إنَّها تُمطِرُ يا بُنَي

شعر: سيلفا كابوديكيان

ترجمة: جولي مراد

(كاتبة- لبنان)

Levon_Ekmekjian

إهداء لذكرى الشهيد الفدائي ليفون إكمكجيان الذي أُعدمه الأتراك  شنقًا في29 كانون الثاني سنة 1983، إثر ملاحقته لمقاومته المحقَّة مع رفيقه زوهراب سركيسيان الذي قتل نفسه بالرصاص مفضّلًا الانتحار على الاستسلام في7 آب سنة 1983. وقد نظمت الشاعرة الكبيرة سيلفا كابوديكيان هذه المَرثيَّة الجوابيَّة لقصيدة الشاعر فاهان تيكِيان “ولدي”. نُقِلت رفاته اليوم من القسطنطينية إِلى باريس، ليُدفن بمراسم تشييع لائقة بعد محاولاتِ مطالبة متكررة.

من أَين وكيف

نُصِبَتِ المشانِقُ هذِه

لَبِثْتُ الليلَ بِطولِه

مُحَملِقَةُ العَينَين

في بَحثٍ لا يستَكين

أَيـــــن

أينَ أَخذوكَ منّـــــي

ماذا بِكَ فعلـــوا

بِيَ ما فعلـــــوايا بُنَي

***

مرَّ النهـــار

مرَّ اليومُ النابِضُ

بِدونِ اضطراب

فيما جسدُكَ المُثْلَج

عُلّـــِــقَ

تَرَنَّحَ شارِدًا في الهَواء

وكُنــــتَ

كُنتَ يا ولدي تُفَتِّشُ عن حلول

عن سُبُلٍ لقضايا الوطن عن امور

وكُنتَ…

كُنتَ في تَوَهانِكَ صافيًّا

حادَّ الـوَفاء

حادَّ الفِــداء

مِن أَجلِنا كُنت

حادَّ النَّقــاء

***

أَنـــتَ

كما الأَموات

لم تَمُت

الأَمواتُ نحــــنُ يا بُنَي

حقّا… أَجيالُ الردى نَحــنُ

نَحنُ أَجيالُ الضَياع

***

إِنَّها تُمْطِر يا بُنَي

الخريفُ دامِعٌ مَحزون

الخريفُ مَبلول

كعَينيَّ المُعلقَتَين المَسكينَتَين مَبلول

 

اترك رد