رافقت هذه القصيدة اللوحة التشكيلية “زار” التي عرضت في قصر الاونيسكو بتاريخ 6 ايلول 2013، خلال العرض الفني الآدائي “زار” لنهى فران
زار
لم يبقَ لنا
سوى حلقاتِ الزار
والدورانِ
في شعائر الذكر والدعاء
وانتظارِ الغيبِ
أو طوفانِ نوح
إننا
قد امتلأنا بالخوف والآثام
ورحلنا
في متاهاتٍ لا تنتهي
لم نحمل شعلةَ الغد
ولا أحلامَ الأجيالِ القادمة
وعلى المفترقاتِ نقف دائماً
لنخرج من مفترقٍ الى آخر
في فراغٍ يدور حولَنا
فعالمُنا قد امتلأ
حتى الثمالةِ بالخطايا
ولا من نبيٍ سوف يأتي
أو رسولٍ يهدينا
ليس أمامنا سوى الطوفان
سيغسلُ الأرض من آثامها
ويُطهرُ نفوسنا العاثِرة
ندور…ندور…
في مركزنا
كي نولد من جديد
***************
أيها الحالمونَ
تدورُ حوليَ أجرامُكم
تتحركونَ بعبثيةِ الوجودِ كمأساتِكم
تتلونون بأعلامكم لتحيطكم حدودٌ من خوف
لتسافروا في زمنكم بعيداً عن اللحظة
يعيداً عن جراح وطنٍ
منذ الولادة يسكننا
لايستطيعُ الإبتعادَ عنا
ولا نستطيع الإبتعاد عنهُ
وهل يبتعدُ القلبُ عن نبضه
أرقصُ…
أسابقُ عقاربَ الساعات
من غير أمل
تعلموا مني كيف أطير
أتحركُ في مكاني خارج عالمِكم
أرسمُ من ذاتي حدوداً
ومن وجودي حكايا
تمتد منذ فجر تاريخنا
كانت فيما مضى مجداً بلون النصر
شعاعاً يرفع العزة واحات نخيل
أما الآن
فلنرقص سوياً
عسى أن يوصِلنا الدورانُ
الى كوةٍ في جدار
نخرجُ منها الى زمنٍ جديد
*************
أنتم التائهونَ في صمتِكم
الضائعون في صقيع الخوف
فحرارة الصحراء لم تسرِ في دمائكم
والنخوةُ العربيةُ جفّت ينابيعُها
على أعتابكُم
طأطأ النخيلُ رأسَهُ
خجلاً منا
بينما
أرقصُ أنا…
لأنني لا أهوى السكون
أرقصُ
لأنني أريد أن أجد نفسي
مع شعاعٍ يُطلُ من بعيد
أتحركُ من خلالِ عالمٍ نساهُ الضوء
أراقصُ أحلاَمَكم وأعلمكم من جديد
أن الحياةَ بحثٌ عن مكانٍ يبدأ منه الأزل
أريد الرقص
لأن الوجودَ مكانٌ صغيرٌ لأحلامِنا
والحياةُ سرمدٌ نعيشُ فيه ذاتنا
سأدورُ…
تاركةً ورائي
الخطواتِ الحائرة
وأتحررُ من الخطايا
أرقصوا معي
أرقصوا معي
لأريكم مجراتٍ تنثرَ الحبَ من جديد
على تناغمِ رقصِنا معاً
كلام الصور
1- 2- 3- من عرض “زار”