د. عماد عبد اللطيف
“يحدث أن تكونَ سمكةً مفترسةً صغيرةً في بحيرة مكتظة، تعيش على عصارة الغضب.
في كل ليلة، يُلقي صيادُك القديم طرف سنارة مدبب مغطى بقطعة لحم مهترئ، علَّمتكَ أمُّكَ آلاف المرات كيف تستخلصها لنفسك، وأنت تعابثُ الصيَّاد الصبور، وتهزأ منه، وهو يعود خالي الوفاض.
لكن الليلة، وأنت ترى القمر – خارج النهر المُغبَّر – مستديرًا، والصياد يُدخن في حزن صموت، وقد هدَّه الزمن والصبر والانتظار، بينما يواصل التحديق في زعنفتك الجميلة عامًا إثر عام، الليلة تفكر أن تأكل الطرف الحديدي كاملاً في صمت وخشوع”.