العنف واجترار الألم 

ungry

سعاد سحنون

(أديبة- الجزائر)

لَطَالمَا كانتْ ردود أفعالنا محيرة وغير متوقعة ، ويستغرب من تصرفاتنا العدوانية الكثير ممن يحيطون بنا، ولا سيّما نلحظ هذا عند المساجين لأول مرة.

رغم شهادة الكثيرون بأنهم كانوا من خيرة الناس إلا أنهم  أجرموا، وضربوا، وقتلوا، واستخدموا سلاحا أبيض …الخ، مما يجعلنا نفكر ما السبب من أن  يتحول الإنسان فجأة إلى مجرم ؟؟؟

يَعْتصٍرنا الألم كما تعصر حبة الليمون، قد يظلمنا أحدهم في الطفولة أو مرحلة عمرية معينة ونسكت عن الظلم الذي وقع علينا، ومع مرور الوقت ننسى تلك الحادثة المؤلمة ونعتقد أن وقعها  قد زال… لكنها تفاجئنا بأنها لا تزال حية، وأنها تحولت إلى طاقة سلبية كما سماها الكاتب (ايكارت تول) في كتابه (أرض جديدة)  بكتلة الألم,

ولقد اتفق علماء النفس أن تلك المكبوتات الدفينة على أنها طاقة سامة، وأن ردة فعلنا الإجرامية لم تكن سوى صرخة كانت تعيش بداخلنا وانفجرت في لحظة ألم متشابه.

لذا توجب علينا فهم ذواتنا ولنرجع لمقولة سقراط الشهير (اعرف نفسك بنفسك) ولنتخلص من الأنا السلبية ونحولها إلى طاقة ايجابية

يمكن للإنسان الواعي أن يحول طاقة الألم إلى نجاح وإلى شيء ايجابي… وإن عجزنا عن ذلك وجب علينا متابعة أنفسنا من خطر القوى السلبية قبل انفجارها.

.eagle

 

اترك رد

%d