سيف الدين رزقي، منفذ العملية الإرهابية التي قتل فيها 38 شخصا على الأقل في سوسة (تونس)، كان طالباً جامعياً شاباً من دون أي علامة مميزة تدل على انتمائه المتطرف. ولد رزقي في مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب تونس) عام 1992. وانتقل في التاسعة عشرة من عمره إلى القيروان حيث نال شهادة الماستر في الهندسة الكهربائية. الذين عرفوه يتحدثون عن إنسان “عادي”…
من كان في “حي الزهور” الفقير بمدينة قعفور التونسية، ولاية سليانة (شمال غرب تونس)، يتصور أن يتحول سيف الدين رزقي (23 عاما) البارع في رقص “البريك دانس” إلى مرتكب أسوأ هجوم دموي ضد سياح أجانب في تاريخ تونس.
رزقي طالب ماجستير في “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” بجامعة القيروان (وسط). ورفض والده المصدوم الحديث إلى وسائل إعلام توافدت على منزله المتواضع في قعفور. وقال للصحافيين “أرجوكم لا تكلموني”.
ولد سيف الدين رزقي في عائلة فقيرة، وهو أكبر إخوته (فتاة، وطفل معوق). واعتاد العودة إلى قعفور “مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين وخلال العطل” الدراسية بحسب عمه علي (72 عاما) الذي قال إن سيف الدين اعتاد العمل، كلما عاد إلى قعفور، نادلا في مقهى ليوفر نفقات دراسته.
كان سيف الدين ناجحا في دراسته، يمارس الرياضة ويرقص البريك (دانس)، وفق قريبه نزار الذي أكد أنه لم يلاحظ عليه أي علامات تشدد في الفترة الأخيرة. وقال نزار إن سيف الدين عمل الخميس نادلا في مقهى بقعفور وعند عودته إلى المنزل “صلى ثم خرج لقضاء وقت في المقهى مع “لولاد” في إشارة إلى أبناء الحي. وأكد “لم نلاحظ عليه أي شيء غريب، قعفور كاملة فوجئت بما حصل”.
وقال شاب طلب عدم نشر اسمه “خوفا من اشتباه الشرطة في علاقته” بسيف الدين رزقي إن الأخير “كان راقص بريك دانس بارعا جدا” وأنه سبق لهما أن تلقيا معا دروساً في هذه الرقصة في “دار الشباب” بقعفور.
ونشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يعود إلى سنة 2010 ويظهر سيف الدين، الذي تم تقديمه في المقطع باسم “سيف سيسكو”، بصدد أداء رقصة بريك دانس على أنغام موسيقى غربية صاخبة.
وفي مقطع الفيديو كان “سيف سيسكو” يرتدي قلادة وقبعة على هيئة كثير من الموسيقيين والراقصين الغربيين.
وتساءل علي رزقي عم سيف الدين “كيف تدرب (على حمل السلاح) وأين تدرّب؟. الله أعلم”.
وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أعلن أن سيف الدين الرزقي حصل في 2013 على جواز سفر، إلا أن جوازه لا يحمل أي اختام مغادرة للبلاد. وفي المدة الأخيرة لاحظ عليه زملاؤه (في جامعة القيروان) نوعا من التزمت وميلا إلى العزلة، حسبما أعلن محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية.
وقال العروي لتلفزيون “الحوار التونسي” الخاص: “كان ينغمس في الإنترنت ويمضي وقتا في الإبحار على الإنترنت ويرفض إطلاع زملائه على المواقع التي يبحر فيها. كان يحاول أن ينفرد بنفسه عندما يبحر على الإنترنت”.
فرانس 24 / أ ف ب