د. مروان اسكندر
(كاتب وخبير اقتصادي)
كميل منسى شخصية صورية (نسبة الى صور) يشع منها ذكاء ملحوظ وتغلفها اطواق من الخبرة جعلت منه خبير اعلامي مميز، سواء شخصيًا على شاشة تلفزيون لبنان قبل ان يكون هنالك تلفزيونات اخرى، كما كان لخبرته امتداد لتدريب طواقم في الـLBC، وفي الـ MTVيكتفي بالتدريب بل هو اشرف على برامج الاخبار.
هو خريج الجامعة اليسوعية، حامل اجازة الحقوق التي لم يمارسها، فقد اختار الاعلام مسرحًا لنشاطه منذ البداية، فكان مدير الاخبار والبرامج السياسية في تلفزيون لبنان من عام 1960 وحتى عام 1971، ومن عام 1960 وحتى 1964 كان مراسل الراديو والتلفزيون الفرنسي في الشرق الاوسط من 1960 وحتى 1964.
اختار الانضمام الى مجموعة الشباب الذين التحقوا بمنهج الرئيس فؤاد شهاب ومن بعد وريثه بالصنعة ان لم يكن الجوهر الرئيس شارل حلو، فتولى مركز مدير برامج اذاعة لبنان.
وتعددت خبراته في السنوات اللاحقة فراسل اذاعة مونتي كارلو، وتولى ادارة شركة ميديا برس التي كانت مسؤولة عن اعلانات النهار والاوريان لوجور في سنوات 1971-1973 (النهار).
وترأس المنظمة الدولية للاعلان فرع بيروت ما بين 1980-1983، ودرس لسنوات في كليتي الاعلام وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية 70-76 وكان رئيس مجلس ادارة ومدير عام دار الاوريان لوجور للنشر على مدى 22 عامًا منذ عام 1981، كما كان المدير الاداري لجريدة الاوريان لوجور ما بين 1973 و2003.
رغم ادواره المتعددة استطاع مراسلة تلفزيون الـABC المحطة الاميركية المعروفة.
المناصب ذات الطابع المهني التنظيمي كان منها مجلس نقابة الصحافة اللبنانية 2003-2015 امانة سر الجمعية الخيرية لطائفة الروم الكاثوليك وعضو اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي وامين سر مجلس ادارة مهرجانات ذوق مكايل الدولية، وكان امين عام المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك.
هو اليوم رئيس مجلس ادارة Front Page Communicationوهنالك الكثير من المناصب والمسؤوليات الاخرى التي تولاها وقد شملت رئاسة تجمع رجال الاعمال اللبنانيين لمدة 4 سنوات من 2007-2011.
لكم الحق ان تسألوا، كيف لرجل واحد ان يتولى جميع هذه المهمات، وان يتفرغ لإنجاز كتاب موسع عن عهد الرئيس الهراوي.
بالتأكيد يبدو ان هنالك مبالغة في تعداد المسؤوليات والادوار. وهنا لا بد ان اشير ان كميل منسى وعائلته من الاصدقاء المقربين مني ومن زوجتي، واننا لم نشعر يومًا بانه مثقل بالاعباء او هو متبرم من تعددها.
كميل حظي، ربما بسبب خلفيته العائلية، بنفسية يمكن وصفها بطول البال، ومواجهة التحديات من اي نوع يتوافق مع تطلعاته. وهو حظي من جميع من تعاملوا معه بالمحبة والاحترام في آن وهذه نتيجة تعبر عن جوهر الانسان افضل تعبير.
لقد شرفني بان دعاني للاشتراك في التعريف عنه وهو بالواقع لا يحتاج الى تعريف، بل هو يستحق الشكر لتميزه كلبناني مخلص، وكاعلامي مميز ان في حقل الصحافة او التلفزيون، وكصديق لا يمل.
*****
(*) ألقيت خلال تكريم كميل منسى في المهرجان اللبناني للكتاب- الحركة الثقافية أنطلياس في 18 مارس 2016.