تشديد على دور النساء في حالات النزاع وما بعد النزاع في الدول العربية
القاهرة، مصر (23 مايو/ أيار 2016)
أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، اليوم عن إطلاق سلسلة من ستة أفلام وثائقية بعنوان “نحن هنا” تشدّد على عمل النساء في المجال السياسي والإجتماعي وفي بناء السلام وحلّ النزاعات في الدول التي تشهد نزاعات في منطة الدول العربية.
مع انتشار النزاعات والأزمات الإنسانية في المنطقة، غالبًا ما تجد المرأة تفسها في خضمّ الصراع إنما بعيدًا عن دوائر صنع القرار. تُظهر الأفلام الوثائقية الستة ناشطات من خمسة بلدان تحتدم فيها النزاعات في منطقة الدول العربية، ألا وهي: العراق واليمن وفلسطين وسوريا وليبيا. وتواجه المرأة خلال الحروب التحديات الأمنية وتصبح أكثر ضعفًا خلال التهجير. ويؤدي انعدام المساواة بين الجنسين إلى زيادة معاناتها، وبالتالي إلى ازدياد فرص حرمانها من التعليم، وتدهور خدمات الصحة الإنجابية وارتفاع تهديد العنف الجنسي.
على المستوى المجتمعي، يؤثر دور المرأة على الثقافة العامة، إذ أنّها مقدمة الرعاية الرئيسية. ويتمّ تجاهل هذا التأثير عند بذل الجهود لمكافحة التطرف أو الدفع باتجاه المصالحة. وأظهرت الدراسات أنّه عند غياب النساء في العمليات السياسية ومحادثات السلام، تصل نسبة فشل اتفاقات السلام إلى نحو 25 إلى 50 في المئة. ولكنْ، تركّز نسبة 2% فقط من المساعدات الدولية المقدّمة للدول الهشّة على تحقيق المساواة بين الجنسين كهدف رئيسيّ.
يقول محمد الناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في منطقة الدول العربية: “تشكل المرأة الهدف الأوّل للمتطرّفين العنيفين الذين يسعون إلى تغيير المجتمعات. لهذا السبب، علينا أن نعتبر المرأة هدفنا الأوّل أيضًا، ليس فقط من ناحية استفادتها من المساعدة الإنسانية، إنما أيضًا من جهة مشاركتها في صنع القرار وقدرتها على مواجهة التطرّف، لضمان الشمولية والتسامح في المجتمعات المحلية بعد انتهاء الصراع”.
تشكل الأفلام الوثائقية بعنوان “نحن هنا” جزءًا من برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة الممتدّ على أربع سنوات تحت اسم “المواطنة، والقيادة والمشاركة: مسارات جديدة للمرأة العربية”. نجح البرنامج في جمع النساء من بلدان مختلفة من منطقة الدول العربية للمشاركة في ورش العمل والتدريبات لتعزيز قدراتهنّ على المشاركة في العمل المدني، والمفاوضات السياسية، والإنتخابات والإجراءات البرلمانية، إضافة إلى مبادرات بناء السلام. حظي البرنامج بالدعم السخيّ من وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية، وأوشك على الإنتهاء. تهدف هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى تشجيع المزيد من الناشطات في المنطقة على مشاركة قصصهنّ مع العالم وتوثيق دورهنّ في بناء أوطانهنّ.
تعكس سلسلة الأفلام الوثائقية “نحن هنا” قصص 17 ناشطة سياسية من العراق وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن. تمثّل النساء في الأفلام الوثائقية البرلمانيات والسياسيات والناشطات والموظفات الحكوميات العاملات لتعزيز دور النساء في مبادرات بناء السلام وبناء الدولة، مع مقاومة جميع أشكال التمييز.
تقول مجدولين الحسن، وهي ناشطة سورية ظهرت في واحد من الأفلام، وعضوة في مبادرة نساء سوريات من أجل السلام والديمقراطية_وهي شبكة متنوّعة تحظى بدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة وتجمع ناشطات سوريات في مجال السلام ونساء فاعلات في المجتمع المدني_: “تشكل المرأة الحرّة أساسًا للديمقراطية، لأنّ المرأة أساس الحياة والحريّة. ولا يمكن تحقيق السلام بدون النساء. فهنّ أكثر من يحتاج إلى التوصّل إلى حلول سلميّة، لأنهنّ أكبر الرابحات في السلم، وأكبر الخاسرات في الحرب”.