حتى الوصول الى الاغماء والهلاك والضياع ويستغل تجار المخدرات شجعهم وطمعهم غربة الشباب وضياعهم وبحثهم عن عالم افضل والخروج والهروب من الواقع الاسود الذي يعيشون فيه الى عالم ساحر مليء بالامل والضياء والنور والسعادة والهناء والفرح والانشراح والراحة.
الموسيقى الراقية
الموسيقى هي رفيقنا الفني والروحي والثقافي والجمالي في جميع حالات حزننا وفرحنا، اعراسنا وموتنا، هي ارقى درجة تذوقنا الجمالي والفني المرهف لكن هي اقدس من ان تدفع بنا الى تدنيس الاخلاق وتهديم العائلة والاوطان.
الكنيسة والاهل ورجال الدولة وجميع اهل الارادات الطيبة مدعوون للشرح والتنوير والوقوف لحماية وطنهم واولادهم وقراهم ومستقبل عائلاتهم.
شكر خاص
شكرنا الخاص لوسائل الاعلام التي بادرت الى اثارة واضاءة على هذا الموضوع خاصة جريدة الديار والانوار وسواها من المجلات والجرائد والاذاعات والتلفزيونات وللمركز الكاثوليكي للاعلام ولرئيس ومدير نورسات وتيلي لوميار الاستاذ جاك كلاسي، الذي اطلق الصرخة والصوت بالانتباه والتيقظ من اخطار هذه الاحتفالات المشبوهة فهل سيستيقظ جميع المسؤولين من مدنيين وروحيين خاصة انه سيكون هناك موقف روحي وكنسي هام في الايام المقبلة، وللفيلم الوثائقي الخطير الذي اعدته نور الشرق وتيلي لوميار ونورسات بطريقة ذكية وموثوقة ومشاهدة حسية لخفايا هذا الاحتفال المعيب.
خاتمة
للوصول الى الضياع، ظاهرة غريبة باشكال ووجوه وتعاويز لا تقبل في ضيعة الاخ اسطفان في لحفد وضيعة العذراء في لحفد فلا يجب ان يمنعنا الخجل والحياء والخوف عن ان نكون صوتاً صارخاً في وحشية وبربرية صحراء الموت والدمار للعائلة وللوطن والشباب. حيث لبنان وسمعة الشباب والصبايا بتشوه وبتدمير تحت ستار مهرجان للموسيقى حتى للوصول للضياع وممارسة الجنس والهلوسة والغرق في المخدرات وخاصة L.S.D. هل اصبحت قطعة السما لبنان جحيم الاخلاق والقيم والرجولة والايمان والشهادة والشرف والعنفوان والاباء وتحول شهر العذراء الى عيد الدنس والفجور والموسيقى الصاخبة والمخدرات والموسيقى التي كانت في بدايتها نداء للحرية اصبحت صوتاً وصراخاً وسلاساً للعبودية والذل والايقاع المدمر بسرعته للوعي والدماغ والاعصاب والادراك والتمييز والمسؤولية حتى انعدام الوعي والمسؤولية للوصول الى الهلوسة.
حافظوا على المراهقين فلذة اكبادنا الذين هم في ضياع عنا وغربة في طقوس واهانة لرموزنا ومقدساتنا في عالم من التجارة وبيع الفساد على ابواب الهيكل. فاي مسيح سيأتي ليقلب طاولات الصيارفة والباعة في هيكل الوطن الحبيب لبنان لاجل حماية الحضور المسيحي في لبنان لا ليجلب الخلاعة الى لبنان وضياع لبنان.