افتتح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان القرية الرمضانية، بدعوة من جمعية “بيروتيات”، وبالتعاون مع مؤسسة “مخزومي” على أرض دار الفتوى في فردان، بحضور النائب عمار حوري ممثلا الرئيس سعد الحريري، محافظ بيروت زياد شبيب، الشيخ سامي عبد الخالق ممثلا شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل للمطران دانيال كورية، مروان زنهور ممثلا الامين العام ل”تيار المستقبل” أحمد الحريري، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وعدد من السفراء العرب، أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، وأعضاء من مجلس بلدية بيروت، ومخاتير، وشخصيات سياسة، وفاعليات.
الأسطة
بداية الحفل، القت رئيسة جمعية “بيروتيات”، عضو مجلس بلدية بيروت هدى الأسطة قصقص، كلمة ترحيبية قالت فيها: “نفتتح صرحا للتضامن والتكافل بين اللبنانيين جميعا من أجل التخفيف عن كاهل الكثيرين في المجتمع، وتعميق القيم الرمضانية في استعادة حميمة للعادات الجميلة التي تعود بنا بالذاكرة لليالي رمضان القديمة المحفورة في وجدان أهل بيروت وعائلاتها”.
مخزومي
وتحدث رئيس منتدى “الحوار الاسلامي”، رئيس حزب “الحوار الوطني” المؤسس والرئيس الفخري لمؤسسة “مخزومي” فؤاد مخزومي، فقال: “إن هذه القرية التي تستقطب عشرات الآلاف من المسلمين يتشاركون الإفطارات والأمسيات الدينية والتراثية، كرست معان سامية للتواصل والتكافل والعطاء الاجتماعي والتآخي والتعاون، وأحيت قيما نعتز بها، خصوصا في بيروت الحبيبة”.
وأضاف: “نحن في مؤسسة مخزومي وفي حزب الحوار ومنتدى الحوار الإسلامي وفي مختلف مؤسساتنا، إذ نقدر الجمع والوحدة عملنا دوما من أجل وحدة الصف اللبناني عموما وداخل الطائفة السنية الكريمة خصوصا، وتشهد علينا الجهود التي بذلناها لتخفيف الاحتقانات وتوحيد الوجهات حتى تبقى دار الفتوى البيت الجامع”.
وتابع: “لنا ملء الثقة برعاية سماحتكم لوحدة الصف والكلمة، ولا أبوح سرا أن الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة شكلت أيضا مدخلا للوفاق في ما بين القوى السياسية البيروتية، والذي تجلى بمشاركتنا نزولا عند رغبة أهل بيروت في اللائحة التوافقية عبر هدى الأسطة قصقص. فنحن دعاة وفاق، وهذا الوفاق القائم على المصارحة والمصالحة اللذين نحتاجهما اليوم أكثر من أي وقت مضى لإصلاح أمور بلدنا، وتحسين أوضاع الناس. ان أهل بيروت يحتاجون إلى إعادة بناء جسور الثقة مع المسؤولين السياسيين أولا، والمتصدين للعمل البلدي ثانيا، وبكل من يعمل في مؤسسات الدولة عموما”.
وأردف: “هناك هوة واسعة بين المواطن والمسؤول، لا يمكن أن تردم إلا بإعادة النظر في أسلوب التعاطي مع قضايا الناس وهمومهم بشفافية ووضوح بعيدا من المصالح الشخصية”.
دريان
بدوره، القى دريان كلمة، جاء فيها: “يأتي هذا اللقاء في تباشير قدوم شهر رمضان المبارك، واليوم نفتتح القرية الرمضانية، بل انها مدينة رمضانية، ونتمنى ان تسمى في السنة المقبلة باسم “المدينة الرمضانية”. فشهر رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل هو شهر كل الشعائر الدينية، وهو شهر الألفة الاجتماعية، وشهر التلاقي بين الناس، كل الناس، رمضان هذا العام يأتي علينا وازماتنا في هذا الوطن الى مزيد من التعقيد، هذا الوطن الذي يئن تحت وطأة الازمات، منذ اكثر من سنتين ونحن نطالب برئيس لجمهوريتنا، هذا الفراغ القاتل لمؤسسات الدولة وللبنان متى سننتهي منه؟، ومتى سيعي المسؤولون في بلدنا ان هذا الفراغ خطر على الدولة والوجود، وخطر على الكيان.
كنا نتمنى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانتخابات البلدية والاختيارية، لكنه تم التوافق على ان نبدأ بالانتخابات البلدية، فلا وطن بدون رئيس، ولا لبنان وجودا واستقرارا وامنا الا بوجود هذا الرئيس، اما وقد انتهت الانتخابات البلدية نقول للفائزين جميعا ألف مبروك على هذا النجاح، وفي الوقت عينه نقول لهم لقد انتهى التنافس السياسي والانمائي والعائلي والحزبي، فتعالوا جميعا الى العمل الإنمائي لتنمية مدننا وبلداتنا وقرانا، هذا هو المطلوب من المجالس البلدية في كل لبنان. أمامنا الكثير من المسؤوليات والعمل الإنمائي في لبنان في ظل غياب مؤسسات الدولة، على البلديات واجب المسؤولية للعمل لمصلحة المناطق ومصلحة المواطنين.
امامنا تحديات كثيرة، ومن ضمن هذه التحديات، الفقر والعوز ورعاية الايتام والارامل والمحتاجين، وعلينا رعايتهم اجتماعيا وصحيا، ورعايتهم من ناحية المعيشة، انها تحديات وعناوين كبيرة لا يتصدى لها الا اهل الخير، ولا يتصدى لها الا المؤسسات الموثوقة، والرجال الكبار، ومن ضمن هؤلاء الرجال فؤاد مخزومي. لدينا شهر من الزمان، شهر رمضان المبارك للعمل الاجتماعي، مع اننا نمر في ضائقة اقتصادية كبيرة، لكن هذه الامة فيها الخيرية”، لافتا إلى ان “الخيرية فيها الى يوم القيامة، فيا اهل الخير تعالوا نعمل سويا للنهوض بمؤسساتنا الاجتماعية، وبحالاتنا الاجتماعية التي تحتاج منكم الى وقفة امل، ووقفة تفاؤل وخير، ووقفة بر وبركة، في هذا الشهر الكريم.
أدياننا في هذا الشرق في خطر، ديننا الإسلامي اصبح مهددا من الداخل قبل الخارج، واوطاننا ودولنا في هذا الشرق أضحت مهددة، وما نشهده اليوم في محيطنا الملتهب يستدعي منا جميعا العودة الى ثوابتنا الدينية، ثوابتنا الإسلامية، ثوابتنا العروبية”، متسائلا: “بأي منطق العربي يقتل العربي؟، وبأي منطق العربي يذبح العربي؟، وبأي منطق يهجر اهل البلاد من بلادهم؟، ليس فقط التهجير واقع على فئة او طائفة دينية معينة، بل يطال كل الطوائف من قبل مجموعات اقصائية لا تعترف بالآخر، ولا تعترف بالحوار والتلاقي معه، فواجبنا ان ندافع عن اوطاننا وادياننا، وواجبنا ان نحافظ على وجودنا في البلاد المتنوعة.
اغتنم وجود سفير جمهورية مصر العربية لأثني على دور الازهر الشريف في محاربة الإرهاب والتطرف، ونحن نتابع خطوة خطوة ما يقوم به فضيلة الامام الأكبر شيخ الازهر احمد الطيب من اجل الدفاع عن اسلامنا وعن ديننا تجاه ما يتعرض له هذا الدين من هجمات شرسة من قبل اعدائه، ومن قبل من يدعون زورا انهم ينتمون الى هذا الدين”.