الحنان القاني
مقلتاي عرين الدهشة
وفي ابتسامتي عِصْمَةُ الصَّولجان
أنا الكمان المعلَّق
بين خلجة الروح
ونبضة الوتر.
بين يديك ارفعني
بقوَّة الرهان الأخير،
بحنانك القاني خضِّب
مروج الطفولة الخصبة،
أَتْرِعْ جرار البرهة
بخمرةٍ دَفْقُها الأزل.
إلى الأسطورة
أَحِلْ حدود ثغري،
إخترع لمحيّاي
أفقًا ناصعًا كالقيمة.
إحملني في صدرك
كلذَّة السرِّ
بروضته تلوذ
كلَّما ضاق بك الحنان،
وارِني بين عظامك
لُغزًّا متوهِّجًا بالخرافة
ربيعًا يتسلَّق شرايينك.
إلى سكينتك خُذْني
عند كلِّ فجرٍ
أُرشُفْ من ذكراي مَطَرَها
واسِ بدفئها صقيع الروح.
أصْعِدني إلى ذروة انتظارك
إهزمْ بأشعة هُدبي
أباطرة القسوة،
إغسِلْ بعذوبة قلبي
كونًا مرجومًا بالضباب.
هناك هناك انتظرْني
في مساءاتِ الزمن الآخر
حيث تُصاغ الأعمار الجديدة.
إِنتظرني هناك هناك
على ضفاف المطلق،
هناك احتوِني جميعي
أُهزُجْ معي ظَفَرًا
بلقاءٍ محصَّنٍ بالأزل
بالحريَّة المعجونة باليقين.
***
ارتقاء
أراني أتقن
مناجاة الأموات
أحترف استماعاً اليهم
ها أنا أخترق
حواجز الموت
ألقاهم،
ألامس خيباتهم،
أراقص فرحهم الأبيض،
أسائل دموعهم،
يردّون:
نحن الأموات،
لا نموت
نتوارى خلف السكوت،
لا نرحل.
نرى،
نسمع،
نحسّ،
نكابد الجرح.
نموت اذ يطوينا نسيان
نبكي غياب الأحياء عنّا،
لكنّا لا نخون جدار الصمت
فيه وحده سموّ الموت.
***
اعتصام
أعتصمُ بصمت الهيكل
اذا ما زأر حزني
وبحيرة خطوتي
اختنقتِ الدروب.
*
أعتصمُ بابتسامةِ طفل
كلّما أقحمني الكبارُ
في عبوس نضجهم
وفي بؤس فلسفاتهم
زجّوني.
*
أعتصمُ بأيقونة عتيقة
حين يكفر النهار بفجره
والليل يطرد قدّيسيه.
*
أعتصمُ بشدو عصفور
اذا ما حملتني الريح
الى جنون الغضب.
*
أعتصمُ بدعاء أمّ
كلّما رمتني الحرب
في أتّون القسوة.
*
أعتصمُ برفيف جناح صغير
اذا ما ترامت سجون
أمامي وأسوارُ.
*
أعتصمُ بنبض عروقي
حين الوجوه تمضي
الى مرآة العدم.
محطات مضيئة…
حنان شاعرة وصحافية وناقدة أدبية ومترجمة لها سبعة كتب. أربع مجموعات شعرية بالعربية: “حريتي في فمي أحمل” (2010 ، دار درغام،بيروت)؛ “لؤلؤ الروح على صهوة القيمة” (، دار الابداع، بيروت،2005)، “كما حبّة الحنطة” (1998 ، “كلودج”، بيروت) و”صدى الحنين” (1992 ، دار الشروق، بيروت). الخامس “حوار الثقافات وعشق اللغة” هو كتاب حواري أدبي صادر عن دار النهار بيروت العام 2001.
وصدر لها حديثا كتاب بالانكليزية بعنوان “من يشتري لي اليقين؟” ويضم مختارات من شعرها.
بعض شعرها مترجم الى اكثر من عشر لغات ومنها الألمانية، الانكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الهولندية، الاسبانية، الرومانية، التركية، الهندية، البوسنية والمقدونية، ومنشور في انطولوجيات عالمية عديدة. أحيت أمسيات شعرية فردية في كلّ من فيينا ( 2009 و2010 و2011 و2015) وميونيخ (2006) وباريس العام 2000 وقدّمتها الشاعرة اللبنانية الفرنكوفونية فينوس الخوري غاتا، فضلاً عن مشاركات شعرية عالمية في كولومبيا ونيكاراغوا وايطاليا وألمانيا والنمسا ورومانيا وهولندا والهند وتركيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا واستونيا وبولونيا.
لها في الترجمة: ” رواية بيروت” ألكسندر نجار و” مكر الكلمات” ياسمينا خضرا.
حائزة ديبلوم دراسات عليا في الصحافة والاعلام من الجامعة اللبنانية وجامعة باريس الثانية، العام 1997.
جوائز:
جائزة التفوق عن فئة الشعر الاجنبي في مهرجان بويزيس العالمي، ساتو ماريه، رومانيا عام 2011.
جائزة التفوق في الشعر في مهرجان تودور ارغيزي الدولي للشعر في تارغو جيو، رومانيا عام 2014.
-جائزة وزارة الثقافة اللبنانية العام 2000.
-الجائزة العالمية للتفوّق في الصحافة العام 2001 من الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة.
قبعات الاعلام الثلاث: تلفزيون واذاعة وصحافة مكتوبة
_معدّة ومقدّمة برامج ثقافية للتلفزيون والاذاعة (قناة المرأة العربية والتلفزيون الجديد وتيلي لوميير والاذاعة اللبنانية) ومن الوجوه الأدبية المرموقة التي حاورتها للتلفزيون: شوقي أبي شقرا وفؤاد رفقا واملي نصرالله وريمون جبارة.
_ منذ 1995 حتى 2005 كاتبة ومترجمة ومحررة في الصفحة الثقافية في جريدة النهار اللبنانية حيث وسِمَ اسمها بسلسلة طويلة من الحوارات الأدبية الضخمة بدأتها العام 1999 مع شخصيات أجنبية فرنكوفونية ذوات انتشار عالمي من أمثال ميشال دوغي ورينيه دو اوبالديا وأندريه شديد وأندريه ماكين وإريك ايمانوييل شميت وفينوس الخوري غاتا والطاهر بن جلون و وجان لاكوتور وبرونو اتيان وأوليفييه روا….
ونشر الجزء الاول منها العام 2001 في كتاب “حوار الثقافات وعشق اللغة” الصادر عن دار النهار قبيل القمة الفرنكوفونية في بيروت، والمقدمة بقلم وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة: كتاب حوار الثقافات وعشق اللغة لصحافية موهوبة تواصل باستمرار مدّ جسور بين لبنان والفرنكوفونية…ويجسّد الشهادة الفضلى على التداخل بين الثقافة اللبنانية والثقافة الفرنكوفونية… بعد قراءة هذه الحوارات التي قادتها حنان عاد بمهارة يشعر القارىء بامتلاء مرة لانه تلقى كثيراً عن الكاتب موضوع الحوار ومرة لانه تعلم كثيرا عن ذاته…»
ولفت الكاتب اللبناني الفرنكوفوني الكسندر نجّار الى ان “هذه الحوارات غير المسبوقة أقلّه من حيث ضخامتها وكثافتها ونخبوية الشخصيات الأجنبيّة المحاورة شكّلت منعطفاً مهمّاً في الصفحة الثقافية في “النهار” تقلَّص معه هامش الترجمة في الصفحة من مراجع أدبية أجنبية لمصلحة الحوار الحيّ والثري والمباشر. وباتت نموذجًا جاهزًا للاقتداء به».
_ترجمت سلسلة ملفات أدبية وفكرية من الفرنسية الى العربية خاصة من المجلة الأدبية الفرنسية ونشرت في جريدة النهار اللبنانية.
و”حنان عاد اسمٌ كان أثبت حضوره سريعًا في الإعلام المسموع” وتحديدًا في الأخبار السياسية تحريرًا وإذاعةً.بين 1997 و1998 معدّة ومذيعة نشرة الأخبار في اذاعة صوت لبنان ، بعد خبرة أعوام في المجال عينه في اذاعة لبنان الحرّ.
حنان عاد لبنانية ولدت وعاشت وعملت وكتبت شعرها وقرأته في لبنان قبل انتقالها العام 2009 الى النمسا. تنشر من وقت لآخر مقالات نقدية في الملحق الثقافي نوافذ (جريدة المستقبل) وفي جريدة السفير، في لبنان.
قالت الشاعرة اللبنانية الفرنكوفونية فينوس الخوري غاتا ان قصائد حنان عاد تنضح بكآبة هادئة وشعرها همس اكثر مما هو نداء. القصيدة لديها تمشي على رؤوس أصابعها ولا إشارات تستجدي التصفيق. حنان عاد عرفت كيف ترتفع فوق اللغة اليومية. كتابة منقوشة نقشاً، جملة منحوتة حتى الأعماق….
وكتب الشاعر اللبناني الراحل رياض فاخوري ان عاد تقف على جسر التواصل العميق مع ذاتها ولذلك هي حقيقية وصافية ومدركة ان ما تكتبه ينبع من المعاناة والمعاناة هي ربط الإنسان بمصيره اختراقًا للمجهول وصولاً إلى المطلق…حنان عاد ترصد شعرية اللغة من لمعها وترتقي العناصر وجدًا وانخطافًا لأنها تصغي والإصغاء في الشعر هو البوح والكلام.