زغرتا تحيي ذكرى وفاة يوسف بك كرم

المطران عبد الساتر: لن يفنى شعب ولد على مثاله ولن تيبس أرض تدوسها أقدام الأبرار

abdel sater

احتفل النائب البطريركي على نيابة إهدن – زغرتا المطران بولس عبد الساتر، بقداس أقيم بمناسبة الذكرى 127 لوفاة بطل لبنان يوسف بك كرم، وبدعوة من مؤسسته، في كنيسة مار مارون في العقبة – زغرتا، وعاونه الآباء بول الدويهي، قزحيا كرم ويوسف بركات،

وألقى عبد الساتر عظة قال فيها: “اقتربت من ضريح يوسف بك كرم للمرة الأولى في العشرين من أيلول من السنة المنصرمة، يوم توليتي على نيابة إهدن – زغرتا. تأملت في جثمانه المسجى في كنيسة مار جرجس فعرفت في الحال أنني امام رجل مبدع في الحب والطهر والتجرد وبذل الذات، رجل نضر وجه بلادي وكنيستي. ورحت أجول طرفي فيه، فكنت كمن يقرأ في كتاب تاريخ مذهب حقبة مجيدة من ماضي بلادي، ارض القداسة والأبرار، حقبة حافلة بالتضحيات والشهادة والاستشهاد، بالبطولة والمجد. أمام جثمانه، وبعد مرور 127 سنة على وفاته، أحسست أنني اقف أمام رجل حي، فاعل في القلوب بشهادته، منتصر على الموت باستشهاده”.

أضاف: “نجتمع في هذا الصباح لنتأمل في حياة هذا الإنسان، الذي اختار أن يشهد لعظمة الآب الخالق، فلم يشوه صورة الله فيه بكراهية او بنميمة، بمطمع او بحسد، بدنس او بعيب. اراد ان يشهد لحب الله الابن فكان الزعيم القريب من الصغير، السيد الذي يخدم ولا يخدم. كان القوي الرؤوف بالضعيف والقدير الغافر لمن يخطيء اليه. كان الغني المعين للمحتاج، والعادل الحاملهم كل مظلوم في إهدن وخارجها. لم يرض إلا ان يشهد لله الروح، روح الحق والصدق والحياة. لم يجزع يوما من ان يفعل الحق ويقول الحقيقة في وجه الذين أرعبوا العالم ببطشهم وملكوه بمالهم. لم يرض الا ان يهرع الى نصرة وحماية حياة المهددين بالموت، وتوقف عن سيره نحو ساحة القتال وسلم سيفه ذودا عن حياة من لم يكونوا ايضا من المقربين. وفضل هوان المنفى على عز البطولة والانتصارات حماية لمن أحب، مع انهم لم يكونوا من المقربين”.

ودعا إلى “التأمل في حياة كرم الذي استشهد لأجل أحبائه، لأن الاستشهاد ليس بسكب الدم بل هو اولا ببذل الذات، وبالتنازل حتى الامحاء من دون سلطة وجاه وزعامة حبا بالآخر، وبقبول الموت مصلوبا على خشبة المنفى. كان كرم بطلا لأنه وثق بربه وسلم امره له في خضم تجربة الصمت والغياب والتخلي، لأنه بقي يحب كنيسته وابنا مطيعا لها، يدافع عنها ويستر اخطاء مدبريها الذين قسوا عليه. كان بطلا لأنه استغنى عن قوة سلاحه الذي يحمله، ليتسلح بقوة المسيح. كان شاهدا لله المحبة، وشهيدا للحب وبطلا في عيش الحب”.

وختم شاكرا “المؤسسة بشخص رئيستها، وكل من يساهم في إبقاء يوسف بك كرم حيا في ذاكرتنا وذاكرة بلدنا”، وقال: “لن يفنى شعب ولد على مثال يوسف بك كرم، ولن تيبس أرض تدوسها أقدام الأبرار”.

ووزعت المؤسسة على المشاركين كتيب صلاة كتبها يوسف بك كرم وتليت بعد انتهاء الذبيحة، كما وزع كتاب “لبنان ويوسف بك كرم” للخوري اسطفان البشعلاني.

اترك رد