تحقيق ريما يوسف
التكنولوجيا عالم بحد ذاته، وبدت آثارها جلية في عالمنا الحديث، وقد تمكنت من اقتحام مجالات عدة، كما أضحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس.
الثورة العلمية المتمثلة بما يسمى التكنولوجيا الحديثة، أثرت في حياة الإنسان وأصبحت مقياساً للتقدم، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن اختراع آلة متطورة أو أكثر تطورا وذكاء من سابقاتها وتطبيق جديد على الكومبيوتر او في عالم الإنترنت، حتى اصبح كل فرد لا يستطيع ان يستغني عن استخدام التكنولوجيا سواء في حياته العلمية او العملية.
هذه الثورة العلمية على الهواتف الذكية وعلى أجهزة الاندرويد، دفعت شركة “شارلي تاكسي” إلى ابتكار تطبيق يهدف إلى تسهيل حياة الزبون والسائق والشركة في آن، فقيادة شارل ابي حرب الحكيمة للشركة دفعها إلى أن تكون من أهم شركات النقل وأكبرها في لبنان والدول المجاورة. وقد ابتكرت الشركة تطبيقاً على الهواتف الذكية يمكن الزبون من خلاله طلب أي تاكسي عبر كبسة واحدة من دون أن يتكلم، ويعرف مباشرة أقرب سائق مكان وجود الزبون عبر خدمة GPS حيث يتم عند الموافقة ارسال رسالة على الهاتف الذي تم من خلاله ارسال الطلب.
وفي حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، اعتبر أبي حرب أن “الشركة عريقة وموجودة في الخدمة منذ 15 عاما، ومنذ ثمانية أشهر ابتكرت طريقة متطورة جدا لم يحصل عليها أحد وهي شركة لبنانية مئة بالمئة، وأنشأنا فروعاً في المناطق الأكثر سفراً للبنانيين، ووضعنا برنامجاً جديدا على الإنترنت، وحققنا نقلة نوعية عبر التطبيق الجديد على الهواتف الذكية. فمثلا عندما يفتحها ترشد السائق إلى مكان الزبون عبر GPS وعندما يتصل الزبون بالمكتب كذلك يتم أخذ نقطة ومكان اتصاله على الخريطة، وعندما نعلم أين هي أقرب نقطة بالنسبة للسائق، يرسل إشارة ويأخذ الطلب فوراً من دون أن يتدخل أي عامل بشري وبطريقة تلقائية. وأمام هذا التطور الهائل وعندما وجدنا أنفسنا أمام الخريطة العالمية نرى العالم أجمع بين أيدينا، ولدينا فرع كبير في دبي وفرع في فرنسا، ونعمل على فتح فرع جديد في قبرص، وكل المراجعات تتم من لبنان ونعرف أين مكان السائق وكيف يتنقل في دبي مثلا ونحن في لبنان”.
أضاف: “ابتكرنا هذاالتطبيق والبرنامج، وثمة شركات لديها ما يشبه هذا التطبيق ولكن ليس بهذه الشمولية وعلى عدد من الدول. كما تطلعنا الى ذوي الاحتياجات الخاصة، فمثلا ثمة أفراد في المجتمع بكم وصم، فابتكرنا جهازاً يكبسون عليه كبسة واحدة نعرف عندها تلقائيا أن ثمة زبونا موجودا في مكان ما نعرفه يطلب سيارة ما”.
وتابع أبي حرب: “وضعنا في عدد من المطاعم والسوبرماركت “شارلي تاكسي butler”، فعندما يكبس الزبون عليها يتم عبره إرسال إسم السائق ورقم هاتفه ونوع سيارته. وعندها يتم إرسال SMS للزبون للتأكد من أنه قادم ومن أنه وصل”.
أوضح أن “أمام هذه التقنية التكنولوجية المتطورة، دخلنا الخارطة العالمية ونرى سائقينا عبر الهاتف يتنقلون، فالنقطة الحمراء تعني أنه مشغول والخضراء أنه مستعد للانطلاق. وعندما يدخل الزبون في السيارة يشتغل العداد في السيارة، وقد وضعنا سعرا للعداد أرخص من التسعيرة العادية، وذلك انطلاقاً من قانون السير الجديد الذي ألزم كل سيارات التاكسي بوضع عداد، وعندما يدفع الزبون يصله SMS بكمية المبلغ وبالتالي ما يؤكد مصداقية في التعامل”.
ولفت إلى أن “على الزبون أن يعطي علامة للسائق على 5، وبعد ذلك نأخذ العلامات ونجمعها، والسائق الذي يأخذ علامات يحصل على تنويه، أما الحاصل على علامات متدنية فيتم إعادة تأهيله عبر دورات تدريبية نفسية ومعنوية، فمثلا السائق منذ البداية يخضع لدورات تدريبية مدتها ست ساعات تتمحور حول ترتيبه ونظافته الشخصية مع السيارة وقوانين السير. وقعنا اتفاقاً مع جمعية تتعاطى شؤون السير والعلاقة المرورية وتأخذ على عاتقها السائق الذي يخضع لدورات تدريبية، وكل ثلاثة أشهر يخضع الجميع لدورة ليبقوا على اتصال مع القوانين الجديدة والمتجددة. ونحاول أن نمحي ذهنيةالسائق الروتينية الموجودة لدى الزبون”.
وتابع: “لقد جعلنا بيروت مركزا لإدارةالنقل الى باقي البلدان، فمثلا من هنا نرى تحركات السائقين في دبي مثلا. وقد وقعنا عقدا مع الصليب الأحمر اللبناني، وبالتالي نحن نخضع السائق لدورة تؤهله لأن يكون مسعفا أوليا، وفي الوقت نفسه سيتضمن التطبيق على الهواتف صورة صغيرة عليها رمز الصليب الأحمر وبكبسة يستطيع عبر شارلي تاكسي أن يتوجه عبر تقنية GPS الحضور الى مكان الهاتف حيث الشخص المصاب. فنحن نحاول أن نجعل من شركتنا في بيروت شركة عالمية نستطيع من خلالها أن ندير باقي الدول من هذه البقعة. وقد وقعنا عقد تحالف مع شركات موجودة في 21 بلدا وبموجبه سيكون موجودا فيها يؤمن خدمات لكل الزبائن، فمن خلالنا يطلب تاكسي الى شارع في باريس ونستطيع عندها أن نرسل له سيارة”.
بكلمة، إنه ابتكار يجب أن يحتذى، لأن التطور ليس مجرد امتلاك أدوات وأجهزة بل هو أفكار وجدت لاستنباط الحلول.