تحول حفل توقيع الشاعر جرمانوس جرمانوس ديوانه “يا ريت خليت العمر بالبيت”، إلى تظاهرة ثقافية مميزة في مسرح الراهبات الأنطونيات الخالدية زغرتا، في حضور النائب اسطفان الدويهي، الوزير السابق يوسف سعادة، عقيلة النائب سليما فرنجية ريما ونجله طوني، رئيس اتحاد بلديات زغرتا إهدن زعني الخير، زياد المكاري، ونخبة من الوجوه الثقافية والأدبية والسياسية والاجتماعية وحشد من محبي الشعر والشاعر.
الشاعر شوقي بزيع أعرب عن سعادته بأن يكون “قبالة هذا الجمع الجميل الشفاف الذي عرف كيف ينتزع للشعر مساحة وجغرافية، وسط محيطات الدموع التي تسقط من عيون العرب في هذه الأيام القاسية”. وقال:” مجيئي اليوم الى زغرتا يؤكد ان الشمال هو أقرب الطرق الى الجنوب، جنوب القلب”.
وجاء في كلمة الكاتب سمير عطاالله التي قرأتها الاعلامية والشاعرة ماجدة داغر “عندما بدأت أقرأ جرمانوس في ملحق النهار عتبت على أهله فماذا جاء يفعل الشعر المحكي في فضاء النثر والحداثة الواضحة بنبرتها الصادقة والرفيعة؟ وبعدما قرأته مرارا أدركت ماذا جاء يفعل، لقد جاء يفرد مكانا عاليا للغة الآباء وفيض الأمومة وحكاية القرية كملحمة بشرية”.
الوزير السابق يوسف سعادة الذي أهداه الشاعر جرمانوس الديوان “وساما على صدر صداقتنا”، قال: “من العنوان الى القصائد سيرا على العيون، هناك، قرأت كل قصيدة على مهل: قراءة أولى ، ثانية، ثالثة.. وفي كل مرة كنت أحسب نفسي أنني قارئ أول، فأتساءل من أين أتيت يا جرمانوس بهذا الجديد؟”.
وقرأت الكاتبة كلوديا مرشليان قصيدة “جدي”، معقبة أن الشاعر “وهو يكتب عن جده وأمه وعمته، فتخاله يكتب عنك ولك”.
كذلك قرأت الممثلة رلى حمادة قصائد من الديوان وحيت جمهور الشعر الغفير الذي لم تلحظه عادة في لبنان.
وتحدثت الفنانة ماجدة الرومي باللهجة العامية، قائلة: “جرمانوس شاعر عشق الكلمة الحلوة والكلمة الحلوة عشقته، لدرجة أنها أعطته أن يفتح على موجة في إلها رموزا، ورموزا هاللغة هاي مش كتار بيعرفو يقروها، بدك ارواح متل روح الندى، متل قلب الورد… وانعطى يفوت على هيدي اللغة يللي هي مخلوقة بس مش مرئية. وانعطى يقدم شعره للناس من قمة مقلع الإبداعات الشعرية اللبنانية، من منجم الشعر اللبناني، لَيصير بشوية سنين قليلة من حرفيي الشعر اللبناني بإمتياز”.
واعتلت المنبر الفنانة جاهدة وهبة بعدما قدمتها مقدمة الحفل الإعلامية ماريا يمين “تمشي على خيط الموسيقى لأنها صوت، وفي صوتها رعيان يفترشون الجبل بأحلامهم ومشاويرهم، وفي ألحانها وجوه المدينة يتأملون إيقاع الليل، هي المطربة والملحنة والشاعرة. “مريضة بالقصائد الجميلة” كما تقول “ولا تشفى منها إلا حين تغنيها”.
وغنت وهبة قصيدة “اهدن رهبان الغطيطه” من شعر جرمانوس، وأيضا “بدو الزهر” من ديوان “يا ريت خليت العمر بالبيت”، وربطتها برحيل والدتها وأدمعت، “….. وهلق إذا جايي ع بالك تقشعي: الليله قبل ما يغسل تيابو الحمام، بفرش غيابك ع الأرض وبنام حتى ترجعي”.
وأدهش غناؤها الحضور بصوتها المرادف للقصيدة، هي التي تغني الشعر لأنها الشاعرة الحاضرة في قلبه.
كلام الصورة
الشاعر جرمانوس جرمانوس خلال حفل توقيع ديوانه الجديد إلى جانبه ريما سليمان فرنجية.