ماجدة الرومي من تونس: ادعو الله ليخلصنا وبقية الشعوب العربية من الجلادين

هي ايقونة الفن الراقي في العالم العربي، إنها ماجدة الرومي مطربة ذات حس إنساني مرهف….تغني، تصلي للإنسان للحرية للشعوب والأوطان. بعدما احيت kartageأمسية غنائية في أغادير في المغرب، وصلت الرومي إلى تونس، حيث تحيي حفلة ضمن فعاليات “مهرجان قرطاج” في 4 آب المقبل،  حول زيارتها تونس وعلاقنها بالشعب التونسي ورأيها بالأحداث الجارية على الساحة العربية   كان الحوار التالي معها الذي أجرته الوكالة الوطنية للإعلام في بيروت .

كيف تقيمين حفلتك في أغادير؟

وقفت أمام مئة ألف شخص، وكانت بالنسبة إلي تشبه الحلم الكبير، وكان استقبالهم لا ينتسى.

الجمهور ينتظرك منذ مدة طويلة، وكان يعد العدة لاستقبالك، فكان هذا الموعد بعد طول انتظار.

“تونس موضوعها مختلف عن بقية البلدان التي اغني فيها ولا تعاني من الظروف التي عانيناها في لبنانوعانت منها بقية الدول التي اصيبت بأحداث كبيرة. هذه الحفلة تحية لتونس وعلاقتي التاريخية معها. وللمرة الاولى، غنيت كمحترفة على مسرح كانت في تونس، وقد حافظنا على هذه العلاقة التاريخية، وللشعب التونسي محبة كبيرة في قلبي، وأحب أن أقوم بواجبي تجاههم، وتكون لي وقفة معهم في الظروف الصعبة. وفي كل سنوات الحرب اللبنانية، كنت أذهب إلى تونس وأغني،  شعبها  احتضن القضية اللبنانية بكل محبة، وكان لأغانينا الوطنية كأغنية “عم بحلمك يا حلم يا لبنان” صدى كبير في نفوسهم. وحان الوقت لأبادلهم الوفاء بالوفاء وأرد التحية بتحية حقيقية صادقة. وكل ما أفعله لأعبر عن مكانة الشعب التونسي في قلبي، وأنا أشاركهم حزنهم ودمعهم، بقدر ما أشاركهم أفراحهم”.magida

زرتِ ضريح الراحل شكري بلعيد، فلماذا كانت الزيارة؟


أردت من خلال هذه الزيارة توجيه تحية إلى تونس الحريات، فنضاله الكبير أوصل الشعب التونسي إلى الأفضل، وهو رمز لكل شهداء الحرية،  سواء  في تونس أو المنطقة العربية أو  لبنان.، تأثرت وأنا راكعة على ضريحه أصلي بقلبي إذ تذكرت  رجالنا الكبار الذين استشهدوا.  كم  تميز هؤلاء  بالجدية  في لتعامل مع الحرية في أوطانهم، ودفعوا حياتهم ثمنا للوصول إلى يوم أفضل  عندما قرأت على ضريحه : “أين حق الشهيد”، هزتني  هذه الجملة ورددت في نفسي: نحن في لبنان هكذا، كل مدة نجدد شهداء وننسى الذين سبقوا، وهو صعب علي ولا استطيع أن أنسى، فأنا أكون  بلا وفاء إذا نسيت الشهداء، هؤلاء الذين ماتوا فداء للأوطان سواء  في لبنان أو تونس أو مصر أو فلسطين أو الجزائر أوالعراق أوسوريا وكل هؤلاء الشهداء لهم الصدارة في قلبي. أنا بالامس كنت أحيي تونس الحرية.

أنتِ  رمز للفنان الملتزم بالقيم الإنسانية والوطنية، برأيك هل نستطيع الفصل  بين القيم الإنسانية والوطنية؟

أرى  أنهما يسيران معا ًولا نستطيع  الفصل  بينهما، أعطى  الله  الفنان الكثير، فهو يجب أن يكونـ أساساً قيمة أخلاقية، يعني أن يكون موقفه صائباً في كل مكان وأن يساند وطنه الذي هو وطن للكل، أن يدافع عن المظلوم  ويرفع صوت الحق ويطلق صرخة تصل إلى أي مكان، فعليه واجب تجاه الناس هو  أن يعبر عنهم وعن دموعهم وأوجاعهم، واجب الفنان بالدرجة الأولى أن يكون قيمة أخلاقية،  لا يهمني منه إذا كان قيمة تسلية ، فثمة  أمور أخرى في الحياة نتسلى بها.

ماذا تقولين للشعب اللبناني؟

كان الله في عوننا، فما يجري حولنا يدمي القلب،  قدر لهذا الوطن الصغير أن يستورد مشاكل  الدول وسياساتها، وقد ابتلى هذا الشعب برزقه. فمع بداية كل صيف، يشل البلد، ما يحدث يشعرني باشمئزاز. وفي هذه الحال، ما علينا إلا رفع الصلاة ليخلصنا الرب ويخلص بقية الشعوب العربية من الجلادين. ما يحدث في مصر يدي  قلبي، فلطالما كانت مصر مفتوحة للسياح والحياة والفن والاحتفال بالحياة، ما يحدث لا يشبهها بشيء، لا هي ولا بقية الدول العربية التي تعاني من ظروف مماثلة. لا أتحمل رؤية الناس يذبحون في سوريا والاطفال يموتون كالعصافير. ما هذه الثقافة التي يموت فيها الإنسان مجانا ويصير فيها رخيصا إلى هذه الدرجة، ولا دول تدافع عنه.  الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان كذبة كبيرة. أدعو الله من كل قلبي أن يخلصنا من جلادي الأرض وشياطينها وقوات الظلام. .

اترك رد