أَيَّامُ الحرير في لبنان… بَهاءُ الزَّمَن الساطع

شَواطئُ لبنان عرفَت الحرير منذ 2130 عاماً (سنة 115 ق.م.). ينظم  مركزُ التراث اللبناني  في harirالجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU)  لقاءٍ حول  فصول تراثية لحـكـاية الحـريـر في لبنان، من بَـيْـضـة الـفـراشـة إِلى بَـيَـاض الـحـريـر  السادسة مــســاءَ الاثــنــيــن 1 يونيو  2015 ، القاعة 904 –  كُـلِّـيَّـة إِدارة الأَعمال –  مبنى الجامعة الجديد –  الطابق الأَرضي، قريطم –  بــيروت.

 يُــشَــارك فــي اللقاء: د. بطرس لبكي: كيف غَــــيَّــــرَ الحريـرُ وجهَ لبنانَ الاجتماعيَّ والاقتصاديَّ، الأُستاذ ميشال لـيُّون: الحريــرُ في لبنان مِرفق إِنمائيّ، الأُستاذ جورج عسيلي: الحفاظُ على الحرير تُراثاً لبنانياً (متحف بْسوس نَمُوذَجاً)، مع مجموعة صُوَر من معارض الحرير ملابسَ وتصاميم.

 يَفـتَــتِـح اللقاءَ ويُـنَـسِّــق مُداخَلاتِــه مُديرُ المركز الشاعـر هــنـري زغــيـب.

 حكاية الحرير في لبنان

 كان أَثرياءُ الرُّومان يتباهَون بارتداء الثياب الحريرية. ومنذ سنة 115 (ق.م.) بدأَت الشواطئُ اللبنانية تَستقبل الحرير الخام من الصين لتُحاكَ خيطانُه ويُصبَغَ قماشُه ويُرسَلَ جاهزاً إِلى أَباطرة روما ووجهائِها يَخيطونه أَثواباً ومشالحَ يرتدونها بتقديرٍ واعتزاز.

عن المؤَرّخ فيليب حتي أَنْ “كانت في بيروت وصُوْر أَنوالٌ تُهيِّئُ الحرير الخام لصَبْغه بالأُرجــوان” (…) و”كان الحرير اللبناني أَجودَ الأَنواع وأَغْلاها: حرير طرابلس ناصع البياض لأَعمال التطريز المذهَّب والمفضَّض، حرير الشوف لأَعمال النسيج المخملي، حـرير بــيــروت لأَعمال الـتَّـفـتـا والستائر وأَغطية الفُرش. وكان التجّار الفرنسيون (خصوصاً من لِــيُون عاصمة الحرير) يـبـتاعون سنوياً من حرير لبنان بـمليونَي فرنك فرنسي ذهبيّ، وبلغَت تجارة صيدا السنوية نحو مليونَي ليرة فرنسية ذهبيّ”.

مع مطلع القرن التاسع عشَر بلغَت صناعةُ الحرير أَوجها في لبنان.

سنة 1841 أَسّس الفرنسيُّ بروسبـيـر بورتاليس في بتاتــر (الشوف) معملاً لـحَـلّ الشرانق وغزْل الحرير، وأَحضر من مديـنـتـه لِــيُـون غَــزَّالاتٍ محترفاتٍ درَّبْـن فـتـياتٍ لبنانيات، فكانت تلك أَولَ مَرّة تغادر فيها المرأَةُ اللبنانيةُ بيتَها للعمل، ما أَحدث عهدئذٍ ثورةً اجتماعية في تلك البيئة الريفية التقليدية.

 بعدها أَسّس السْـكُوتلندي جون غوردان سْكُوتْ مَعملاً في شملان كان ثاني أَقدم معامل الحرير في البلاد، وأَصبحت زراعةُ التوت وتربيةُ دود القـزّ مصدَرَين رئيسَين لمعيشة 50،000 عائلة لبنانية (من إِحصاء سنة 1914).

 ونشطَت حركةُ نقْل الشرانق والحريـر بين مرفَــأَي بيروت ومرسيليا، فتأَسّسَت شركاتُ نقل بَحري في لبنان، ودرَجَ إِسداءُ القروض لسماسرة وتُجار دعموا بها المزارعين سلَفاً لشراء محاصيلهم لاحقاً، وظهَرَتْ وكالاتٌ (كونـتـوارات) مالية ونشَأَ أَوّلُ مصرف في لبنان (“البنك العثماني” سنة 1912).

 من نتائج ازدهار مواسم الحرير: توسيعُ مرفَــإِ بيروت، زيادةُ الناتج المحلّي وفُرَص العمل، تأْسيسُ جامعة القديس يوسف (1875) فرعاً لـجامعة لِــيُــون (بِدَعم تُجَّار الحرير في تلك المدينة)، ونشوءُ مدارس خاصة لإِرساليات كاثوليكية، فكان الحريــرُ مدخلاً للُّغة الفرنسية إِلى لبنان.

 سنة 1912 أَصدر قنصل فرنسا العام في بيروت غاستون دوكوسّو كتابه “صناعة الحرير في سوريا ولبنان” ذكر فيه أَن “معامل الحرير في لبنان بلغَت ١٨٣ كرخانة”.

وظلَّت مواسمُ الحرير مَورداً أَوّلَ للمُزارع اللبناني قَصَمَهُ اندِلاعُ الحربِ العالمية الأُولى.

قـطْـف الـقَــزّ… مـَـوسم الحـريـر!!

 شاهين:       غَمْــزِت الشمس دْراج ضيعِـتْــنـا       وشِفـتِـك يـا نجلا مْنِ الشمس أَحلا

حــلـــويــن؟؟؟ فيه عـنّــا بْـجِـيــرِتـنــا        وكلّ حــلــوِه بْـشـــوفـهــا نَجـــــــــلا

 نجلا:   والـمـحـرمِه الـلي خَـدْتـهـا مـنّــي؟

 شاهين:       جــــايــي أَنـا عَ عَــيــن ضيعـتـكُــن    جــايِب معـي بَدالا لَحِلْوِتكُــــن

لَوّحــي فيهـا… اســأَلـي عـنّـــــي!

 نجلا:   وْ… لَــوَيـــن؟

شاهين:  رايــِـــــح

 نجلا:  هـــيـك؟

 شاهين: لا حكـينـا نـِحنـا… وَلا يِدرى حـَـدا فـينـا

نجلا:   ولا بَـعد نتلاقـى؟

 شاهين: مـنتلاقـى… بُكرا عَ قَطْـف القَــزّ لاقـيـنــا

 نجلا:   قَـطْـف الحريـــر؟

 شاهين:       مـَـوسـِـم الـقَــــــزّ

نجلا:   مـَـوسـِـم الـعـــــزّ… قَـطْــف الــحـريــــر

 نجلا وشاهين سوا: كـتير كــتير يا قلبي كـتير… بدَّك تنطُر مـوسم الحــريــر

 الصوت:  آخر وَصيِّـه قبلْما تْروحي معو: روحي معو… وْلَلموْت بِتْضَلِّــي معـو…

 الماضي… الطُفولِه… أَهلِك… الجيران… كلّهُـن نِسـيان. غَيرو؟ وَلا إِنسـان…

 بالفقر بتكوني معو… وبالعِزّ بتـكـوني معــو… ولَمّا بـتـعصف ريــح، بتْـضَلّي معـو.

 ورَبِّــي وْلادِك عَ الــرِّضا، عَ المَحَبِّـه والرِّضا

  بْـــتِــــزْهِــــــر الأَرض… وهَـيـك بِـــيْشِــعّ الفَـضــا

 وازْرَعِــيُــنْ بالوَعـر: أَرزْ وسنديانْ… مَـلْـــوَ الـــــزَّمـان

  وقُـولــيــلْــهُــن: لـــبـــنــان. بَـــعـد أَلله يـــعــبدُوا لـبــنـــــــان!

(*)  مسرحية “موسم العز” للأَخَوَيــن رحـبـانـي (بعلبك 1960)

اترك رد