استضاف لبنان للمرة الأولى عرضاَ مسرحياَ تركياً جذب المئات الذين تعرفوا على الشاعر والكاتب التركي الشهير يونس أَمْرَه، كاتب قصة المسرحية التي حملت عنوان “في سوق العشق الإلهي”.
وأقيم العرض المسرحي على خشبة مسرح ثانوية روضة الفيحاء بدعوة من الجمعية اللبنانية التركية التي نظّمت الحدث تحت عنوان “أيام المسرح اللبناني التركي الأوّل” بدعم من وكالة التعاون والتنسيق (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء التركية وبالتعاون مع رابطة الشباب اللبناني التركي.
وحضر على مدى يومين متتاليين حوالي ألف شخص المسرحية التي أدّاها ممثلون أتراك باللغة التركية مع وجود ترجمة فورية إلى اللغة العربية على شاشة كبيرة. وأثرت المسرحية بمؤثراتها الصوتية والضوئية وأناشيدها وأغانيها الحيّة -على مدار ساعتين- في الجمهور الذي تفاعل معها ومع القصائد الصوفية والمواعظ الدينية التي كتبها يونس أمره.
وتحدّث في حفل الافتتاح رئيس الجمعية الدكتور خالد تدمري شاكراً فريق “فيزي عالم” المؤلف من 22 ممثلاً محترفاً والذين قدموا من مدينة أنقرة لتقديم العرض في طرابلس، وقال “إن تنظيم هذا الحدث يأتي في إطار تفعيل العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين الشقيقين لبنان وتركيا، فهو عمل مسرحي يأتينا من عبق التاريخ المشترك والقيم الدينية والمعاني الأخلاقية التي تجمعنا مع الشعب التركي، وقد تم عرضه خلال عام واحد أكثر من مئة مرة في تركيا وحدها، وعرضها ناطقة باللغة التركية على مسامع الحضور مصاحبة بالترجمة المتلفزة إلى العربية يشكل حدثاً فريداً يساهم في إظهار مدى التداخل والتقارب بين اللغات العثمانية – التركية والعربية، وعرضه في طرابلس يأتي ضمن إطار التعاون الوطيد بين الجمعية ومؤسسة تيكا”.
وأعلن تدمري أن الجمعية تعمل حالياً على استكمال استعداداتها لإفتتاح المركز الثقافي التركي التابع لها في طرابلس قريباً. حضر الإفتتاح ممثل عن السفير التركي والقنصل التركي ورئيس مكتب تيكا في لبنان ورئيسة اللجنة الوطنية للأونيسكو د. زهيدة رويش وحفيدة السلطان عبد الحميد في طرابلس السيدة سلمى السباعي ومدير مدرسة الروضة وعدد كبير من أساتذة الجامعات والمدارس ورؤساء الجمعيات والأندية المسرحية، وقدّمت للحفل الدكتورة هبة شندب.
يونس أمْرَه شاعر متصوّف وكاتب شعبي تركي عاش في القرن الثالث عشر وتوفي عام 1321م عن عمر يناهز 70 عاماً، ترك أثراً كبيراً في الأدب التركي حيث تحمل المراكز الثقافية التركية المنتشرة في أنحاء العلم اسمه ومنها المركز الثقافي في بيروت. وتنقّل أمره في كل مناطق الأناضول وسوريا وأذربيجان، وكان مريداً لشيخ يدعى “طابطوق أَمْرَهْ” عاش في مدينة صقاريا التركية، كما أثر في الشيخ جلال الدين الرومي مؤسّس الطريقة المولوية، وتعتبر قصائده دليلاً على مهارته في وصف المفاهيم الصوفية الصعبة بطريقة واضحة، كما اهتمت أشعاره بشكل أساسي بالحب الإلهي والتفكّر في مصير الإنسان.
كلام الصور
1- البوستر التعريفي بالمسرحي.
2- 3 لقطات مختلفة من العرض المسرحي المترجم.