برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبدعوة من “البيت الزغرتاوي”، ضمن نشاطاته في “أسبوع المغترب”، أقيمت ندوة حول كتاب الخوري يوحنا مخلوف “بطاركة آل الرزي الإهدنيون” الثامن من سلسلة “منائر إهدنية”، في باحة كنيسة مارت مورا في إهدن.
بداية، النشيد الوطني اللبناني، فكلمة مدير الندوة الإعلامي روبير فرنجية الذي قال: “إن هذا الكتاب المؤلف من 192 صفحة مزخمة بالصور والمعلومات والوثائق قد يكون أبرزها صور مخطوطات مجامع قنوبين ومجمع ضيعة موسى التي تنشر للمرة الأولى بخط اليد، فيما استنسخ المؤلف في هذا الكتاب صور البطاركة الثلاثة المستوحاة من صور الفحم في قنوبين”.
ولفت إلى أن “الأب يوحنا مخلوف أضاء بشكل متأن على البطاركة ميخائيل وسركيس ويوسف الرزي على مدى 41 سنة من 1567 الى 1608 حيث واجهوا وعانوا وتطوروا وأسسوا وعصرنوا”.
أضاف: “41 سنة من الحياة النسكية ومراحل من المعاناة المزدوجة من اضطهاد الأتراك وحرقهم قنوبين يوم أصبح المطران مخائيل الرزي بطريركا، إضافة إلى الاضطهاد كان التحدي الحد من البدع اليعقوبية الذي ترجم بمواجهة مع روما لتأكيد هويتهم الكاثوليكية في كل مرة كانت تلصق التهم لهم باليعقوبية”.
وختم فرنجية متسائلا: “أليست مفارقة أن تكون بقوفا الإهدنية وحردين البترونية الأولى مدينة المكرم إسطفان الدويهي والثانية ضيعة القديس الحرديني؟”
ضو
ثم كانت مداخلة الأباتي أنطوان ضو التي لفت فيها إلى أن بطاركة آل الرزي “تركوا نهجا جديدا في كنيستنا المارونية تمثل من خلال رعايتهم لمصالحها بحكمة وجرأة واتزان وسداد رأي وذلك تبعا للحياة النسكية التي عاشوها فتفاعلت مع الكنيسة بانطلاقة عصر الحداثة فيها وتثبيت هويتها المشرقية الانطاكية والكاثوليكية النهائية”.
وقال: “ولاية آل الرزي التي امتدت على مدى 41 سنة كانت محطة محورية في تاريخ كنيستنا المارونية أسست لانفتاحها على الفكر اللاهوتي الغربي لا سيما من خلال تأسيس المدرسة المارونية في روما”.
وختم: “إن بطاركة آل الرزي احدثوا الثلاثة تغييرا جذريا في حياة الكنيسة المارونية وكانوا وراء خروج الموارنة من العزلة وانفتاحهم على الغرب وتفكيك عزلتهم التي كانوا يعيشون فيها قبل تبوئهم”.
حنا
في مداخلته اكد الأب الياس حنا أن “بطاركة آل الرزي النساك الحبساء كانوا شهودا على انتقال الموارنة وجبل لبنان من التقليد إلى التجديد”. وقال: “أعني بالتقليد حال العزلة التي عاشها الموارنة قبل اعتلاء آل الرزي السدة البطريركية. وقد كانت هذه العزلة جيوبوليتيكية وثقافية واجتماعية”.
وتابع: “في التجديد كان عهد البطاركة الرزيين عهد خروج الموارنة من العزلة، والانفتاح على عالم جديد، طالما حلموا بالاتصال به ألا وهو الغرب. تخللت عملية الاتصال هذه جملة من الإخفاقات والنجاحات. ومن الإخفاقات: الحريق الأكبر حين قام الزائر الرسولي الأب جان باتيست اليانو اليسوعي واليهودي الأصل بزيارة كنائس الموارنة ورعاياهم مفتشا في كتبهم الطقسية عن مواطن الانحراف بحجة إصلاح ما انحرف من إيمانهم ومعتقداتهم. وبدل التصحيح أحرق الكتب الطقسية النادرة والمخطوطات متهما الموارنة بالانفصال عن رومة”.
أما النجاحات فذكر منها المدرسة المارونية، ولبنان الحديث.
وختم حنا: “لا بد من لفتة عرفان جميل لبطاركة إهدنيين كان لهم الفضل في إعادة تأسيس الكنيسة المارونية وإطلاق ورشة لبنان الحديث، علنا نتعظ منهم من أجل بناء لبنان وهم بطاركة آل الرزي الثلاث ويوحنا مخلوف وجرجس عميرة وإسطفان الدويهي. وللكاتب الخوري يوحنا مخلوف أقول بت تستحق عن جدارة لقب “مؤرخ إهدن – زغرتا”.
يمين
بعدها، كانت كلمة رئيس البيت الزغرتاوي أنطونيو يمين تحدث فيها عن أهداف هذا البيت وقال: “أهداف البيت الزغرتاوي تتمحور حول إحياء التراث الزغرتاوي والعودة إلى الجذور والأصالة والمحافظة على التقاليد والعادات. إضافة إلى تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ وحضارة وتراث المنطقة الشعبي. والتواصل مع المغتربين الزغرتاويين. كما يهدف إلى إحياء الحياة الثقافية والنشاطات الاجتماعية، البيئية والسياحية والرياضية. إضافة إلى تنمية الهوايات والمواهب والتعاون مع التجمعات الثقافية والتربوية وسواها من أجل تحسين جميع الأوضاع الثقافية وتحقيق الأهداف”.
وتحدث يمين عن نشاطات أسبوع المغترب وإطلاق مؤتمره التأسيسي الأول لمغتربي زغرتا- الزاوية، ومن ضمنه وضع حجر الأساس لبناء البيت الزغرتاوي.
مخلوف
أما الخوري مخلوف فكانت له كلمة أعلن فيها عن “الكتاب التاسع الذي سيكون تحت عنوان “إهدن الأساقفة” وقال: “سنتحدث فيه عن حوالى 50 مطرانا أو أكثر أعطتهم إهدن لأبرشية إهدن وللنيابة البطريركية في قنوبين ولخدمة الكنيسة المارونية ببلاد المشرق من حلب لقبرص للقدس، فهذا هو الغنى التاريخي الزاخر حملته رعيتنا وعلينا الإضاءة عليه كي نتخذ منهم العبر والأمثولات. فثلاثة نساك: سركيس ومخاييل ويوسف الرزي اختارهم الروح القدس لقيادة الكنيسة المارونية بأدق مراحلها نرى من خلالهم عمل الله الذي يختار ضعفاء العالم كي يظهر قوته من خلالهم حيث عاشوا حياة الفقر والزهد والصلاة والتقشف في محبسة آل الرزي ومن ثم رفعهم إلى مقام البطريركية لإدارة شعبهم”. وختم: “لا خوف علينا لأن الرب هو الذي يقود كنيستنا”.