حسنا جعيتاني سعادة
(الوكالة الوطنية للإعلام)
“ستعود كنيسة مار جرجس في اهدن اجمل مما كانت عليه”، هذا ما يؤكده القيمون على وقف رعية زغرتا اهدن ردا على الاسئلة التي تبدي خشيتها من ان تؤدي اعمال الترميم الى تشويه في الكنيسة الاثرية التي أمعنت يد الطبيعة في ازدياد تشققاتها سنة بعد اخرى وصولا الى الخوف من انهيارها.
وكانت بدأت اعمال ترميم الكنيسة منذ ايام بعد ان تم نقل جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم الى كنيسة مار ماما الجاورة، كما تم اخراج محتوياتها وفك المذابح وترقيم الرخام بعد عملية التصوير والرسم ولإعادتهم في ما بعد، اضافة الى نقل مجسمات القديسين وفك الثريات والايقونات والمقاعد والأثاث وكل ما في داخل الكنيسة ونقلهم إلى مكان آخر حفاظًا عليهم من الضرر، كما تم فك قبة الكنيسة بعد رسمها وتصويرها، فيما بدأت اعمال الحفر الى جانب الاعمدة الاساسية في الكنيسة والتي سيقام الى جانبها اعمدة جديدة مع جسور من الباطون لتدعيمها وبالتالي تدعيم الكنيسة بشكل عام منعا للتشقق الذي طاول جدرانها الخارجية.
يشار الى ان تدعيم الكنيسة يتم باشراف وزارة الثقافة مديرية الاثار وبتمويل من الهيئة العليا للاغاثة، فيما التنفيذ باستلام شركة انطوان مخلوف بعد دراسة هندسية اشرفت عليها شركة خطيب وعلمي، فيما سيتم المحافظة على الجدران التي تحوي رسومات للفنان الايطالي دانتي مارو والتي تشكل آية فنية من حيث الجمال والاتقان على ان ينتهي العمل في الترميم بعد ثمانية اشهر تقريبا.
وتتألف كنيسة مار جرجس من ثمانية عشر مصلبا قائمة على عشرة أعمدة ضخمة طولها ستة وثلاثون مترا وعرضها تسعة عشر مترا وعلوها أحد عشر مترا، فيما يدخل النور إلى الكنيسة من نافذتين وخمسة عشر منورا، والمناور في أعلى الحيطان مفتوحة داخلا وخارجا لتعكس نورا قويا إلى الكنيسة، وفيها ستة مذابح بالإضافة إلى المذبح الكبير الذي هو على إسم الشهيد مار جرجس العظيم، والذي هو عبارة عن تماثيل نافرة من الرخام الأبيض.
يذكر ان المؤرخين أجمعوا على ان عهد بناء الكنيسة يرتقي إلى أوائل ظهور النصرانية في جبال الشمال وهي من أقدم كنائس لبنان وأشهرها وأفخمها وتتميز بقبتها المرتفعة ستة عشر مترا عن سطح الكنيسة.
وقد لاقى مشروع تدعيم الكنيسة ترحيبا من اهالي البلدة الذين لطالما طالبوا بايجاد حل للتشققات خوفا على هذا الارث الاثري الديني من الانهيار.