البروفسور الأب يوسف مونس
في قرية صغيرة قرب مدينة روان اطل الاسلام هل هذا هو الاسلام. كلا هل هؤلاء هم المسلمون؟ كلا هل وحوش الارض هم كذلك؟ كلا هل هؤلاء القتلة هم وحوش؟ نعم هل هؤلاء هم بشر؟ كلا.
(ذبح على مذبح الكنيسة)
نضيع امام هول الجريمة ووحشية الحادثة التي جرت على مذبح الرب في قلب الكنيسة الهادئة المتواضعة المصلية مع قداس الصباح مع الاب الورع جاك همل الصوفي القامة والوجه النسكي القسمات واللحظات هكذا مددوه كخروف وكشاة سيق الى الذبح. يا لهول العقلية الاسلامية المريضة المليئة بالكره والبغض والغلط والاحقاد. يا لعار المسلمين الذين لحقت بهم هذه الجريمة الوحشية وهم منها براء واسلامهم قد اوصاهم بالرحمة والمحبة والمسالمة خاصة الرهبان والكهنة والقسيسين (قرآن كريم(.
( الهبل الدينيّ )
داعش المدعي الاسلام الحق الاصولي المجنون المصاب بالهبل الديني والهستيريا الجنسية النكاحية لحوريات في جنة غير موجودة الا في توهمات وعقد المكبوتين جنسياً والذين يضربهم «شبق» «فحولي» حيواني مريض لاسلام مثالي نبع جميع اوهام عقول بعض المسلمين المرضى (كتاب فتحي بن سلمى).
( الدولة «اللاسلامية”)
هكذا وبعد 15 يوما على وحشية مدينة نيس Nice المروعة، مذبحة جديدة تصدم فرنسا بعد ذبح كاهن في كنيسة Saint ETIENNE de Rouvray الاب جاك هامل Pere Jacques HAMEL والهجوم البربري على دار عبادة مسيحية كاثوليكية بعد سواها من الهجومات القذرة المؤززة على مراكز عبادة شيعية او سنية او غير مسيحية. انه هذا العمل الوحشي للدولة «اللاسلامية» داعش يحمل دلالات رمزية.
(ثقافة الموت)
ضعف العقل العربي والاسلامي المعاصر وهذه الصدمة من الرفض والاحتقار للاعمال والجرائم والمذابح القائمة باسم الاسلام يضيف الى تفلت الهمجيات والتوحش الغرائزي الجنسي لاجيال مكبوتة تعيش الحرمان والعقد وعدم ثقافة المحبة والاحترام والاختلاط الراقي للجنسين. انها ثقافة الموت وليس ثقافة الحياة والفرح والمحبة والصحة العقلية.
( البربرية في الكنيسة)
من هنا تنبع ادانة هذا العمل الوحشي البربري وجرح قداسة البابا فرنسيس في رسالته للتعزية القائلة انها تجربة جديدة لفرنسا وقد آلمه وهزته هذه الجريمة البشعة وهو يشارك العائلات آلامهم وقد اتت تعزيته في رسالة وجهها الى المطران دومنيك لوبران Mgr Dominique Lebrun رئيس اساقفة روان Rouen واكد البابا انه قريب روحياً منهم ومن آلام العائلة واوجاع الرعية وابرشية Rouen لقد تأثر البابا جداً من هذا العمل العنيف الذي وقع في قلب الكنيسة وفي القداس.
(كاهن عمره 86 سنة)
كاهن غيور ورع عمره 86 سنة وفي الرعية وقت صلاتها الليتورجية والطقسية حيث تطلب من الله سلامه من اجل العالم وقد اصدر بيانا المطران Mgr Pascal Wintzer رئيس اساقفة Poitiers الذي كان قد ولد في Rouen وخدم فيها ككاهن بعد ان صدم من ذبح الاب Jacques Hamel وان يربح اذ خسرت فرنسا قيمها ودخلت منطق الكره والعنف، وقد صلى قداسة البابا في ايام الشبيبة العالمية في بولونيا في مدينة شستوكوفا Chestocowa لاجل الكاهن الشهيد.
( المكان مقدس والوقت مقدس
الكنيسة قدمت ارضاً لبناء مسجد)
وقد اعلن الفاتيكان عن هذا العمل انه عمل «بربري» وادان بشدة هذا «العنف المروع» الذي جرى في مكان مقدس ووقت مقدس وقد اشاد L’observatore Romano وفظاعة العمل الوحشي ان الكنيسة التي ذبح فيها الكاهن الورع الغيور كانت قدمت ارضاً لبناء مسجد سنة 2000.
(امام البلدة المسلم يبكي
صديقه الكاهن الكاثوليكي )
كانت الرعية الجريح قدمت مع كاهنها ارضاً للمسلمين وقد قال امام البلدة ان الجريمة ضد صديقه الكاهن الغيور قد روعته وقد توافد سكان مدينة روان لوضع الورود امام الكنيسة المفجوعة حيث احتجزت الرهائن حين قتل الكاهن الحاضر دوماً لمساعدة الآخرين وهو رجل خدوم وطيب محب وحكيم. انه رجل سلام وهو شمس من الرقة والمحبة واللطف والوداعة.
( أتوا كاللصوص ليلاً)
وقد أتى المجرمون من الباب الخلفي للكنيسة كما يقول الانجيل كاللصوص ليلاً والكاهن الورع مع بعض الراهبات والمؤمنين يقومون بأقدس ما في العمل الكنسي الطقسي الا وهو القداس الذبيحة الالهية التي تم فيها ذبح الاب الكاهن فأصبح ذبيحاً مع يسوع الذبيح الازلي.
( الرئيس هولاند: فرنسا وقفة واحدة )
كما هب الرئيس فرنسوا هولاند آتياً الى مكان الفاجعة مع وزير الداخلية، معزياً الكنيسة الكاثوليكية وفرنسا والرعية والعائلة داعياً الى الوحدة والوقوف صفاً ودرعاً واحداً في وجه الارهاب والكره والعنف.
( اما في لبنان)
وفي لبنان توالت الصلوات وردود الفعل ومنها للكنيسة المارونية وللامير حارث شهاب، ولوليد جنبلاط الذي قال ان النفسية العربية والاسلامية مريضة والرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي وسيدة الجبل شجبوا بقوة هذا العمل الوحشي ضد الكاهن والكنيسة والذي يزيد صورة الاسلام بشاعة وتشويها.
(صلاتنا)
في النهاية صلاتنا لاجل الكاهن الشهيد ولعائلته ولرعيته ولابرشيته ولفرنسا جمعاً وللكنيسة الحاملة شهادة المحبة وقد صلت جميع كنائس لبنان للكنيسة ولشعب فرنسا والمانيا وبلجيكا واليابان والعراق وسوريا وفلسطين ومصر ليحل السلام في ربوعها والمحبة ولكي يحمي الله اهلها وشعوبها من العنف والموت فلا يقتل ابرياء وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين جدداً وجريمة قتل الآباء البيض الدومنيكان الفرنسيين لم تزل حاضرة امام اعيننا وتبقى المحبة في قلوبنا وصلاتنا.
ولهؤلاء المجانين القادمين من الصحاري والرمال نقول لهم كما قال داني حداد في مقاله: «عودوا من حيث اتيتم عودوا الى دياركم او نسمع كلمات الكاتب الكويتي احمد الصراف ايها المسيحيون ارحلوا عن اوطاننا فانتم افضل منا ولا نستحقكم واتركونا مع الابل والجمال.
والذاكرة والقلب والتاريخ لا ينسى ذبح رهبان دير عشاش ورهبان دير جنين، الموارنة والاباء اليسوعيين في بيروت والبقاع والراهبات اليسوعيات والاباء المريميين، والاب شارل دو فوكو في صحراء تافراست وبعض الكهنة في لبنان ومصر والعراق وسوريا وفلسطين والجزائر والمغرب وتونس وغيرهم الكثيرين.
والمطرانان اللذان ما يزالان مخطوفين اليازجي وابراهيم، لقد نسيهما العالم الاسلامي كيف سيخرج الاسلام من ثقل وحشيته وكرهه امام التاريخ والله. اللهم احمنا واحم العالم الاسلامي من المسلمين الذين يدعون الاسلام وهم يجهلون حقائقه وتاريخه.