(أبوظبي – سكاي نيوز عربية)
تغص الأسواق في المناسبات الدينية هذه الأيام بالمنتجات الرمضانية التي يقبل على شرائها الناس في شهر رمضان المبارك، ومن هذه المنتجات الإقبال على شراء السبحة أو المسبحة التي أخذت الصبغة الإسلامية في العصور المتأخرة، حيث ارتبطت بالشعائر الإسلامية إبان الدولة الأموية.
فالسبحة تعتبر دخيلة على الدين الإسلامي، ولا تعد إلا بدعة ابتدعتها الحضارة السومرية خلال الألفية السادسة قبل الميلاد، لتستعيرها حضارات أخرى كالهندية وغيرها من الحضارات.
فلا تقتصر السبحة في استخداماتها على دين بعينه أو حضارة بعينها، فقد عرفها اليهود وأطلقوا عليها اسم “ماه بركوت” وتعني المائة بركة، كما استخدمها رهبان النصارى أيضا، كما عرفت عند الأديان الأرضية الأخرى كالبوذية والبرهامية.
ولأن السبحة أخذت مسحتها الإسلامية في العصور المتأخرة، فقد ذهب بعض العلماء في مسألة حكمها الشرعي إلى أنها بدعة وأفتى بعدم جواز استخدامها لأنها لا ترتبط بشعائر الإسلام أما الآخر فذهب إلى جوازها مع التفضيل بالقول بالتسبيح باليد والعد ببراجم الأصابع طلبا لشهادة الجوارح يوم القيامة.
أما مسألة الإقبال على شراء السبحات في المناسبات الدينية، فمن الناس من يذهب بالمعتقدات الروحانية أو الخرافات الطبية، كملجأ يحمله على شرائها بأنواع أحجارها أو خرزها المختلفة؛ فمنها ما هو مصنوع من نوى البلح أو نوى ثمار الزيتون، ومنها ما هو محفور بالخشب المعطر كالصندل وغيره، أو الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة، أو حتى ذلك المصنع من المعادن الثمينة والنفيسة كالذهب والفضة.
وقد تكون السبحة إما مقصدا للجاهة والوجاهة أو كنوع من الموضة، فمنها ما هو يبدو كمظهر شعائري أو آخر طلبا للاستشفاء ودرء للعين والحسد، أو آخرون يستخدمونها كالمريدين أو الدراويش ممن يقبلون على شرائها حفظا للورد. فللناس فيما يشترون من السبحات مذاهب! فمنهم من يحملها كمظهر جمالي، وآخر كمظهر ديني، أو متبركا معتقدا بقدرتها على جلب الحاجة.
كما اقتحمت السبحة مجالس الأدب حيث نظم فيها الشعر أبو نواس الحسن بن هانئ حين قال:
أنت يابن الربيع ألزمتني النسك وعودتنيه والخير عادة
المسابيح في ذراعي والمصحف في لبتي مكان القلادة
وتناولتها القصائد النبطية والأشعار الشعبية حيث قال فيها الشاعر بديوي الوقداني إبان حكم الدولة العثمانية:
انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع
بغيت ألمه يا سليمان وأزريت.
صار الذهب قصدير والورد نعناع
أنكرت ريحه مختلف يوم شميت.
ودخلت السبحة الفن من أوسع أبوابه فتغنت بها القصائد والطقاطيق المصرية وخاصة تلك التي غناها الثلاثي المرح من كلمات نبيلة قنديل التي تقول:
سبحة رمضان لولي ومرجــــان بتلاتة وتلاتين حباية
الله الله الله الله الله الله
ثلاتة وتلاتين منهم تلاتين أيام رمضــــان نور وهداية
وتلاتة العيد ونقول ونعيــــــــد ذكــر الرحمن آية بآية
أيام رمضان رحمة وغفران ورضا الرحمن وحده كفاية
كما غزت التكنولوجيا خيوط السبحات العتيقة وحبات خرزها، لتدخل غمار التطبيقات على الهواتف المحمولة من خلال تطبيقات إلكترونية سواء على الهواتف النقالة التي تعمل بنظام أبل أي أو إس 8 أو بنظام أندرويد حيث يقوم المستخدم بتحريك أصبعه على الشاشة كما لو أنه يُسبح بالإضافة إلى أدعية وأذكار إسلامية.