نظمت كلية العلوم في الجامعة اللبنانية- الفرع الثاني ندوة بعنوان “دور الجامعة اللبنانية في الحفاظ على الارث الطبيعي، متحف التاريخ الطبيعي: تاريخ وآفاق”، احتفالا بافتتاح قاعة الدكتور هاني عبد النور على مسرح كلية العلوم- في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي.
حضر الندوة رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين، الرئيس السابق للجامعة الدكتور جورج طعمه، عميد كلية العلوم الدكتور حسن زين الدين، رئيسة رابطة الاساتذة المتفرغين الدكتورة راشيل حبيقة، مدير الفرع الدكتور شوقي صليبا، العميد السابق الدكتور علي منيمنة، مسؤول أمن الجامعات في الجيش العميد ايلي درزي، وحشد من الشخصيات الأكاديمية والعلمية والفكرية والاساتذة والطلاب.
النبوت
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، ثم ألقت رئيسة قسم العلوم الطبيعية في الكلية الدكتورة ريتا النبوت كلمة أشادت فيها بأهمية المناسبة.
صليبا
ثم ألقى مدير الفرع الثاني في كلية العلوم الدكتور شوقي صليبا كلمة ممل قال فيها: “هدف الندوة هو التعريف بثروة لبنان الطبيعية وبدور المتحف الريادي في نشر الثقافة البيئية والعلمية. وهناك دور تعليمي وبحثي وما لا شك فيه أن المتحف يشكل مركز إستقطاب للشباب اللبناني. ويستفيد من المركز البلد والمنطقة والكلية”.
زيدان
ثم ألقت الدكتورة نجلا زيدان كلمة تحدثت فيها عن تاريخ تأسيس المتحف وانجازاته وأهدافه العلمية والأكادمية، مستعرضة عبر وثائقي مراحل الابحاث التي وصلت اليها وأبرز الاكتشافات البحثية.
عازار
وكانت كلمة للدكتور داني عازار تضمنت “نظرة مستقبلية” للمتحف الطبيعي العلمي، و”ضرورة ايجاده في لبنان لأنه يعطي صورة حقيقية عن تطور الدول”. وتحدث عن تجربته من خلال زياراته وابحاثه في العديد من المتاحف العالمية.
زين الدين
ثم ألقى عميد كلية العلوم كلمة قال فيها: “نحن في كلية العلوم ندرك أهمية دورنا في دراسة الارث الطبيعي والحفاظ عليه وتنوير الرأي العام على أهميته، لكننا نؤكد أنها مهمة مشتركة بين اهل العلم والسياسة، فلذلك نطلب من الدولة تسهيل امور الجامعة عبر ترك شؤونها لأهلها ومجلسها بعد تحديث القوانين والأنظمة الناظمة لعملها وعبر اشراك أهل الجامعة في اعداد الدراسات المهيئة لإصدار القوانين في مختلف نواحي حياتنا ومنها ما يتعلق بحماية البيئة والتراث”.
وتوجه الى عريجي قائلا: “نحن يا معالي الوزير نشعر بأن العلاقة بين الجامعة والدولة بمؤسساتها بحاجة الى تطوير ودفع الى الأمام لذا وضعنا في صلب خطتنا للعامين المقبلين تطوير هذه العلاقة. وبدأنا بنسج خيوطها مع وزارات عدة كالصحة والدفاع والبيئة. واليوم نأمل أن يكون دور وزارة الثقافة”.
طعمه
ثم ألقى البروفسور طعمه كلمة قال فيها: “ورد في كتابي “الجامعة اللبنانية أثناء الحرب” بعض مقاطع تتعلق بإقامة متحف طبيعي على صعيد وطني وتخصيص تقنيين وفنيين يهتمون بالعمل داخل هذا المتحف، متناولا نقطتين الاولى هي لمحة تاريخية عن المتحف والثانية علاقة الانماء الثقافي بالبيئة.
الأولى حيث كنت قبل الحرب اللبنانية قد وجهت دعوة الى المواطنين بواسطة الصحافة ادعوهم للاتصال بنا في مختبر الكلية لدراسة الحياة البرية من نباتات وحيوانات، وفي النقطة الثانية حيث اسهم فريق من اساتذة الجامعة اللبنانية في حملة تهدف الى دراسة اسباب اصابة شجر الارز حيث قمنا بجولات عديدة لدراسة مختلف انواع النباتات الخاصة بلبنان حيث ننفرد فيها عالميا، وقد وضعنا الخطوط العريضة للمحافظة على غابة اهدن وانشاء محميتها”.
السيد حسين
ثم كانت كلمة رئيس الجامعة اللبنانية الذي قال: “إن كلية العلوم في الجامعة اللبنانية من أهم كليات الجامعة الوطنية وهي تقف الى جانب كلية التربية والحقوق في تأسيس الجامعة في خمسينيات القرن الماضي. واشكر هنا في هذه المناسبة شكرا خاصا الدكتور جورج طعمه وزوجته الدكتورة هنرييت لرعايتهما الجامعة اللبنانية رعاية خاصة، وهذا عنوان بارز من عناوين الجامعة الوطنية التي أقامت علاقات وطيدة مع مؤسسات الدولة ووزاراتها.
وقد أبرمت وزارة الثقافة مع جامعتنا اول اتفاق اطاري عام ينسحب على العلوم وغيرها وقد افادت منه كلية الآداب في قسم الآثار.
ووقعت الجامعة اتفاقيات مع وزارة الزراعة والصناعة وهناك اتفاق سيوقع مع وزارة الطاقة بعد ايام ووزارة السياحة، وعلاقة ممتازة مع وزارة الخارجية وخاصة كلية الحقوق والعلوم السياسية”.
وتوجه الى وزير الثقافة قائلا: “يا معالي الوزير، الذين تحدثوا عن برامج، هذه البرامج تحتاج الى تمويل والتمويل يحتاج الى موازنة ونحن في أواخر الشهر السادس ولم تقر بعد موازنة الجامعة لسنة 2015، ما معناه اننا ننفق على القاعدة الاثني عشرية وعلى موازنة 2005 التي كانت للجامعة فيها 150 مليارا واليوم موازنة الجامعة تصل الى 350 مليارا، فكيف تنتظم الامور؟
منذ ثلاثة اشهر ونحن نرسل الموازنة وترد إلينا مرات ومرات، وقد ناقشنا مرارا ومرارا ورفعنا الموازنة، وكان الجواب عودوا وناقشوا موازنتكم، وهذه لأول مرة في الجامعة اللبنانية تعاد الينا الموازنة، فلماذا؟ فيا معالي الوزير نحن وبشهادة ديوان المحاسبة أوقفنا الهدر، مع العلم ان الجامعة لا يمكن أن تهدر لأنها لا تشتغل بالطرقات والتلزيمات بل بالمختبرات العلمية والبحثية، فكفى ان تبقى موازنة الجامعة موازنة رواتب، كفى ذلك! وإلا فلتعمد الجامعة الى القيام بمشاريع وتقبل هبات تحت رقابة الدولة”.
أضاف: “أهل الجامعة مدعوون الى التوحد والوحدة فجامعة لبنان هي من اجل لبنان، فكيف تكافأ بهذه الطريقة؟ جامعة تعطي افضل النتائج وتثبت جدارتها بطريقة غير موصوفة في القضاء والطب وكل امتحانات مجلس الخدمة طلابها هم المتفوقون وفي كل مجالات العمل، ظلم أن تكافأ بهذه الطريقة”.
وقال السيد حسين لعريجي: “انتم رسول الجامعة الى مجلس الوزراء لكي يتم انصافها”. وتمنى لكلية العلوم النجاح ومهنئا بافتتاح قاعة متحف التاريخ الطبيعي.
عريجي
وأخيرا، ألقى عريجي كلمة قال فيها: “يسعدني ان نجتمع اليوم في هذا الجناح العلمي، في متحف التاريخ الطبيعي في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية هذه الجامعة الوطنية، التي نعتز بمسارها ودورها في جمع شباب لبنان بتنوع مناطقه والمشارب، وبدمقراطية التعليم التي تعتمد، وبمجانيته وبالمستوى الاكاديمي العالي وبالقيمة المضافة لشهادات التخرج.
إننا مدعوون كمسؤولين بدافع من واجباتنا الوطنية إلى دعم الجامعة اللبنانية بكل الوسائل وعلى المستويات كافة، لتبقى وموئلا إنسانيا ومصهرا للوطنية وصرحا للمعرفة، متطابقا مع المواصفات الأكاديمية المعترف بها دوليا ولتخريج أجيال من شباب لبنان المسلحين بالمعرفة، طاقتنا الوحيدة للتقدم ومحاكاة مسيرة التطور الحضاري الإنساني.
احتفالنا اليوم بهذا المتحف للتاريخ الطبيعي، اتكاء مباشر على أهمية البحث العلمي الذي تنتهجه الجامعة. فدراسة طبقات الارض وأشكال الحياة في العصور الجيولوجية السابقة وسواها من الابحاث في المناحي المتنوعة الاخرى تضع لبنان على سكة البحث العلمي”.
أضاف: “أعبر عن سروري بوجود هذا المتحف المتخصص إلى جانب المتاحف العامة والخاصة في لبنان. هاجسنا ان نطورها وان تبقى مفتوحة امام الجمهور طلبا للثقافة واستزادة من العلم والمعرفة. واثمن جهود القيمين على هذا المتحف الذي يضم مجموعات قيمة تغني المسار العلمي والبحثي.
لا نزعم أننا ننافس مؤسسات البحث العلمي الاكاديمي العالمية، لكنه اصرار من جامعتنا على اعتماد النهج العلمي في كشف حقائق مكونات عناصر الحياة”.
وختم عريجي: “لن اطيل الكلام على أهمية العلوم الطبيعية ودور هذا المتحف ومحتوياته فالاختصاصيون عندهم قول وعلم كثير متخصص، لكنني أحيي الجامعة والقيمين عليها في شخص الرئيس الدكتور عدنان السيد حسين والعمداء والجسم التعليمي على الجهود المستدامة لتطوير جامعتنا الوطنية مناهج وأدوات تعليم.
في هذه الكوكبية التي ننتمي اليها عبر هذا المسار الإنساني في تطوره وارتقائه، يسعدني أن جامعتنا الوطنية تشكل جسر اللقاء الثقافي الفكري مع هذا العالم الفسيح”.
وفي نهاية الحفل، كانت جولة في أرجاء متحف التاريخ الطبيعي في قسم علوم الارض والحياة. ورفعت الستارة عن لوحة افتتاح قاعة الدكتور هاني عبد النور، ثم كوكتيل بالمناسبة.