أقامت جمعية “من حقي الحياة” حفل توقيع كتاب “وثائق البطريرك انطون عريضة الوطنية” للخوري الدكتور باسم الراعي، برعاية راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، في صالة كنيسة سيدة الدوير – الفيدار، في حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية أليس شبطيني، قائمقام جبيل نجوى سويدان، النائب السابق شامل موزايا، ممثلي حزب “القوات اللبنانية” شربل أبي عقل، و”التيار الوطني الحر” طوني أبي يونس، و”الكتائب” روكز زغيب، “الكتلة الوطنية” الدكتور وديع أبي شبل، الشيخ أحمد اللقيس، وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية.
بعد النشيد الوطني، وعرض فيلم وثائقي عن جمعية “من حقي الحياة”، تحدث رئيس الجمعية الخوري طوني الخوري الذي أشار الى ان من يقرأ وثائق البطريرك انطون عريضة، يظن للوهلة الأولى ان الأحداث السياسية هي ذاتها، مع فارق في الزمان والمكان والأسماء، ويدرك ادراك اليقين بأنه لا مجال للحديث عن تطور في الفكر السياسي في هذا البلد الذي من سوء طالعه أنه يبقى على الدوام بلدا “قيد الانشاء”.
واشارت الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد الى ان الوثيقة رقم 65 التي تحدثت عن حياد لبنان وتجنيبه الصراعات الاقليمية طرح البطريرك انطون عريضة هواجس حول الاستقلال والعيش المشتركة وطريقة الحكم والحرية وحياد لبنان. وشرحت مفهوم الحياد من منظار القانون الدولي العام وفق مبادىء وقواعد أقرتها قوانين فيينا، مشددة على “أنه من حق أي دولة أن تعتمد الحياد لحماية سيادة بلدها”، مذكرة “بمذكرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعت الى تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية التزاما ب”اعلان بعبدا”.
وكشف الوزير السابق سليم الصايغ أن البطريرك عريضة أدرك ان الهوية اللبنانية ما زالت هشة، ولا بد للمسيحيين من أن يكونوا القدوة، فلا يغطي الفاسدين وانما العكس، أي يكشفهم ويعلن عنهم، وقال: “ان عريضة طالب بالاستقلال الناجز يطابق رغبة الشعب اللبناني ومبنيا على العدل الذي هو أساس الملك، وعلى نفي المظالم، والعدالة في توزيع المناصب والمنافع، كما طالب باستقلال مخدوما بحكومة لتنتقي أشخاصا صالحين لا زناة ولا سكيرين ولا مقامرين ولا طماعين ولا منتفعين، نزهاء بعيدين عن الرشوة، مستقيمين لا يحابون”، مشيرا الى “أن البطريرك في ذلك الوقت وكأنه يحاكي واقعنا اليوم، فكلامه يسكب في أكواب الشرفاء ماء عذبا، وفي أوعية الرذلاء سما قاتلا”.
وشكر صاحب الكتاب الخوري باسم الراعي الحضور، وخص بالشكر تحديدا البطريرك الراعي الذي لولا بركته لما أبصر هذا الكتاب النور، وكذلك المطران ميشال عون الذى رعى هذا الحفل.
ورأى المطران ميشال عون ان الكتاب ولد نتيجة أحاديث تمت بين المطران سمير مظلوم وبين الخوري باسم الراعي في المانيا، وعتبرا أنه عندما نقرأ هذا الكتاب ووثائقه نصل الى استنتاج أساسي وهو أن بكركي هي “ضمير لبنان” وعندما نتابع مجريات الأحداث ومواقف البطريرك عريضة، ان كان في انجاز الاستقلال أو بلورة فكرة الهوية الوطنية أو العمل للتوصل الى الدولة الكاملة، نفهم ماذا يعني أن “البطريركية الماروني هي ضمير لبنان”، وقال: “ان هم البطريرك عريضة كان انجاز الاستقلال، وعلى هذا الأساس وجه رسائله الى المسؤولين الفرنسيين ردا على الشواذات التي كان يرتكبها الانتداب في لبنان، حيث راح يطالب الفرنسيين باحترام استقلال لبنان، وعندما لم يجد آذانا صاغية، لم يتردد في الكتابة مباشرة الى السلطات الفرنسية”.
وتابع أن عريضة لم يكن دوره على الصعيد الاقتصادي أقل قيمة، فحمل هم شعب بمسيحييه ومسلميه، كاتبا لأعلى المراجع بغية الدفاع عن الحقوق، متحدثا عن أنه كان يحمل أيضا شعلة الوفاق الوطني المبني على أساس العدالة، وهمه الحفاظ على الصيغة الوطنية التي كانت في أساس قيام دولة لبنان الكبير في العام 1920.
وفي الختام تم تقديم دروع تذكارية من وحي المناسبة.