زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما كل عام وعلى خطى البطاركة الموارنة، دير سيدة قنوبين مقر البطاركة الأوائل في الوادي المقدس،
رافق البطريرك وزير الثقافة ريمون عريجي، السفيرة الأميركية أليزابيت ريتشارد، سفير لبنان في الأرجنتين أنطونيو العنداري، المطرانان بولس صياح وحنا علوان، امين سره المونسنيور ايلي خوري، والقيم البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا، وترأس الراعي قداس عيد إنتقال السيدة العذراء في كنيسة الدير الأثرية يعاونه المطرانان صياح وعلوان، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، المونسينيور فيكتور كيروز والأب باخوس طنوس وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس، بحضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة أفرام، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، منسق عام لقاء المؤسسات البطريركية أنطوان أزعور، رئيس مركز الانتشار اللبناني المحامي لوران عون، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات الام جوديت هارون وراهبات الدير، مختار وادي قنوبين طوني خطار، بولس كنعان، وحشد من المؤمنين من لبنان وبلدان الانتشار.
وقبل القداس تحدث الراعي عن معاني العيد وإنتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد شاكراً للراهبات الأنطونيات إهتمامهن بدير قنوبين، شارحاً معنى الرسوم الجدارية الموجودة في كنيسة الدير، التي يجري ترميمها على يد فريق ايطالي متخصص بمبادرة من رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث وبالتعاون مع الجمعية اللبنانية للعناية برسوم الكنائس القديمة التي أعدت الملف الفني والتمويل اللازم لاعمال الترميم.
وتابع: “الوادي المقدس” ينقسم الى ثلاثة أقسام: وادي مار أليشاع نسبة الى الدير القديم ثم وادي قنوبين ثم وادي قزحيا وصولا الى كعب الوادي الى دير حماطورة تجاه أرض الكورة. إنطلاقا من الأرز الى الأسفل كله إسمه الوادي المقدس الذي كان يحتضن الحبساء والرهبان والشعب المؤمن ورأيتم من الجهة الثانية البيوت وكنيستين ولا تزال موجودة فيهارعية وادي قنوبين الى اليوم.
قاعة البطاركة
وبعد القداس دشن الراعي والمطارنة قاعة البطاركة الذين سكنوا في دير قنوبين من العام 1440 الى العام 1845 قبل الإنتقال الى المقر الصيفي في الديمان والتي ساهم في إنشائها يوسف وبول كنعان والد وشقيق النائب إبراهيم كنعان، وبعد رش المياه المقدسة وقص الشريط التقليدي جال البطريرك الماروني والحضور في القاعة واطلعوا على أحد الكهوف الداخلية الذي كان مخبأ ، وأكد الراعي على “أن البطاركة وعبر مسيرة نضالهم وتمسكهم بهذه الأرض رغم كل الإضطهادات، علمونا أن نتجذر في هذه الأرض ونتطلع منها للعلاقة مع الله”. وقد أهلت القاعة بمبادرة من رئيسة الدير الاخت انجال المسن الانطونية وجمعت صور البطاركة من رابطة قنوبين للرسالة والتراث.
وقال: “دخلنا اليوم الى هذه القاعة، قاعة البطاركة الذين عاشوا في هذا الدير منذ العام 1440 الى حين إنتقالهم الى الديمان في العام 1845 والذين تركوا لنا هذا الإرث الكبير، ونشكر الراهبات الأنطونيات اللواتي تمكن بالتعاون مع رابطة قنوبين من جمع صور لعدد من البطاركة ال25. دخلنا القاعة بتأثر لأنها عابقة بأريج صلواتهم وزاد تأثرنا بعد مشاهدة المخبأ الذي كان يختبئ فيه البطاركة ليس خوفا بل من أجل الحفاظ على رأس الكنيسة وجسدها ويحافظ على الشعب من خلال المحافظة على نفسه، هكذا إنطلقت المقاومة الحقيقية مع الموارنة بدون سلاح ودون مدافع، قاوم البطاركة بالصلاة والتقشف والصوم وعلمونا التجذر بالأرض اللبنانية وعيونهم الى السماء، وعلينا نحن أن نتجذر بتعاليمنا وقيمنا وتاريخنا لنتمكن من الإنفتاح على القيم العظمى العليا، ونريد أن نشكر بنوع خاص الشيخ يوسف كنعان والد الشيخ بول كنعان والنائب إبراهيم كنعان الذين تكرموا بتقديم تكاليف الصالة، كما نشكر الرسامين والنحاتين والنجارين الذين عملوا ونشكر معكم البطاركة الذين تركوا لنا هذا الإرث الكبير وعلينا أن نكمل هذه الطريق التي عبدوها بالإيمان والتجذر في الأرض لننطلق بعدها كما إنطلقوا من الديمان الى كل لبنان، هذا دورنا وعلينا الحفاظ على لبنان، على جماله وجمال إنسانه وتاريخه وعلى جمال نظامه السياسي وثقافته وحضارته وعلينا أن نقاوم للحفاظ على هذه القيم”.
وكانت كلمات للرئيسة العامة الام جوديت هارون والاخت انجال المسن ولبول كنعان حيّت البطريرك الراعي على مواقفه الوطنية وعنايته بالوادي المقدس.
واستضافت رابطة قنوبين والراهبات الانطونيات الحضور الى غداء قنوبيني في باحة الدير.